TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البرزاني وأعتبار بقاء التحالف الدولي "قضية وطنية عراقية "‏

البرزاني وأعتبار بقاء التحالف الدولي "قضية وطنية عراقية "‏

نشر في: 8 يوليو, 2024: 12:02 ص

عبد الحليم الرهيمي

خلال زيارة السيد مسعود البرزاني زعيم اقليم كردستان مؤخراً الى بغداد (الخميس 3/7) ولقاءاته المتعددة مع ‏كبار المسؤولين في الدولة وكذلك مع قادة ومسؤولي الاحزاب والجماعات السياسية المختلفة، ومع عدد من ‏السفراء والبعثات الدبلوماسية العربية والاجنبية، طرح واوضح رأيه في العديد من القضايا والمشاكل الداخلية ‏والقضايا الاقليمية والدولية المتعلقة بالشأن العراقي. وقد تسرب من بعض لقاءاته واجتماعاته، انه اوضح لهم ‏رأيه بالعديد من تلك القضايا الذي اتسم بالصراحة والجرأة، دون الاعلان عن ذلك الامر فسره المحللون ‏لخطورة الطرح وجرأته الذي قد يحرج به البعض أذا تم الاعلان عنه، خاصة اجتماعه مع قادة ومسؤولين ‏الجهات السياسية العليا بالدولة او المشاركة في مؤسساتها. ‏
ان الاوصاف التي اطلقها القادة الكرد وبعض مسؤولي الدولة والاحزاب، فضلاً عن وسائل الاعلام، بأن هذه ‏الزيارة لكاكه مسعود البرزاني الى بغداد، وهي الاولى منذ ست سنوات، انما هي زيارة تاريخية وكبيرة الاهمية ‏وستحقق الكثير من التسويات والحلول للقضايا الداخلية المعلقة بين المركز والاقليم، كما بدا واضحاً من ‏جدول اعمال هذه الزيارة الذي جرى التعبير عنه او بعض محاوره قبل وخلال هذه الزيارة. ‏
لقد كانت اهم اسباب هذه الزيارة واهدافها، وفضلاً عما جرى الحديث عنه هي، وحسب مراقبون متابعون ‏للاحداث مناقشة التهديدات والضغوطات التي تمارسها دول اقليمية ضد اقليم كردستان خاصة وضد العراق ‏بشكل عام، سواء بالقصف او بأحتلال جزء من الاراضي العراقية ومنها اراضي اقليم كردستان وأفتعال ‏الاسباب والمبررات للانتهاكات المتكررة للسيادة العراقية واستطراداً سيادة الاقليم، الامر الذي يتطلب ايجاد ‏الحلول لمعالجتها على اعلى المستويات بين القيادات العراقية وهذا هو احد الاسباب المهمة جداً لزيارة السيد ‏البارزاني لبغداد. ‏
اما القضية الثانية المهمة التي طرحها وابدى رأيه الصريح والجريء بها فهي قضية وجود او بقاء قوات ‏التحالف الدولي في العراق، والتي تطالب الجماعات المسلحة في العراق بالمواقف والاعمال العسكرية ‏وبالضغط على الحكومة من اجل انهاء هذا الوجود واخراجها من الاراضي العراقية، متكئين احياناً على القرار ‏الذي اتخذه البرلمان العراقي عام 2022 باخراج هذه القوات. ‏
هذه المسألة الشديدة الاهمية التي ناقشها وطرح رأيه الصريح بها السيد البرزاني خلال لقاءاته واجتماعاته التي ‏حصلت بهذه الزيارة هي مسألة بقاء او مغادرة هذه القوات من خلال توضيح اهمية بقائها، والمخاطر، بل ‏والكوارث، التي ستترتب على ارغام قادة التحالف الدولي وخاصة الولايات المتحدة على سحب هذه القوات ‏ومغادرتها العراق. ‏
ونظراً لأهمية وحساسية المناقشات حول هذه القضية، لم يتم الاعلان عن التطرق لها في معظم تلك اللقاءات ‏والاجتماعات. غير ان السيد مسعود برزاني رأى ان من المهم والواجب الاعلان بوضوح عن رأيه بها سواء ‏بالاعلان عن موقفه ورأيه بهذه القضية عبر حركته السياسية النشطة، سواء بتصريحاته المباشرة او ببيانات ‏مقر مكتبه في صلاح الدين بكردستان وفي لقاءاته بسفراء عدد من الدول العربية ولقاءه مع سفيرة الولايات ‏المتحدة بالعراق ايلينا رومانسكي أكد السيد البرزاني (بأن بقاء قوات التحالف الدولي هو " قضية وطنية " لا ‏تتعلق بمكون معين فقط) واضاف (ينبغي ان تدرك جميع المكونات العراقية- يقصد الشعب العراقي بكل ‏كياناته – حقيقة ان الارهاب ومخاطر عودته بالظهور مجدداً ما تزال قائمة). ‏
ولاهمية هذه القضية شدد السيد البرزاني على (ضرورة ان يدعم الجميع عملية الحوار والاتفاقات بين الحكومة ‏العراقية والتحالف الدولي) ثم اكد بشكل واضح وصريح، على ما لم ينتبه اليه الكثيرون، وهو ان هذه ‏القضية اي بقاء قوات التحالف الدولي هي (ليست من اختصاصات البرلمان) في اشارة مباشرة الى قرار ‏البرلمان بدعوة الحكومة لاخراج هذه القوات وقد اكد البرزاني ايضاً وبصراحة (انه لابد من ابعاد هذه المسألة ‏عن المزايدات السياسية وعن التداعيات والمعادلات الاقليمية من اجل الحفاظ على مصلحة العراق وكيانات ‏شعبه) في اشارة واضحة الى اقليم كردستان. ‏
ان هذه التاكيدات الواضحة والصريحة لزعيم اقليم كردستان السيد مسعود برزاني على ضرورة واهمية بقاء ‏قوات التحالف الدولي في العراق بقيادة الولايات المتحدة، انما تعود لمعرفته واطلاعه الدقيق، فضلاً عن ‏احساسه العميق ليس فقط باهمية وضرورة بقاء هذه القوات وحاجة العراق وأمنه وامن شعبه لها انما هي – ‏وهذا مهم جداً – تبعد عنها المخاطر والكوارث التي ستلحق بهما جراء العقوبات الاقتصادية والسياسية والامنية ‏في حال ارغام التحالف وقيادته الولايات المتحدة على مغادرة العراق لمصلحة دول اقليمية وليس لمصلحة ‏العراق وشعبه. وقد اصبح واضحاً للجميع ان ابرز تلك العقوبات هي وقف او تقليل واشنطن شراء النفط ‏العراقي، وكذلك وقف ضخ الدولار للعراق بما سيترتب على الحكومة من آثار سلبية ابرزها عجز دفع الرواتب ‏فضلاً عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية واثرها السلبي المباشر على غالبية الشعب العراقي بما ستسببه من ‏غلاء فاحش بالاسعار.. وغيرها. ‏
اما احد الاثار الخطيرة التي ستترتب على ابعاد قوات التحالف فهو تعريض سيادة العراق وحدوده بل وحتى ‏نظامه السياسي، للاختراق من جهات عدة في مقدمتها عودة داعش باشكال مختلفة واستغلال دول اقليمية ‏تتربص بالعراق شراً لاختراق سيادة العراق وفرض هيمنتها السياسية والاقتصادية عليه وبشكل مؤلم وخطير، ‏اكثر مما هو متحقق الان. ‏
ومهما تكن مواقف مختلف الجهات تجاه كردستان العراق وتجاه السيد مسعود البرزاني شخصياً، فان ما حذر ‏منه وتحدث عنه بصراحة وجرأة التي ربما ازعجت البعض، فلابد من اخذ تلك التحذيرات والاراء الصريحة ‏بالاهتمام وبعين الاعتبار والتأمل بعمق بابعادها ودلالاتها، واتخاذ مواقف وطنية عراقية جريئة باعادة النظر ‏بكل موقف يضر العراق والعراقيين بما فيه اقليم كردستان العراق وشعبه والتصرف على ان القادم اعظم في ‏الاحداث الداخلية والاقليمية والدولية. ‏
لقد أبدى السيد مسعود البرزاني رأيه الصريح لما يواجه العراق وشعبه من اخطار وكأن لسان حاله يقول (اللهم ‏قد بلغت فاشهد)! ‏
فهل من يسمع ويتعظ بما يمكن ان يتعرض اليه العراق وشعبه من اخطار وكوارث

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram