اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > تفعيل الكتابة الإبداعية بين رواية "الزوجة المفقودة " لغيليان فيلين والفيلم

تفعيل الكتابة الإبداعية بين رواية "الزوجة المفقودة " لغيليان فيلين والفيلم

نشر في: 4 يوليو, 2024: 12:03 ص

ضحى عبدالرؤوف المل
تُفعّل الروائية "غيليان فيلين" مفهوم الكتابة الإبداعية ضمن مؤثرات الخيال الدرامي على السرد في رواية "الزوجة المفقودة " الصادرة عن "الدار العربية للعلوم ناشرون " وهي للروائية "غيليان فيلين" بمعنى التكافؤ المنطقي بين ما يُكتب ويحدث في المجتمع من تفاصيل درامية، يمكن لها أن تكون بذرة تنمو أمام الكاتب الذي يستعرض الأحداث كمحقق في جريمة هي في الحقيقة معنى الفعل في السرد الدرامي، والجملة التي تُشكل قيمة النص وما فيه من شخصيات مُتخيلة، والبعض منها يعصف به الحدث كما عصفت القصة بزوج آيمي "بطرفة عين لطيفة نحو الوعي" في لحظة إبداعية بين كاتبة مشهورة وهي آيمي وزوجها الذي كان كاتباً فيما مضى عندما كان الناس يقرأون على الورق" فالمزج بين المحاكاة الدرامية والتحول في السرد الهادف إلى إظهار قيمة الفكرة في رأس الكاتب وتفاعل القراء من خلالها، بل والتعاطف معها لخلق نوع من التشكيك الذي يقلب الحدث رأساً على عقب في الكتابة الإبداعية، وهذا ما أرادته بطلة القصة آيمي، لتعيد تعريف معنى أن تعيش في سرد متواصل ضمن مجتمع يفرض عليك تقبل مفارقات الحياة وانعكاساتها على الكاتب بمختلف وجهات النظر التي يمكن تحليلها واستغلالها. لتكون رواية يستمتع بها الناس على الشاشات في زمن إعلامي جديد قلب المقاييس في كل شيء من الأدب للمسرح للكتابة الروائية الجديدة التي تعالجها غيليان فيلين في روايتها واقتبسها المخرج "ديفيد فينشر" في الفيلم الذي يحمل بصمة درامية تُسلط الضوء على فكر الكاتب وقدرته على تحليل ما يحدث أمامه بمقدرة أكبر من المُحقق الذي يبحث عن حل جريمة القتل التي رسمتها آيمي، وهي بطلة الرواية والفيلم، وهي الكاتبة التي تريد الانتقام من زوجها المُستسلم لتغيرات الزمن التقنية بعد أن خسر وظيفته، كما خسرت هي وظيفتها لتتشكل الأحداث بسرعة " عملت في وظيفة لفترة أحد عشر عاماً، ثم فقدتها. حدث ذلك بسرعة كبيرة. بدأت المجلات في كل أنحاء البلاد بإقفال أبوابها، وذلك نتيجة لوباء مفاجىء ساعد الاقتصاد المترنح على انتشاره بسرعة. انتهى بهذه الطريقة عمل الكتّاب(أي ذلك النوع من الكتاب الذي أنتمي إليه: الروائيون الطموحون،والمفكرون المتأملون، والأشخاص الذين لا تعمل أدمغتهم بالسرعة الكافية التي تمكنهم من التدوين، أو التواصل مع شبكة الإنترنت أو التغريد فيها تويتر،وهم الذين يتشكلون أساساً من المعاندين المتفاخرين. " فهل الهووس الكتابي هو التفكير بقيمة العقل المفكّر الذي يخلق العوالم المجتمعية بشكل بشكل يعجز العقل عن ايجاد الحلول له كما هي حال آيمي التي خلقت الحدث لتترك زوجها في بحث دائم عن حقيقة الحدث الذي طوّرته كاتبة خسرت عملها بسبب عالم جديد يتنافى فيه الخيال السردي؟ أم أنها استطاعت كتابة رواية هي دعامة أساسية في الكتابة الإبداعية ومفاهيمها التي يدرسها زوجها في الجامعة وهو الوحيد الذي استطاع فك جريمة أتهمته فيها، ومن ثم أخرجته منها بريئاً لتبقيه مقيداً في التفكير المستمر للخروج من قيودها؟ وهل هيتشكوك هو المدرسة الكبرى للكتاب عامة في بناء مسرح الجريمة وغموضه ومن ثم ربطه بالعقل الإنساني؟
رواية تحولت إلى سرد بصري في فيلم من إخراج ديفيد فينشر لشخصية مهووسة بالكتابة، وتحويل الحدث إلى حقيقة لخلق تفاعلات حقيقية تنبض بالحياة، وإن كلفها ذلك حياة الأشخاص من محيطها وأحبتها، فالكاتب في رواياته يستطيع أن يدمج مع ما يبتكره من شخوص، ولكن أن يصل لدرجة المرض النفسي الذي يجعل منه حبكة متماسكة لا يمكن فكّها بسهولة لهي المُعضلة الحقيقية في عالم الكتابة والقراءة معاً. فالكثير من القراء يرتبطون بشخصيات أحبوها في عمل أدبي، فيتقنون محاكاته تخيلياً لدرجة التقمص أحياناً. رغم أني أرفض بشدة كلمة الأدب النسوي إلا أن الروائية جيليان فيلين تحت قناع إيمي إليوت دن تقدم لنا الانتقام الأنثوي بمكر روائي ثنائي بين كاتبين إيمي الكاتبة والروائية وزوجها الكاتب السابق الذي لم ينتبه لحبكة زوجة أرادت الانتقام بعد أن رأته يخونها مع امرأة أخرجته من رتابة حياة أراد تجديدها، فجددتها له زوجته بتلفيق التهم له بحيث لا يستطيع الخروج من دائرتها أبداً، وفي الوقت نفسه تحصل على شهرة لرواية فاعلة في الحياة هي مصدر خيالها الوحيد في واقع تنتقم فيه من زوج كاتب. فهل يصعب تصحيح حبكة روائية هي حدث فعلي في حياة الكاتب؟ أم أن ما نكتبه هو درامي فعّال حافل بمعنى التأثر والتأثير واستخلاص الثغرات التي لا يمكن ملاحظاتها عبر مجريات الأمور؟ فهل يجب تفعيل دقة الملاحظة في حياتنا لنستدرك ما يُرسم لنا قبل وقوعه؟ أم هي مجرد خيال كاتب روائي أو سيناريست؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

النجم غالب جواد لـ (المدى) : الست وهيبة جعلتني حذراً باختياراتي

أفضل عشرة أفلام هروب من السجن

معاهد متخصصة فـي بغداد تستقبل عشرات الطامحين لتعلم اللغة

متى تخاف المرأة من الرجل؟

مقالات ذات صلة

تفعيل الكتابة الإبداعية بين رواية
سينما

تفعيل الكتابة الإبداعية بين رواية "الزوجة المفقودة " لغيليان فيلين والفيلم

ضحى عبدالرؤوف الملتُفعّل الروائية "غيليان فيلين" مفهوم الكتابة الإبداعية ضمن مؤثرات الخيال الدرامي على السرد في رواية "الزوجة المفقودة " الصادرة عن "الدار العربية للعلوم ناشرون " وهي للروائية "غيليان فيلين" بمعنى التكافؤ المنطقي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram