اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > محليات > الصابئة المندائيون في ذي قار يعلقون الاحتفال بالعيد الكبير «دهوا ربا»

الصابئة المندائيون في ذي قار يعلقون الاحتفال بالعيد الكبير «دهوا ربا»

لتزامنه مع عاشوراء

نشر في: 15 يوليو, 2024: 12:02 ص

 ذي قار / حسين العامل

أعلن الصابئة المندائيون في ذي قار تعليق الاحتفال بالعيد الكبير لتزامنه مع احياء شعائر واقعة الطف في محرم الحرام، وفي وقت أعلنوا فيه عن مشاركتهم بإحياء الشعائر الحسينية عبر اقامة موكب خدمي خاص بهم، شددوا على اهمية التعايش مع محيطهم الاجتماعي.
وقال ممثل الصابئة المندائيين في ذي قار سامر نعيم لـ(المدى) إن "الصابئة المندائيين في ذي قار قرروا الغاء الاحتفال بالعيد الكبير (دهوا ربا) لتزامنه مع أيام عاشوراء واحياء شعائر واقعة الطف"، مبينا ان "الـ(دهوا ربا) هو احتفال ببداية سنة مندائية جديدة واحتفاء بخلق وتكوين العالم المادي".
وتحدث نعيم عن علاقة المندائيين بمحيطهم الاجتماعي ومشاركة جيرانهم في افراحهم واحزانهم، وأضاف "وبما ان مراسيم الحزن أولى من مراسيم الفرح فقد قررنا الغاء الاحتفال الرسمي بالعيد هذا العام وتأجيل الاحتفاء به الى العام القادم".
وكشف ممثل الصابئة المندائيين ان "ابناء الصابئة يشاركون بعزاء الامام الحسين عبر اقامة موكب خدمي تحت اسم (موكب الصابئة المندائيين) يقدمون من خلاله الخدمات المطلوبة في هذه المناسبة ويوزعون الاطعمة على المشاركين بمراسم احياء شعائر عاشوراء"، منوها الى ان "الموكب تأسس منذ 3 اعوام وبدعم وتمويل من ابناء طائفة الصابئة ".
يشار الى ان مجلس أبناء الصائبة المندائيين في ذي قار سبق وان أعلن في (الاول من تشرين الثاني 2023) الغاء الاحتفال بعيد الازدهار (الدهفة حنينا) تضامنا مع ضحايا قطاع غزة، مؤكدا اقتصار طقوس العيد على الشؤون العبادية.
يذكر ان ابناء الصابئة المندائيين يحتفلون سنويا وفي منتصف شهر تموز بحلول العيد الكبير (الدهوا ربا) أو (دهفة ربة) الذي يعد واحدا من اهم الاعياد االدينية الاربعة عند الطائفة المندائية حيث يتوجه معظم الصابئة المندائيين في مثل هذا اليوم الى المندي مركز عبادتهم لأداء طقوس العيد وتبادل التهاني بحلول السنة المندائية الجديدة.
وتأتي اهمية الدهوا ربا أو (الدهفة ربه) من كونها تمثل بداية خلق وتكوين العالم المادي حيث يعتقد المندائيون بان الخالق العظيم (هيي رب قدماي) او (ماري) قد امر الملائكة بان يكثفوا الارض وينجدوا السماء وان تدب الحياة في الارض عبر خلق الكائنات الحية.
ويحتل الاحتفاء بالدهوا ربا الذي يتواصل على مدى ثلاثة ايام موقعاً خاصاً في نفوس المندائيين سواء من الناحية الدينية او الاجتماعية حيث يخرج المندائيون من منازلهم للاحتفال بالمناسبة بعد انقضاء مدة اعتكاف (كرصة) داخل منازلهم تستمر 36 ساعة متواصلة.
وتعد الساعات الست والثلاثين التي يقضيها المندائيون معتكفين في منازلهم فرصة نادرة لتقوية الاواصر الاجتماعية بين ابناء الطائفة حيث تجتمع العائلات المندائية وبمعدل اربعة الى خمس عائلات في بيت واحد لإقامة الطقوس الدينية وتأدية الصلوات وقراءة الادعية والتسابيح والحديث عن استذكاراتهم في مثل هذه المناسبة.
ويقوم المندائيون بعد انقضاء مدة (الكرصة) التي تبدأ قبل 12 ساعة من حلول السنة المندائية الجديدة بتبادل الزيارات وتهنئة بعضهم بعضا بالعيد والعمل على تنقية الاجواء الاجتماعية واشاعة روح التسامح.
وتستعد الاسر المندائية لهذه المناسبة قبل يوم واحد من حلول السنة الجديدة أي في يوم (كنشي وزهلي) حيث تتم خلال هذا اليوم طقوس التعميد وعمل الثوابات على ارواح المتوفين (اللوفاني) وتوزيع الصدقات وتنظيف الدور وتهيئتها لاستقبال العام المندائي الجديد، كما تقوم العائلات المندائية خلال يوم كنشي وزهلي بتحضير المواد الغذائية الكافية لتغطية حاجة العائلة لمدة 36 ساعة وهي المدة التي تقضيها الاسر المندائية معتكفة في منزلها ولا تغادرها الا بعد انقضاء المدة المذكورة.
فبحسب الاعتقاد المندائي ان الارض خلال الساعات الست والثلاثين التي تسبق عيد الدهفة ربه تصبح مهددة بعبث قوى الشر حيث تعرج الارواح النورانية (ناطري) وهي الملائكة الحارسة للأرض إلى السماء في مثل هذا الوقت من كل عام لتقديم الشكر والصلوات والثناء للخالق العظيم على خلقه وتصليبه الارض، وهو ما يجعل الارض خالية من حارسيها وبالتالي معرضة للمخاطر وعبث القوى الشريرة التي يتحرز منها الفرد المندائي في تلك الساعات بالاعتكاف (الكرصة) داخل منزله والتسلح بالصلوات والادعية وحفظ الانفس من النجاسات.
والساعات الست والثلاثين التي تستغرقها رحلة الملائكة مقسمة إلى 12 ساعة للعروج إلى السماء و12 ساعة للسجود واقامة الصلوات وتقديم الشكر للخالق العظيم و12 ساعة لعودة الملائكة للارض واستئناف حراستها من القوى الشريرة.
ويعتقد المندائيون أن عملية خلق وتكوين الارض دامت سبعة ايام وان نهاية الخلق والتكوين قد تمت في اليوم السادس على السابع وفي ليلة يطلق عليها ليلة القدر (دهفة ادشو شيان ربا) وفي هذه الليلة التي نزلت فيها الصحف الاولى (سيدرا اد ادم) التي نظمت حياة البشرية وفق الاعتقاد المندائي وحل فيها السلام والبركة الالهية على الأرض.
ويقوم المندائيون بتعليق اكاليل من اغصان الغرب الشبيه بأغصان اليوكالبتوس في داخل الدار حيث يقوم رجل الدين المندائي بعمل تلك الاكاليل وتهيئتها في ذلك اليوم تيمنا بازدهار الارض وانبعاث الحياة وتفاؤلا بالخير والاخضرار.
وتعتبر الديانة المندائية من الديانات غير تبشيرية، اذ لا يسمح لأحد بالدخول لدينهم وهو ما جعل اتباعها بأعداد محدودة تقيم في مناطق قريبة من مصدر المياه الجارية التي لا يستغني عنها المندائيون في طقوسهم العبادية، اذ يؤدي المندائيون طقوس التعميد (الارتماس في الماء) في المناسبات الدينية وايام الاحاد وبحضور رجل دين بدرجة (ترميذة) على اقل تقدير.
ويحتفل الصابئة المندائيون الذين يبلغ تعدادهم نحو 60 ألف نسمة في جميع انحاء العالم سنويا بأربعة اعياد دينية رئيسة هي البرونايا (عيد الخليقة) والدهفة ديمانه (يوم التعميد الذهبي) والدهوا ربا (العيد الكبير) والدهفة حنينا (عيد الازدهار) فضلا عن ثلاث مناسبات دينية اخرى لا تقل اهمية عن الاعياد الرئيسة هي مناسبتا ابو الفل وابو الهريس وشيشان عيد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

320 شهيداً ومصاباً "حرقاً" خلال 48 ساعة بأسلحة "محرمة دولياً" في غزة

الانبار.. قوات الحدود تطيح بمتهم بحوزته عشرة آلاف حبة مخدرة

التنسيقي يعلق على تعيين عُماني كمبعوث جديد لـ"يونامي" في العراق

الديوانية تعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

برشلونة يتلقى ضربة قوية ويفقد نجمه 4 أشهر

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

الموارد المائية تواجه أزمة الشح بردم التجاوزات والنتائج عكسية على أسعار الأسماك
محليات

الموارد المائية تواجه أزمة الشح بردم التجاوزات والنتائج عكسية على أسعار الأسماك

 بغداد / حيدر هشام يواجه العراق أزمة شحّ مائي وتصحر غير مسبوقة، أدت إلى انخفاض المخزون المائي لأدنى مستوى له منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، وفي ظلّ هذه الأزمة، اتخذت وزارة الموارد المائية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram