 متابعة / المدى

عرض الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بيزشكيان في رسالة نشرتها صحيفة محلية أمس السبت، الخطوط العريضة للسياسة الخارجية التي سينتهجها خلال ولايته، مبديا تطلعه إلى الدخول في "حوار بناء" مع الأوروبيين، منتقدا انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق النووي ومؤكدا على أن بلاده "لا ولن تستجيب للضغوط".
وكشف بيزشكيان الذي انتخب مطلع يوليو/تموز، في الرسالة التي نشرتها صحيفة "طهران تايمز"، عن الخطوط العريضة للسياسة الخارجية التي سينتهجها خلال ولايته.
وأشار إلى أن الدول الأوروبية التزمت بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق المبرم عام 2015، بمحاولة إنقاذ الاتفاق وتخفيف تأثير العقوبات الأمريكية. وقال: "تراجعت الدول الأوروبية عن تلك الالتزامات". وأضاف: "على الرغم من هذه الخطوات الخاطئة التي اتخذتها الدول الأوروبية، أتطلع إلى الدخول في حوار بناء مع دول أوروبا بهدف وضع العلاقات على المسار الصحيح استنادا إلى مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة".
ووعد بيزشكيان خلال الحملة الانتخابية بـ"إخراج إيران من عزلتها" عبر إقامة "علاقات بناءة" مع العالم ولا سيما مع الدول الأوروبية.
وكانت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي نبيلة مصرالي هنّأت بيزشكيان على انتخابه، مشيرة إلى أن التكتل الذي يضم 27 دولة "مستعدّ للتعامل مع الحكومة الجديدة بما يتماشى مع سياسة الاتحاد الأوروبي".
من جهته أخرى، انتقد بيزشكيان انسحاب الولايات المتحدة الأحادي في 2018 من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عنها في مقابل تقييد أنشطتها النووية.
ورأى أطراف اتفاق 2015 مع إيران أنه أفضل طريقة لمنع الجمهورية الإسلامية من بناء قنبلة نووية وهو ما تنفي طهران سعيها للوصول إليه.
وشدّد الرئيس الإيراني في رسالته على "ضرورة أن تعترف واشنطن بالواقع، وأن تفهم، مرة واحدة وإلى الأبد، أن إيران لا ولن تستجيب للضغوط". في المقابل، وصف روسيا بأنها "حليف ستراتيجي وجار مهم لإيران"، مبديا كذلك استعداده "للتعاون على نطاق أوسع" مع الصين.
أما بالنسبة إلى دول الجوار، فدعا بيزشكيان تركيا والسعودية وسلطنة عمان والعراق والبحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة إلى "تعميق العلاقات التجارية… ومعالجة التحديات المشتركة" بالمنطقة.
ولقيت الانتخابات الرئاسية الإيرانية متابعة دقيقة في الخارج، حيث إن الجمهورية الإسلامية "القوة الوازنة في الشرق الأوسط" حسب مراقبين، هي في قلب كثير من الأزمات الجيوسياسية، من الحرب في غزة إلى الملف النووي الذي يُشكل منذ سنوات مصدر خلاف بين إيران والغرب وبشكل خاص الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يؤدي بيزشكيان اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى في 30 يوليو/تموز لولاية من أربع سنوات، خلفا لإبراهيم رئيسي الذي قُتل إثر تحطم مروحيته في 19 مايو/أيار.