اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى ومعهد "غوتة" يستذكران عالم الاجتماع د.علي الوردي

بيت المدى ومعهد "غوتة" يستذكران عالم الاجتماع د.علي الوردي

كتبه الأكثـر مبيعاً حتى في سنة 2024

نشر في: 15 يوليو, 2024: 12:03 ص

بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، أمس الأول الجمعة، بالتعاون مع معهد "غوتة" الألماني، اصبوحة استذكارية لعالم الاجتماع العراقي د.علي الوردي، فتحت نقاشا واسعا عن استمرارية حضور الوردي في المشهد البحثي والتداول اليومي، واهمية النتاجات التي قدمها وحضورها محليا وعالميا.
الباحث رفعت عبد الرزاق، والذي ادار الجلسة، قال في مستهلها ان "علي الوردي لعله من أشهر المؤلفين العراقيين على كل المستويات وجرى الحديث عنه طويلا واثاره معروفة لدى اغلب القراء العراقيين وهي أكثر الكتب تم اقتنائها وطبعت مرارا وسرقت تجاريا حتى في حياته، لاسيما لمحات اجتماعية".
وأضاف، ان "الوردي بفرضياته الثلاث عن المجتمع العراقي ولجوئه الى التاريخ لإثبات صحة فرضياته كانت محاولة علمية ناجحة وجرأة علمية واكاديمية يحسد عليها، اهتم بتاريخ العراق للقرون الخمسة الأخيرة لإثبات ان الترسبات التي كانت في المجتمع العراقي في القرون الماضية وبقيت كان يمكن ان تفسر اجتماعيا ووضع هذه الفرضيات الثلاث التي قال انها ليست من عندياته ونقلها من اخرين".
وبين ان "اهم كتب علي الوردي هو (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي) الصادر عام 1965 وفيه اكد فرضياته وثبتها كأسس للدراسة الاجتماعية في العراق، حتى ان (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق) وكأنها جاءت شرحا تاريخيا لهذا الكتاب، وهذا يذكرنا بتاريخ ابن خلدون (العبر في ديوان المبتدأ والخبر) حين وضع هذه المقدمة فائقة المثال واصبح الكتاب المقدمة لابن خلدون وهو مقدمة تاريخه وهو كتاب ابن خلدون الشهير".
رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الناقد علي الفواز، أشار الى انه "حسنا فعلت مؤسسة المدى وهي تستعيد علي الوردي في ذكرى رحيله والذي يصادف في 13 تموز 1995، لان الحديث عن الوردي يفتح لنا سجالا ويثير جدلا نحن نحتاج اليه اليوم في ظل التقاطعات والانعطافات الاجتماعية والثقافية والسياسية، وربما لا يهم البعض ان نتحدث عن تاريخ علي الوردي لأنه جزء من زمن ثقافي وتاريخي له ماله وعليه ما عليه، وربما كانت قراء علي الوردي في مرحلتين، ما قبل الجمهورية وبعدها، وكان يتعاطى مع اشكال معينة من الأداء الثقافي، حينما كتب في المرحلة الأولى كتبه الأربعة (مهزلة العقل البشري، وعاض السلاطين، خوارق اللا شعور واسطورة الادب الرفيع) والتي اثارت جدلا لاسيما مهزلة العقل البشري حين نتحدث عن هذا الصراع والطبيعة الإشكالية للشخصية العراقية وتجاذبها وتقاطعها ما بين النزعة الافلاطونية المثالية وما بين الواقعية". وأوضح ان "علي الوردي في فرضياته الثلاث حاول ان يعلمن قضية النظر الى الشخصية العراقية والحديث عن الازدواج في هذه الشخصية وكذلك الحديث عن الصراع ما بين الحضارة والبداوة، وحينما نتحدث عن الجزئية الثالثة باعتبار العراق محاذيا للصحراء وبالتالي ثقافة البداوة هي جزء من المركزية الثقافية ويمكن ان تتحول الى قيمة ثقافية وعصابية وبالتالي الى سلوك ممكن ان تضغط على المدينة وبالتالي ان المدينة بمفهومها التجاري والثقافي والاجتماعي الى حد ما تشكل نوع ما من البنية المغلقة إزاء بنية الصحراء المفتوحة".
ولفت الفواز الى انه "حتى عملية دخول الصحراء كمفهوم الى مدينة تجارية كمركز يخلق نوع من الشد والصراع، وهذا الصراع حينما تبدأ المدينة تضعف، لان هناك عوامل سياسية وحضارية وتاريخية وبالتالي مهد ضعف المدينة وانهيارها الى زحف الصحراء بقيمها البدوية وبالتالي هذا هو اول علامة من علامات انهيار المدينة العراقية، والمدينة العراقية هي مدينة سياسية وتجارية وثقافية تعرضت الى عملية خرق كينوني بهويتها، لكن على الباحث والقارئ عليه ان يحلل أسباب انهيار المدينة".
وأكمل، ان "علي الوردي وجد في الثيمة الصراعية للبداوة والحضارة وفي مرحلة أخرى ما بين الريف والمدينة هذه الثنائيات ربما اعطته الأسباب لان يستعير عدة مفهومية وعلمية ومن خلالها يناقش هذه الانهيارات، لان انهيار المكان يؤدي الى انهيار المدينة، وهو ليس انهيار للعمران كطريقة ابن خلدون، وانما انهيار لعمران البشري أيضا". من جهته قال د.محمود القيسي، انه "على الرغم من عظمة ما قدمه علي الوردي من كتابات في المجتمع العراقي وقراءاته الاجتماعية المستفيضة لتاريخ العراق الإسلامي والحديث الا اننا ومع الأسف خاصة الأجيال جاءت بعد الوردي المتخصصين في العلوم الإنسانية والاجتماعية مازلنا نعيش تحت وطأة ما قدمه الوردي، طبعا كتب الكثير الكثير عن نتاجات الوردي من علماء عراقيين وأجانب ويوميا تظهر الكثير من الدراسات، وكذلك الولايات المتحدة الامريكية وقبل غزو العراق قامت عملية ترجمة كتابه (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي)، وكذلك ترجمة عدة أجزاء من لمحات اجتماعية، وطبعا كتاباته ترجمت الى عدة لغاء اوربية وأيضا ترجمت الى اللغة اليابانية".
وتابع، "نحن كمتخصصين في العلوم الاجتماعية والإنسانية، هل لو ان الوردي يعيش بيننا في الوقت الحاضر هل كان يعيد نفس فرضياته في محاولة لفهم المجتمع العراقي في الثمانينيات والتسعينيات، بالتأكيد لا، وهل استطعنا ان نخرج عالما بمستوى الوردي يعيد قراءة المجتمع العراقي ومشكلاته من خلال الدراسات الميدانية، وكان الوردي بارعا في ها واستخدام العمليات الشائعة من خلال التجول في المقاهي والحديث مع كبار السن واستخدام نصوص التاريخ".
وأشار القيسي الى ان "النقطة الأخرى واطب من مؤسسة المدى التركيز بها، ان هناك علماء كبار بوزن الوردي في علم الاجتماع، ومنهم الدكتور حاتم الكعبي وكان أستاذا موازيا لعلي الوردي، والغريب ان الكعبي اطروحته للدكتوراه في عام 1954 ومن جامعة شيكاغو وكان عن موضوع قريب لثورة العشرين، وهو درس تحليل اجتماعي ونفسي للحركات الوطنية في العراق، ومع الأسف هذا العمل لم يترجم للغة العربية الى وقتنا الحاضر وهو يتكون من 700 صفحة".
وأضاف، انه "عندما نقرأ حياة الوردي في بيروت وامريكا نستطيع ان نفهم التحول الكبير الي طرأ على حياة الوردي، وهو يقول انه حين خرجت من الكاظمية الى الكرخ فإنني خرجت من القوقعة، وعندما ذهب الى بيروت وامريكا وبشكل خاص في جامعة تكساس تولدت لديه فكرة كتابة (وعاض السلاطين ولمحات من تاريخ العراق)".
يعد الوردي تاريخ المجتمع العراقي الحديث هو بداية دخول الدولة العثمانية الى العراق، وقد ناقش في كتابه (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق) الكثير من الأمور الاجتماعية التي مهدت له لكتاب اجزاء عديدة وناقش فيها طبيعة المجتمع العراقي وقد اسماه كتاب العمر.
وشغل موضوع بنية العراق والمجتمع تفكير الوردي، والذي عد هذا الكتاب ثمرة دراسة المجتمع وفي معرفته لتناول تاريخ العراق بطريقة اجتماعية بحتة، وعد الكتاب موسوعة شاملة لجميع الباحثين الذين يدرسون تاريخ العراق الحديث من دايات الدولة العثمانية والذي لم يكمله فقط الى فترة الملك فيصل الأول والوزارات الملكية الأولى.
بدوره قال الكتبي المعروف، حسين سعدون، ان "سيرة الدكتور علي الوردي مغرية ولذيذة لاي باحث، ومن يقرأ على الوردي كأنما يقرأ سيرة الدولة العراقية". وأوضح انه "عادة نحن بائعي الكتب نضع كتب العلوم الإنسانية في الصندوق الأسود بمعنى انها لا تقرأ لأنها جافة ومملة وعلي اوردي كسر هذه القاعدة، والى الان هو الأكثر مبيعا في عام 2024 وكتبه من النسخ المزورة أكثر من الاصلية وفي جميع دول العالم ومطلوب بالسوق".
ونوه الى ان "فضيلة الوردي الأساسية انه فتح طريق للباحثين من بعده، بالثقافة العربية هؤلاء الباحثين قلة مثل طه حسين او الجابري، واهمية الكاتب لا تنبع مما تركه من مؤلفات بل اثارة الجدل والاسئلة، ومن يدخل سيرة علي الوردي سيجد الأسئلة اكثر من الأجوبة".
ولفت الى ان "السؤال الأساسي كيف نعيد قراء سيرة علي الوردي بعيدا عن التبجيل والشيطنة انما للتقييم، اجد ان هناك معسكرين لعلي الوردي، معسكر يقوم على اسطرة الوردي وتقديس نصوصه ولا يمكن نقدها، وهناك من يشيطن الوردي، واجدها انها قد تسربت بين الاكاديميين في العراق، وتفاجأت ان علي الوردي لديه حضور بين النخبة العربية اكثر من العراق، وعلى سبيل المثال محمد جابر الانصاري البحريني لا اجد كتابا له الا ويمدح الوردي، وقال هذا الرجل خرج عن ضجيج اليسار واليمين واستطاع ان يقف في مكان وسط لاسيما في تحليل ثورة العشرين".
وبين انه "قرأت مؤخرا كتابا لعزمي بشارة يهاجم فيه الوردي ويتحدث عن هشاشة وضعف النظرية والمعيار العلمي، وبوجهة نظري ان علي الوردي خرج الى الثوب التنويري نتيجة الضغوط السياسية والاجتماعية وعمل كساعي بريد يريد ارسال رسائل سريعة، وحين اقرأ وعاض السلاطين اجد نقودات صالحة الى يومنا هذا".
د. بكر الراوي، بين ان “الوردي ملأ الدنيا وشغل الناس في حياته وفاته، شأنه شان علماء قد خالفوا ما هو مألوف، وحقيقة ان الوردي في كتابه الاحلام بين العلم والعقيدة) عام 1959 قال: أحب ان اشير الى موقف الزعيم عبد الكريم قاسم في هذه المرحلة الاجتماعية المهمة من تاريخنا، منذ أعلن أكثر من مرة انه فوق الميول والاتجاهات، واعتقد انه صادق فيما قال لكني مع ذلك لا أستطيع ان اعد موقفه هذا من الدقة والحراجة لانه ليس قائدا لحزب انما قائد لبلد تتصارع فيه الأحزاب فهو معرض للحيرة أكثر مما يتعرض أي قائد حزبي لها".
في الختام، قال الأستاذ امين الموسوي، ان "السؤال الذي يجب ان يطرح انه لماذا هذا الشيوعي لعلي الوردي، ومرة كنت فقي الجزائر وحضر الدكتور علي الوردي والدكتور المصري علي الراعي، وكانت القاعة ممتلئة وقدموا الوردي على الراعي في الحديث، وتكلم بحدود عشرين دقيقة بينما الراعي تكلم قرابة ساعة ونصف".
وذكر انه "لدي قراءة عن سبب انتشار أسلوب الوردي، أولا هو يتناول قضايا اجتماعية بسرد يشد المستمع والقارئ وحتى انه في جدله ونقاشه مع عبد الرزاق محي الدين في مجال اللغة والفرق هائل، لكن طريقة الوردي بالكلام أكثر اقناع".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

320 شهيداً ومصاباً "حرقاً" خلال 48 ساعة بأسلحة "محرمة دولياً" في غزة

الانبار.. قوات الحدود تطيح بمتهم بحوزته عشرة آلاف حبة مخدرة

التنسيقي يعلق على تعيين عُماني كمبعوث جديد لـ"يونامي" في العراق

الديوانية تعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

برشلونة يتلقى ضربة قوية ويفقد نجمه 4 أشهر

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

على قاعة الجواهري.. ادباء العراق يؤبنون الباحث التراثي الراحل باسم حمودي

بيت المدى ومعهد "غوتة" يستذكران عالم الاجتماع د.علي الوردي

تقرير: "تهيج العين" قد يكون من أعراض الإصابة بالسرطان

«الصندوق العربي للثقافة» تعاون مرتقب مع العراق في مجالات الأدب والفن

مهمة في واتسآب بأجهزة أندرويد

مقالات ذات صلة

بيت المدى ومعهد

بيت المدى ومعهد "غوتة" يستذكران عالم الاجتماع د.علي الوردي

بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي، أمس الأول الجمعة، بالتعاون مع معهد "غوتة" الألماني، اصبوحة استذكارية لعالم الاجتماع العراقي د.علي الوردي، فتحت نقاشا واسعا عن استمرارية حضور الوردي في المشهد البحثي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram