 الموصل / خاص

انطلق المشروع العام الماضي في داخل مقر الدائرة الزراعية في نينوى، ولكنه ما يزال قيد الدراسة والبحث ويتكون من عدة وحدات وهي وحدة تربية الحشرة البالغة، ووحدة جمع وحضن البيض، وحدة تربية اليرقات، وحدة عزل وحضن الخادرات، وحدة عزل السماد العضوي، وحدة تجفيف اليرقات.
يعمل المشروع بجهود ذاتية ويحتاج الى دعم حكومي لكي يندمج في سوق العمل، فهو يعمل على توفير بيئة صحية أكثر استدامة من خلال اعادة السلسلة الغذائية الى الطبيعة، عن طريق تدوير النفايات العضوية والتي تساهم في تقليل الحمل البكتيري الناجم عن انتشار النفايات الملوثة للبيئة.
مدير المشروع الدكتور زاهر العبيدي في حديثه لـ(المدى) اوضح ان المرحلة تبدأ بجلب الذباب الاسود ووضعه في داخل بيت مغلف بالقماش وبدرجة حرارة ٣٠ ورطوبة ٧٠ مع الإضاءة والماء، ثم تقوم بوضع البيوض في داخل قطع خشبية، ثم تنتقل الى المفقسة تبقى لمدة ٤ ايام وتتحول بعدها الى يرقة توضع في أحواض تتغذى على مخلفات الاطعمة وتبقى لـ ٣ اسابيع ثم تتحول الى مرحلة الخادرة تبقى لمدة اسبوعين وبعدها تكون ذبابة متكاملة مرة. العبيدي أضاف ان الذباب الاسود انشئ منه المئات من الشركات المعنية بتربيتها، لإمتلاكها القدرة العالية على التخلص من النفايات العضوية، وتحويلها الى مخرجات نافعة كالبروتين العلفي والسماد العضوي عالي الجودة.
وقد اجازت منظمة الغذاء والزراعة التابع للأمم المتحدة استخدام هذا النوع من الحشرات كمكملات غذائية حيوانية، ومن بين تلك الشركات هي شركة بروتكس الهولندية وانتوبل الفيتنامية وأكري بروتين البريطانية وشركات كثيرة منتشرة في كل دول العالم، حيث تقوم هذه الشركات بتحويل ملايين من أطنان النفايات العضوية الى بروتين علفي وسماد عضوي وبجدوى اقتصادية مربحة تدعم قطاعي الثروة الحيوانية والانتاج النباتي.
وبين ان الذبابة السوداء هي حشرة استوائية تحتاج الى رطوبة عالية وحرارة معتدلة، وتنتج انثى الحشرة 500 – 900 بيضة، تزن اليرقة الناضجة بحدود 0,22 غم وطولها يصل الى 2,5 سم غنية بالبروتين حيث يصل نسبته الى أكثر من 42%، وتعتبر بديل لفول الصويا المستخدم كمصر بروتيني في علائق حيوانات المزرعة.
واكد العبيدي ان هذا الذباب ذات أهمية اقتصادية فهو مصدر للبروتين العلفي وتستخدم بنسبة 15% من العلف الحيواني حيث تقلل من كلفته بحدود 20%، كما وأنها ترفع من انتاج البيض في الدجاج البياض وتسرع النمو وتزيد من كفاءة الجهاز المناعي، مع انتاج اسمدة عضوية عالية الجودة مدعم "بالكايتين" وهي مادة تستخدم في مستحضرات التجميل باهظة الثمن وكمكملات غذائية ودوائية.
واشار العبيدي إلى ان هناك تعاون مع قسم الانتاج الحيواني في كلية الزراعة والغابات بجامعة الموصل من خلال اجراء بحوث علمية مشتركة على هذا النوع من الحشرات كبدائل علفية، وبنتائج ايجابية واعدة سواء على مستوى انتاج اللحوم أو انتاج بيض المائدة، كذلك اجريت بحوث تجريبية على استخدام السماد العضوي الناتج من المشروع كبديل للاسمدة الكيمياوية، واظهرت النتائج كفاءة عالية في دعم الانتاج النباتي كبديل عضوي غني بالعناصر الغذائية الضرورية للنمو اضافة الى حماية النبات من المسببات المرضية.
في الوقت ذاته اوضح حيدر السماك مدير إعلام زراعة نينوى ان المديرية كانت قد تولت مشاريع ستراتيجية نموذجية من اجل دعم القطاع الزراعي ومن ضمنها هذا المشروع الذي هو إعادة تدوير النفايات العضوية.
وبين ان الجفاف الذي ضرب العالم في السنوات الاخيرة أثر على الثروة الحيوانية وقطاع الاعلاف وهذا المشروع هو بديل لهذه المشكلة وقد تبنته زراعة نينوى وحقق نتائج ممتازة وهناك سعي لتطوير هذا المشروع خدمة للثروة الحيوانية في نينوى التي تعد هي الاكبر على مستوى العراق.