اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

نشر في: 15 يوليو, 2024: 12:01 ص

علاء المفرجي
«اعتنوا بهذا الشاب وامنحوه فرصته فقد لمسنا فيه حساً سينمائياً وموهبة تحتاج الى عنايتكم».. هذا ما قالته الروائية الانكليزية الشهيرة آجاثا كريستي في افتتاح المتحف العراقي أواسط الخمسينيات في بغداد برفقة زوجها عالم الآثار مالوان. الشاب الذي كانت تعنيه كريستي هو محمد شكري جميل الذي ولج كل الأبواب من أجل الدخول الى السينما.
كتاب (مذكرات وذكريات محمد شكري جميل) الصادر عن دار الشؤون الثقافية بمراجعة وتقديم عبد العليم البناء، يتناول سيرة المخرج جميل، يشير المراجع عبد العليم البناء في مقدمته عن عنوان الكتاب: “ إذا كانت المذكرات الشخصية – كما هو معروف - نوعاً من أنواع الكتابة التاريخية وثيق الصلة بالسيرة الذاتية، فإن الفرق بين السيرة الذاتية والمذكرات هو أن الأولى تروي قصة حياة الكاتب وتسجل خبراته ومنجزاته في المقام الأول، في حين تعنى الأخرى (أي المذكرات)، قبل كل شيء، بوصف الأحداث وتعليلها، وبخاصة تلك التي لعب فيها كاتب المذكرات دوراً أو تلك التي عايشها أو شهدها من قريب أو بعيد، ومن هنا وقوعها في منزلة متوسطة بين (موضوعية) التاريخ و(ذاتية) السيرة الذاتية."
تستعرض المذكرات الجوانب الذاتية لتجاربه السينمائية وما واجهه من تحديات لم تكن هينة، إذ سيجد فيها القارئ جملة من الصعوبات والمعوقات التي تدفع عنه تهمة أنه كان بمثابة مخرج السلطة (السابقة) المدلل، حسب ادعاء البعض ممن حاول أن يلصق هذه الصفة به لأسباب لا تمت الى الحقيقة تماماً، هذا إذا علمنا – كما يعرف الجميع - كيف كان يتعامل رأس السلطة آنذاك مع كبار مبدعي ومثقفي ورموز العراق، فهذه (المذكرات والذكريات) ركزت على تفسيرات لكثير من التجارب والأحداث التي عاشها جميل ولازمته والتحمت به التحاماً حقيقياً دون تنصل منه أو تزويق أو تزييف أو تحريف أو إضافة أو حذف أياً منها، منذ عاشها (محمد شكري جميل) في مختلف العهود السياسية التي مرت على العراق..
جرّب محمد شكري جميل في بداية الخمسينيات الدخول الى معهد الفنون الجميلة حيث لم يكن هناك قسم للسينما، فيدخل الموسيقى ثم يغادر المعهد الى غير رجعة بعد سنة واحدة.
من الوحدة الخاصة بالإنتاج السينمائي كانت البداية، وكانت الفرصة التي تعرف فيها على كريستي ونبوءتها بحقه، مارس التصوير والمونتاج.. ثم الى انكلترا ليدرس السينما ويحصل على الدبلوم ليعود مونتيراً ثم مخرجاً.
قبل البداية الحقيقية مع السينما، كانت له بداية أخرى هي إخراجه أفلاماً بشكل غريب وطريف.. ففي طفولته أهداه والده آلة عرض سينمائية تعمل على الكهرباء.. وفيلماً لا يتجاوز الدقيقتين.. مع صديق يجمع قصاصات الأفلام المرمية والمتروكة في النفايات.. وحتى يخرج فيلمه الغريب كان يجمع هذه القصاصات ويلصق بعضها ببعض.. والنتيجة خليط عجيب من قصاصات دون رابط منطقي..
أكثر من ستة عقود من الزمن.. قضاها محمد شكري جميل مع السينما تبدأ بالدراسة في لندن حيث العمل في غرفة المونتاج وفي ستوديو (أمغول) الذي كان ينتج أفلام روبن هود ثم الى شركة (فيلم هاوس) ثم الى القاهرة في شركة الإنتاج العربي التي كان يديرها صلاح أبو سيف.
بدأ من دراسته في انكلترا ثم لقائه بأجاثا كريستي، ولنقل بعمر 17 عاماً، وهو يجلس قرب المخرج والمونتير جون شيرمان الذي قال له: إن الفيلم مثل عجينة من الطين التي يستخدمها النحات لصنع نموذج تمثال وعندما تضع السينما بين يديك بهذا الشكل ستدرك قيمة هذا الفنان.
ثم انتقل الى رئيس وحدة المونتاج في مصلحة السينما والمسرح والأفلام الوثائقية.. قبل أن يشارك يوسف جرجيس حمد في إخراج فيلم (أبو هيلة) الذي كتب له السيناريو أيضاً.. ثم التجربة غير الناجحة له في فيلم (شايف خير).
ثم ليخوض التجربة الثالثة (الظامئون) الذي كان فيلماً متماسكاً قوياً بكل تفاصيله ويتمتع بقيمة فنية وفكرية تجعل منه أثراً كبيراً والذي حصل على جائزة اتحاد النقاد السينمائيين السوفيت في مهرجان موسكو. ثم التجربة الرابعة (الأسوار) التي حصد بها الجائزة الذهبية لمهرجان دمشق الدولي عام 1980، وبعد الاسوار (المسألة الكبرى)، وقبل (الملك غازي)، (عرس عراقي) و(اللعبة).
في رأيي المتواضع، كان فيلم (الظامئون) -ويا للمصادفة -كان هذا رأي جميل أيضاً، افضل ما انتجته السينما العراقية حتى منتصف السبعينيات إضافة الى فيلم (الحارس) لخليل شوقي. وكان فيلم (المسألة الكبرى) هو الفيلم الأعلى إنتاجاً في تاريخ السينما العراقية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

320 شهيداً ومصاباً "حرقاً" خلال 48 ساعة بأسلحة "محرمة دولياً" في غزة

الانبار.. قوات الحدود تطيح بمتهم بحوزته عشرة آلاف حبة مخدرة

التنسيقي يعلق على تعيين عُماني كمبعوث جديد لـ"يونامي" في العراق

الديوانية تعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

برشلونة يتلقى ضربة قوية ويفقد نجمه 4 أشهر

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

التقدم والنمو في قرننا الحادي والعشرين

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

نص: في هذه العزلة المرّة

مقالات ذات صلة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك
عام

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

ثائر صالحيعود الفنان عباس الكاظم (1954) بعد ثلاثة وثلاثين سنة إلى موقع أول معرض أقامه في الدنمارك سنة 1991، وهو جناح القصر الملكي في مدينة روسكيلده العاصمة الدنماركية القديمة. واختيار هذا المكان لمعرضه الأخير...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram