اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > تصاعد معدلات الانتحار في العراق: جرس إنذار للمجتمع والحكومة

تصاعد معدلات الانتحار في العراق: جرس إنذار للمجتمع والحكومة

نشر في: 16 يوليو, 2024: 03:48 م



متابعة/المدى
يشهد العراق ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الانتحار خلال السنوات الأخيرة، مما يثير قلقًا متزايدًا بين المسؤولين والمجتمع على حد سواء، وتأتي هذه الزيادة وسط ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة.

بالإضافة إلى تحديات نفسية يعانيها كثير من المواطنين، خاصة الشباب، كالبطالة والتهميش الاجتماعي، مما يدفع بعضهم إلى اللجوء إلى الانتحار كحل نهائي لمشكلاتهم.

ويقول المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، سيف البدر، إن "الانتحار ظاهرة عالمية تتسبب في وفاة 800 ألف شخص سنوياً وبمعدل شخص كل 40 ثانية، ويمثل رابع أسباب الوفاة عالمياً للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 - 29 عاماً حسب تقارير منظمة الصحة العالمية".

ويضيف، أن "معدلات الانتحار التقديرية في إقليم الشرق الأوسط تعد بوجهٍ عام أقل من الأقاليم الأخرى لمنظمة الصحة العالمية، وقد يكون السبب في ذلك شيوع المعتقدات الدينية والتقاليد الاجتماعية والثقافية التي تؤثر بشكل ما في السلوكيات الانتحارية"، مستدركاً بالقول: "ومع ذلك، فهناك أدلة على ارتفاع حالات الانتحار في إقليم الشرق الأوسط نسبياً خصوصاً في فئتي الشباب ما بين 15- 29 سنة، وكبار السن الذين تخطوا عامهم الستين".

وخلال الاطلاع على الإحصائيات الرسمية الخاصة بأعداد الوفيات الناجمة عن الانتحار الصادرة عن مجلس القضاء الأعلى العراقي (بوصفه الجهة المسؤولة والمخولة بإصدار البيانات والأرقام الإحصائية في العراق - ماعدا إقليم كردستان) في الفترة من العام 2017 إلى 2022، نراها كالآتي:

-178 حالة انتحار في العام 2017.
- 306 حالات انتحار في العام 2018.
- 316 حالة انتحار في العام 2019.
- 233 حالة انتحار في العام 2020.

ويكمل البدر، أن "الإحصائيات الرسمية أشرت وجود زيادة واضحة في العام 2021 نتيجة ظهور جائحة كورونا، حيث سجلت 364 حالة انتحار و511 حالة انتحار في العام 2022"، لافتاً إلى أنه "تمت من خلال دراسة ومقارنة الأرقام الإحصائية، ملاحظة زيادة في عدد الحالات ما بين عامي 2017 و 2022".

ويوضح أن " الإحصائيات الرسمية أوضحت أن أكثر الطرق المستخدمة في حالات السلوك الانتحاري هي الشنق والحرق واستخدام الأعيرة النارية إضافة إلى طرق أخرى، كما أشرت الأسباب المؤدية إلى الانتحار بواقع كونها تعود لأسباب نفسية بنسبة 45-50 بالمئة، إضافة إلى أسباب اجتماعية وأسرية واقتصادية، هذا إلى جانب الأسباب المتعلقة بتعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية المختلفة".

ويبين، "كما أشرت الإحصائية الرسمية الصادرة عن قبل وزارة الصحة العراقية باعتبارها الجهة المسؤولة عن إصدار البيانات الخاصة بمحاولات الانتحار التي لم تفضِ إلى وفاة، إلى وجود 1028 محاولة انتحار في العام 2022 أغلبيتها من الإناث".

ويتابع المتحدث باسم الوزارة، أن "الإحصائية أشارت إلى أن الفئة العمرية تحت 18 سنة كانت تمثل نسبة 20%، وكانت أسباب محاولات الانتحار تعود لأسباب نفسية بنسبة 43%، وأسباب عائلية بنسبة 35%، أما الاقتصادية بنسبة 15%، وأسباب أخرى بنسبة 8%".



ومن جانبه، يقول الأكاديمي قاسم حسن صالح، إن "الحكومات العراقية وأحزاب السلطة لم تعالج الأسباب التي تؤدي إلى الانتحار مع أن علماء النفس والاجتماع ومثقفين كتبوا عشرات المقالات فيها معالجات علمية للحد من هذه الظاهرة، باستثناء معالجة واحدة ابتكرتها أمانة بغداد بأنها سَتُبْنَى أسيجة على الجسور لتمنع الشباب من الانتحار".


ويضيف، أن "أسباب الانتحار تتلخص بثلاثة، البطالة في قطاع الشباب، وتردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ، وعادات وتقاليد اجتماعية متخلفة، تلك هي الأسباب التقليدية للانتحار".


ويكمل، أنه "حين يجد الفرد أن الواقع لا يقدم له حلّا لمشكلته، ويصل مرحلة اليأس والعجز، فإنه يلجأ إلى إنهاء حياته، وهنالك أكثر من حادثة بينها انتحار ست نساء في النجف قبل عشرة أعوام جاءت، بسبب وضع أطفالهن الصعب، ولأنهن لم يستطعن إعالتهم فإنهن اخترن الانتحار على نحو جماعي".


إلى ذلك، تقول النائب نور نافع، إن "البرلمان يتابع باهتمام حالات الانتحار المتزايدة في عدة محافظات عراقية التي بلغت مؤخرا أرقام استثنائية قياس بالسنوات الماضية خاصة في صفوف الشباب ممن أعمارهم أقل من 30 سنة".


وتضيف أن "الفقر والمشكلات العائلية والأزمات النفسية هي أسباب مباشرة لحمى الانتحار، إضافة ضغط الدراسة والنتائج إلى دفعت بعض الطلبة بعمر الزهور للانتحار في صورة مؤلمة جدا خلال الأشهر الماضية".


وتبين أن "جزءا من تفاقم ظاهرة الانتحار هي ما يروج في منصات التواصل وبعض المواقع، التي تعطي مفهوما بسيطاً للانتحار، وتظهره كأنه علاج للمشكلات"، لافتة إلى "ضرورة تبني حلول جدية والانفتاح على برامج تسهم في خفض معدلات الانتحار التي تتصاعد بوتيرة مثيرة للقلق".


وتتابع النائب، أن "حساسية ملف الانتحار تدفع الكثير من الأُسر إلى كتمان أسباب انتحار أبنائها، وهو خطأ كبير، فهي تعيق إمكانية دراستها واحتواءها مبكرا من خلال الطب النفسي الذي يمثل علاجاً لا يقل أهمية عن أي إجراء طبي آخر".


انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

أسعار الدولار ترتفع في بغداد واربيل مع إغلاق البورصات

ضبط وكرين مُعدان لتهريب المشتقات النفطية في محافظتين

العثور على جثة شاب "متحول جنسيا"عليها علامات شنق في بغداد

فرق الدفاع المدني تسيطر على حريق الشورجة في بغداد

تصاعد معدلات الانتحار في العراق: جرس إنذار للمجتمع والحكومة

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

الإعدام لزوجة "أبو بكر البغدادي"

تقدم: قررنا التوافق على شخصية رئيس البرلمان..وجلسة الانتخاب ستعقد في 27 تموز

تقرير: "تهيج العين" قد يكون من أعراض الإصابة بالسرطان

بسبب قطعة أرض.. اندلاع نزاع عشائري "عنيف" في الناصرية

مقالات ذات صلة

أسعار الدولار ترتفع في بغداد واربيل مع إغلاق البورصات

أسعار الدولار ترتفع في بغداد واربيل مع إغلاق البورصات

بغداد/ المدىارتفعت أسعار صرف الدولار الأمريكي، اليوم الثلاثاء، في أسواق بغداد واربيل مع إغلاق البورصتين الرئيستين في البلاد.وسجلت أسعار الدولار ارتفاعا مع إغلاق بورصتي الكفاح والحارثية لتبلغ 149250 دينارا مقابل 100 دولار، فيما سجلت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram