 ترجمة / حامد أحمد

في تقرير لها حول تبعات التغير المناخي على جانب القطاع الزراعي والجانب التنموي في العراق وتأثير ذلك على عوائل فلاحية، ذكرت منظمة، برنامج الأغذية العالمي WFP، ان العراق فقد 12 مليون هكتار من مساحات الأرض الزراعية جراء ذلك ، مشيرة الى ادخال برامج تقنية حديثة وحلول مستدامة لتعزيز القطاع الزراعي في البلد وإعادة تأهيل مساحات زراعية مهملة.
وتذكر المنظمة الدولية في تقريرها ان استتباب الوضع الأمني والاستقرار السياسي الذي شهده العراق مؤخرا خلق فرص للمضي تجاه البرامج التنموية ، مع ذلك فان آثار التغير المناخي كان لها وقع سلبي على قطاع الإنتاج الزراعي في البلد تمثلت بزيادة نسبة الملوحة وزيادة مساحات التصحر مما اثر ذلك على مجتمعات زراعية وعوائل فلاحية بقلة مواردهم المعيشية وزيادة معدل ضعف الامن الغذائي .
وفي تحرك إستراتيجي للاستجابة لهذه التأثيرات أدخلت منظمة برنامج الأغذية العالمي في العراق خطة تنموية طويلة الاجل لغرض التأقلم مع هذه الظروف خصوصا في المناطق الجنوبية من البلاد الأكثر تعرضا لتبعات التغير المناخي ومساعدة مجتمعات متضررة بينهم نازحين ومزارعين لتعزيز ظروفهم المعيشية وزيادة تحملهم لتبعات تغير المناخ طوال العام 2024.
وعبر تعاون تقني بين المنظمة الدولية ووزارة الزراعة تم ادخال برنامج (E Farming) وهي استخدام التقنيات الحديثة والأجهزة الرقمية في عمليات الإنتاج وتسويق المنتجات والمحاصيل وإدخال المعلومات المتعلقة بها، حيث تم تدريب اكثر من 650 ألف مزارع عبر العراق. وقامت المنظمة بتجهيز المعدات الخاصة بالمشروع.
وكجزء من مشروع الاحياء الزراعي، اطلقت المنظمة وبالتعاون مع الوزارة تنفيذ مشاريع زراعية صغيرة في محافظة البصرة ، وقدمت هذه المبادرة دورات تعليم وتطوير مهارات لمجتمعات زراعية متضررة مع تقديم الدعم لهم من اجل تحسين وضعهم الاقتصادي. وتم تجهيز 40 مشترك في هذا البرنامج بمعدات زراعية صغيرة للبدء بمشاريعهم وتحسين الدخل الاقتصادي لهم.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، الفاو ، قد كشفت في استطلاع لها شمل 1,448 عائلة فلاحية في مناطق مختلفة من محافظات العراق حاجتها لمساعدة ودعم وتوفير بنى تحتية تساعدهم على تحسين انتاجهم الزراعي وتعزيز وضعهم المعيشي.
وتوصي المنظمة بإعادة تاهيل شبكات الري وإدخال منظومات وتقنيات ري حديثة تحافظ على كميات المياه المستخدمة من خلال تقنية التنقيط. وتوصي أيضا بوضع خطة وطنية تدعم القطاع الزراعي بشكل مستدام بالنسبة لعوائل فلاحية تأخذ بنظر الاعتبار الظروف المناخية المتغيرة من زيادة شحة المياه المتوفرة للري من مصادر مياه مختلفة من مياه جوفية وآبار.
ويذكر التقرير انه في أيار عام 2024 أكملت المنظمة الدولية المرحلة الاولى من برنامج ، تمكين ، وهو مشوع يهدف الى تعزيز قدرات عوائل متضررة وتم تدريب 100 شخص في محافظات أربيل ودهوك ونيننوى على تقنيات الحاسوب في مجال التدريب الصيرفي والموجودات والمنح وبعد تخرجهم بنجاح يمكن حصولهم على فرص عمل في مجال برامج التنمية.
وضمن برنامج جسور الوطني لتطوير الجانب التقني والرقمي اجرى برنامج الأغذية العالمي مراسيم تخرج لأكثر من 400 مشارك من محافظات البصرة وذي قار وميسان والموصل تلقوا دعم في مجال تطوير مهاراتهم التقنية تؤهلهم للعمل في مشاريع صغيرة.
وتشير المنظمة الدولية في تقريرها الى ان قلة جانب التمويل ما تزال تعتبر من اكثر التحديات التي تواجه أنشطة برنامج الأغذية العالمي في العراق لعام 2024. حيث ان المبالغ التي تم الحصول عليها من البلدان المانحة والمساعدات الأخرى لا تغطي سوى 23% من متطلبات تنفيذ البرامج للأشهر الستة القادمة ، من حزيران الى تشرين الثاني 2024، حيث تشير المنظمة إلى ان متطلبات الإنفاق على المشاريع على مدى ستة أشهر تقدر بحدود 42.7 مليون دولار .
وكانت منظمة الهجرة الدولية قد ذكرت في آخر تقرير لها تأثر 12 محافظة عراقية في وسط وجنوب البلد بعوامل التغير المناخي مما اضطرت عوائل فلاحية على خيار النزوح والهجرة للبحث عن فرص تحسين ظروف المعيشة وإيجاد مصدر دخل ووصل عدد العوائل الفلاحية المتضررة لحد آذار 2024 ما يزيد على 23 ألف عائلة.
وينقل التقرير تجربة احد المستفيدين من محافظة ذي قار من برامج المنظمة الدولية لتحسين وضعهم الاجتماعي. هبة، أم لثلاثة فتيات، كانت دائما ما تبذل جهد من اجل تلبية احتياجات العائلة رغم مهارتها البسيطة في الخياطة. تكاليف معيشة الحياة اليومية المتصاعدة تشكل أعباء مالية من الصعوبة تلبيتها. ومن اجل تطوير مهاراتها انضمت لمركز تدريب في ذي قار تشرف عليه المنظمة الدولية وبعد تطوير مهاراتها استطاعت تحويل هذا الجهد الى تنفيذ مشروع صغير يدر عليها بمصدر مالي يساعدها في تلبية احتياجات العائلة وضمان مستقبل تربوي لأولادها.

• عن موقع ريليف ويب الدولي