الموصل/ سيف الدين العبيدي

منذ عام ٢٠١٩ ومنظمة اليونسكو ومفتشية اثار نينوى يعملان على إعادة اعمار دور العبادة ذات الطابع الاثري، وأبرزها جامع النوري الكبير ومنارة الحدباء وكنيسة الطاهرة، وقد وصلت الى مراحل متقدمة في العمل بالجامع والمنارة بنسبة تقدر ٥٠٪، وتتم عملية البناء بأيدي موصلية من مهندسين وعمال وشركات وعلى مدار الساعة.
المفتشية اجرت تنقيبات واكتشفت قبل عام ونصف مصلى على عمق ٣ أمتار عن ارض الجامع يعود الى عصر الاتابكة، ومحلات للوضوء تحت المصلى ايضاً بعمق ٣ أمتار، وهذا المكان سوف يغلف بالزجاج ويتحول الى متحف، هذا وقد اجريت توسعة على مساحة الجامع واضيفت اليه مبنى للإدارة مع توحيد محلات الوضوء بعد ان كانت مبعثرة.
عمر طاقة، المهندس المقيم في جامع النوري اوضح بحديثه لـ(المدى)، ان "اعمال الاعمار بدأت في شباط ٢٠١٩ شملت اعمال رفع الانقاض والتنقيبات، وعزل الحجر القديم وانتشال احجار منارة الحدباء والتحريات الهندسية، واضاف انه في كل يوم كانت تظهر لهم مفاجئات جديدة خلال عمليات صيانة قاعدة المنارة كونها تعرضت إلى اضرار كبيرة، بالإضافة إلى انها كانت منهكة قبل عام ٢٠١٤، ولم تكن على اهتمام او إدامة".
وبين، ان "المنارة اكملت قاعديتيها السفلية والعلوية، وحالياً تتم تهيئة اعمال بناء الجزء الاسطواني وهو المفقود نتيجة التفجير، ودعم قاعدة المنارة بقاعدة جديدة تستطيع حمل المإذنة مع المباشرة في بناءها منذ ايام وحالياً انجز ٢٠ متراً من أصل ٥٠ متراً وهو الارتفاع الكلي للمنارة".
واضاف، ان "المنارة تبنى باستخدام الطابوق والحجر الأصلي الذي تم جمعه من الانقاض وبلغ عدده ٤٤ ألف حجرة، بالإضافة إلى اختيار معمل ينسجم إنتاجه مع الطابوق الأصلي وأنتج لهم ٢٤ ألف طابوقة، من مواد بنفس المواصفات المطلوبة لغرض تعويض الأحجار المفقودة، وسيكمل بناء الجامع والمنارة نهاية العام الحالي
كما اكتملت اعمال تدعيم قبة الجامع والجزء الإنشائي للمصلى، والمباشرة في تغليف الاجزاء الخارجية منه، واكد طاقة، ان العمل كبير جداً وأكثر مما يتصوره الناس، وانهم يتعاملون مع هذه احجار أثرية بشكل دقيق.
في السياق ذاته تتقرب اليونسكو ومفتشية الاثار من إكمال اعمال بناء كنيسة الطاهرة الواقعة بمنطقة حوش البيعة بالجانب الايمن من الموصل، والتي زارها البابا فرنسيس في آذار ٢٠٢١، وكانت مدمرة بنسبة ٨٠٪، لكن منذ عامين ونصف بدأ العمل بها، وتشارف على عودة صلاة المسيحيين إليها والتي يعود تاريخها الى عام ١٨٥٧م.
علي سالم، رئيس لجنة الإشراف الآثاري في الكنيسة بحديثه لـ(المدى)، اوضح، ان "المبنى باكمله مبني من المرمر الموصلي المعروف، وقد تم جمع ٤ الاف قطعة حجر من بين الانقاض من أصل ٧ الاف، واعيد بها بناء الكنيسة، وبقية القطع عوضت بقطع جديدة ودمجت مع بعضها".
واضاف، ان "الافتتاح سيكون اما في اب او ايلول المقبلين، وما تبقى هو بعض الاعمال الصغيرة منها تغليف النوافذ بالزجاج وتأثيث الكنيسة وتزويدها بأجهزة التبريد".
واكد، ان "مفتشية اثار نينوى اجرت عمليات تنقيب في قاعة الصلاة استظهرت فيها الشواخص القديمة، وقيمت حالة الاسس وقواعد الاعمدة، وتمت عملية بنائها بشكل دقيق تطلب تدخل فريق إيطالي الذي درب عدد من خريجي كلية الفنون الجميلة على كيفية إزالة الاصباغ التي كانت على جدران قاعة الصلاة بطريقة لا تسبب ضرر للاحجار الاثرية، وكذلك كيفية ملئ الفراغات بين الحجر والجص، وإظهارها بشكل لائق وإزالة جميع التحديثات التي اضيف اليها"