اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > من ذاكرة السينما: ديفيد لين.. من عامل كلاكيت الى مخرج افلام ملحمية

من ذاكرة السينما: ديفيد لين.. من عامل كلاكيت الى مخرج افلام ملحمية

نشر في: 4 يوليو, 2024: 12:01 ص

متابعة المدى
المخرج والمنتج البريطاني ديفيد لين ولد في كرويدون من ضواحي لندن في 25 مارس 1908 وتوفي في لندن 16 أبريل 1991 عن عمر 83 سنة. اشتهر بإنتاجه وإخراجه لأفلام ضخمة ملحمية نالت عدة جوائز مثل: فيلم لورنس العرب عام 1962، وفيلم دكتور جيفاغو عام 1965، وفيلم جسر على نهر كواي 1957، وفيلم معبر إلى الهند عام 1984. قدم ثلاثة أفلام مقتبسة عن روايات الأديب الإنجليزي تشارلز ديكنز: لقاء عابر عام 1945، الآمال العظيمة عام 1946، وأوليفر توست عام 1948. وقد مدحه الكثير من المخرجين العالميين أمثال ستيفن سبيلبرغ ومارتن سكورسيزي وستانلي كوبريك وجورج لوكاس ومصطفى العقاد. وفي تحقيق ميداني لجمعية الأفلام البريطانية تم اختيار دافيد لين كأفضل تاسع مخرج منذ أن بدأت صناعة السينما. رشح سبع مرات لجائزة الأوسكار لأفضل مخرج، وحصل عليها مرتين عن فيلميه جسر على نهر كواي ولورنس العرب.
لم يخرج ديفيد لين أكثر من 16 فيلما طوال حياته المهنية التي امتدت طوال 40 عاما؛ ابتداء من لقاء عابر عام 1945 وحتى معبر إلى الهند عام 1984. ولكنه تمكن من خلق أسس ومراجع في صناعة السينما طالما تقاس بها أعمال المخرجين حتى اليوم.
ولد "لين" لأبوين متزمتين دينيا (الكويكرز) ولم يشاهد أية أفلام حتى عمر السابعة عشرة. بدأ حياته المهنية سنة 1928 كعامل بوفيه يقدم الشاي لدى استوديو "جامونت" المعروف (الذي كان يقدم أفلام ألفريد هتشكوك). سرعان ما أصبح عامل الكلاكيت، ثم أخيرا مونتيرا، وهو المجال الذي أتقنه. مع نهاية الثلاثينات كان "لين" المونتير الأعلى أجرا في السينما البريطانية وعرف على نطاق واسع بأنه الأبرز في مجاله. كان "لين" حتى نهاية حياته المهنية يعتبر المونتاج أمتع مراحل إنتاج الفيلم، وكان يشترط على الاستوديوهات أن يقوم بمونتاج أفلامه بنفسه.
تعرف "لين" على الكاتب المسرحي نويل كوارد وبدآ العمل معا سنة 1942 حين اشتركا في إخراج الفيلم الدرامي فيما نخدم. نجاح الفيلم منح الاثنين دافعا وتمويلا جعلهما يؤسسان شركة إنتاج "سينجلد" التي ترأسها "لين" نفسه. شارك في تأسيس الشركة المنتج "أنتوني هافلوك ألان" والمصور السينمائي "رونالد نيم". قدمت الشركة أول ما قدمت ثلاثة أعمال مقتبسة عن مسرحيات "كوارد" أخرجها "لين" في أول تجاربه الإخراجية. كان الفيلم الأول عام 1944 دراما محلية بعنوان "هذا النسل السعيد" يتحدث عن الطبقة المتواضعة من الشعب الإنجليزي وتدور أحداثه بعيد الحرب العالمية الأولى. والفيلم الثاني عام 1945 كان كوميديا فوق طبيعية بعنوان "روح مرحة" الذي حصل على جائزة الأوسكار لأفضل تأثيرات بصرية. والفيلم الثالث في نفس العام كان الميلودراما الرومانسية "لقاء عابر" المقتبسة عن مسرحية "على قيد الحياة" التي نشرها "كوارد" عام 1936. قام ببطولة الفيلم الممثل تريفور هوارد. وُصف الفيلم بأنه تحفة ورشح "لين" لجائزتي أوسكار وحصل على جائزة مهرجان كان. كان "لقاء عابر" أول أفلام "لين" التي صور فيها فكرة تدافع المشاعر الداخلية مع المظاهر الخارجية.
كان الفيلمان التاليان له مقتبسين من أعمال تشارلز ديكنز. الأول آمال كبرى عام 1946 الذي حصل على ترشيحات لأهم جوائز الأوسكار: أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل سيناريو. واعتبره الكثيرون أفضل فيلم اقتبس عن رواية آمال كبرى. والفيلم الثاني "أوليفر تويست" عام 1948 عن الرواية المعروفة الذي لاقى أصداء جيدة وخاصة أداء الممثل أليك غينيس لشخصية "فيجن". في 1950 أغلقت شركة إنتاج "سينجلد"، فانتقل لين للعمل لحساب المنتج المعروف "ألكسندر كردا" صاحب شركة "لندن للأفلام".
كانت قصة توماس إدوارد لورنس الضابط البريطاني المثير للجدل الذي قاد ثورة عربية ضد الألمان والأتراك وقت الحرب العالمية الأولى، أساس أشهر أفلام "لين" وأهمها وهو فيلم لورنس العرب الذي ظهر عام 1962، وفاز بسبعة جوائز أوسكار من ضمنها أفضل فيلم وأفضل مخرج (الثانية ل"لين")، وفتح باب النجومية للممثلين بيتر أوتول وعمر الشريف. كان إنتاج الفيلم صعبا واستغرق وقتا طويلا، سنة وثمانية أشهر، وفي درجات حرارة عالية. كان الفيلم مذهلا خاصة في تصوير الصحراء والجمال واللقطات القريبة على عيني الممثل "أوتول" الزرقاوين. حقق الفيلم نجاحا كبيرا وعرض ثلاث مرات في دور العرض.
بعد ذلك قدم لصالح استوديو مترو غولدوين ماير فيلميين رومانسيين: فيلم دكتور جيفاغو عام 1965 من بطولة عمر الشريف أيضا. ثم فيلم ابنة رايان عام 1970 المقتبس عن رواية مدام بوفاري. الفيلم الأول لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا. امتاز الفيلمان برؤية عميقة وبتصوير سينمائي بارع ولقطات بعيدة ممتازة. وهي سمات ميزت أعمال المخرج "لين". لكن الفيلم الثاني أخفق نقديا. مما دفع "لين" إلى التوقف 14 عاما عن الإخراج.وفي 1984 قدم "لين" آخر أفلامه "طريق إلى الهند" المأخوذ من رواية لإدوارد مورغان فورستر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

النجم غالب جواد لـ (المدى) : الست وهيبة جعلتني حذراً باختياراتي

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

معاهد متخصصة فـي بغداد تستقبل عشرات الطامحين لتعلم اللغة

متى تخاف المرأة من الرجل؟

مقالات ذات صلة

تفعيل الكتابة الإبداعية بين رواية
سينما

تفعيل الكتابة الإبداعية بين رواية "الزوجة المفقودة " لغيليان فيلين والفيلم

ضحى عبدالرؤوف الملتُفعّل الروائية "غيليان فيلين" مفهوم الكتابة الإبداعية ضمن مؤثرات الخيال الدرامي على السرد في رواية "الزوجة المفقودة " الصادرة عن "الدار العربية للعلوم ناشرون " وهي للروائية "غيليان فيلين" بمعنى التكافؤ المنطقي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram