خاص/المدى
أوضح المختص في الشأن البيئي والمائي، معاذ الشلال، اليوم الأربعاء، أهمية مواجهة التحديات المائية، لافتاً إلى "حلول مبتكرة لحماية الموارد الحيوية".
ويقول الشلال، خلال حديث لـ (المدى)، إنه "في ظل موسم الصيف الحار في العراق، يمكن اتخاذ عدة خطوات للحفاظ على الموارد المائية"، مشيراً إلى "تحسين إدارة المياه وتطوير نظم ري فعّالة واستخدام التقنيات الحديثة لتقليل الفاقد من المياه".
ويردف "إعادة استخدام المياه ومعالجة المياه العادمة لاستخدامها في الزراعة والصناعة"، منوهاً على "تنظيم حملات توعية لتشجيع المواطنين على ترشيد استخدام المياه".
ويؤكد المختص في الشأن البيئي، "على أهمية دعم البحوث التي تركز على طرق جديدة لتحلية المياه واستخدام المياه الجوفية بكفاءة، وإصلاح شبكات توزيع المياه لمنع التسربات وضمان توزيع المياه على نحو عادل".
ويدعو الشلال إلى "تطبيق قوانين صارمة ضد الهدر المائي ودعم المشاريع التي تهدف إلى حماية الموارد المائية"، موضحاً أن "اتباع هذه الخطوات يمكن أن يسهم إلى حد بعيد في الحفاظ على خزينة العراق المائية خلال فترات الصيف الحار".
من جهته، يشدد الناشط البيئي، يوسف الكبيسي، خلال حديث لـ (المدى)، على "ضرورة مواجهة التحديات البيئية والمحافظة على الخزين المائي في العراق كجزء أساسي من حماية البيئة وتحقيق الاستدامة".
ويردف، أن "التغيرات المناخية، والتلوث، وسوء إدارة الموارد المائية تشكل تحديات كبيرة تتطلب اتخاذ إجراءات فورية ومستدامة".
ويؤكد الكبيسي، أن "الحفاظ على الموارد المائية يتطلب تعاوناً من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة والمجتمع المدني والمواطنين، لتطبيق سياسات فعالة وتوعية المجتمع بأهمية هذه الموارد الحيوية".
ويُعد العراق من أغنى دول العالم بالثروة المائية، ومنها: نهر دجلة ونهر الفرات ونهر العظيم ونهر الزاب الكبير ونهر الزاب الصغير ونهر الخابور ونهر ديالى ونهر اب تانغرو نهر ابسيروان ونهر الدجيل ونهر الكارون ونهر شط العرب وأكثر من 35 نهراً في شرق العراق ومن إيران وهذا غير الأعداد الكبيرة للأهوار الموسمية داخل العراق.
وتفاقمت أزمة شح المياه في العراق خلال السنوات الماضية لعدة أسباب من بينها سوء إدارة استخدام المياه وتغير المناخ وتراجع الإمدادات من دول المنبع، تركيا وإيران وسوريا، وهي عوامل تتشابك معا، وتبرز أهمية مشكلة أساسية لم تتم معالجتها حتى الآن.
ورغم تذبذب سقوط الأمطار منذ سنوات وقلة الواردات المائية من دول المنبع المجاورة، فإن العراق يعدّ من البلدان الغنية بالمياه الجوفية في عموم مناطقه، مما يتطلب خططا حكومية سريعة لاستغلال هذه الثروة الطبيعية.
وخلال 20 عاما انخفضت مساحة الموارد المائية بواقع 49 بالمئة أي النصف تقريبا، متراجعة من نحو 10 آلاف و 431 كيلومتراً مربع، لتنخفض لحدود 5 آلاف و 105 كيلومترا فقط، وتقلصت المزارع والحقول، ومعها الغطاء النباتي لأقل من 12 بالمئة، وهكذا زادت مساحة التصحر لتشمل نحو 80 بالمئة من مساحة العراق وهي نسب كارثية.