 بغداد/ المدى

تسع سنوات مرت على آخر تحليق للطائر الأخضر العراقي في سماء أوروبا، إذ أن الحظر الأوروبي على الخطوط الجوية العراقية، أنهى التحليق في سمائهم، وبين تقصير الحكومات السابقة، وعدم تطبيق إجراءات الاتحاد الأوروبي، استمر الحظر طيلة السنوات الماضية.
ومع حلول الحكومة الحالية، عزم رئيس وزرائها محمد شياع السوداني، على إنهاء هذا الحظر، وإعادة الطائر الأخضر إلى سماء أوروبا، فيما اعتبر مختصون في الطيران، أن العراق لم يتعامل مع هذا الملف بجدية طيلة السنوات الماضية، مما تتسبب بأن يصبح ملفا شائكا وعائقاً أمام وصول المواطن العراقي إلى الدول الأوروبية.
وزارة النقل، كشفت اعداد الطائرات التي دخلت الى الخدمة، وفيما تطرقت الى ملف الحظر الأوروبي، مؤكدة انها بصدد توقيع عقد المرحلة الثانية الذي يعرف بـالـ(cap). ويقول مدير المكتب الإعلامي للوزارة، ميثم الصافي، في حديث لـ(المدى)، إن "عدد الطائرات التي دخلت الى الخدمة منذ تنسمنا إدارة الشركة 11 طائرة، والمتبقي أربع طائرات ضمن الخطة المعدة هذه السنة".
ويضيف، أن "وزارة النقل تتعامل بجدية عالية ومتابعة حثيثة لإنهاء هذا الملف بالكامل"، مستدركا بالقول: "سيتم اعداد خطة للطائرات المتبقية لعام 2025".
"نهاية عام 2025 ستكون جميع طائرات الشركة معادة الى الخدمة ولا توجد اي طائرة متوقفة"، بحسب مدير المكتب الإعلامي لوزارة النقل.
والجمعة الماضية، أعلنت وزارة النقل، إعادة الطائرة الخامسة من طراز B737-800 / YI-ASU، ليصبح عدد الطائرات التي جرت صيانتها من قبل الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية 11 طائرة حتى الآن، ويبلغ عدد الطائرات العاملة في أسطول الناقل الوطني العراقي 26 طائرة. وذكر بيان للمكتب الإعلامي للوزارة، أن "ملف إعادة الطائرات العاطلة وزجها في الخدمة، يأتي تنفيذا لتوجيهات رئيس الوزراء، وبإشراف مباشر من وزير النقل"، مؤكدا أن "الوزارة تحرص على الالتزام بالجداول الزمنية المحددة لإعادة الطائرات المتبقية إلى الخدمة".
وبهذا الصدد، يؤكد الصافي، أن "ملف الحظر الأوروبي يعني باهتمام الوزارة حيث وجهت شركة الخطوط للتعاقد مع شركات رصينة، وبموجبه تم التعاقد مع الآياتا في المرحلة الأولى (التقييمية) والتي تم إنجازها".
ويتابع حديثه، قائلاً: "اليوم سيتم توقيع عقد المرحلة الثانية الذي يعرف بـالـ (cap) أي الإجراءات التصحيحية".
وفي الشهر الماضي، ترأس رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اجتماعا للجنة المكلفة بإنهاء ملف الحظر الأوروبي على الخطوط الجوية العراقية.
وذكر بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، أن "السوداني اطلع على الإجراءات التي اتخذتها اللجنة المختصة ضمن جهود إنهاء الحظر ومتطلباته، وفي مجال تطوير عمل شركة الخطوط الجوية وأتمتة مفاصلها كافة، وكذلك في مجال إصلاح الطائرات وإدامتها، واستمرار جهود تطوير قدرات كوادر الشركة ومنشآتها، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمسافرين، بما يتناسب مع مكانة ودور الخطوط الجوية، بوصفها واجهة حضارية للعراق".
وأكد السوداني بحسب البيان، أن "رفع الحظر عن الخطوط الجوية العراقية من الملفات التي تحظى باهتمام كبير من قبل الحكومة، وهو ملف لا يمكن التهاون إزاءه". وبشأن أسباب الحظر الأوروبي على العراق، يوضح الصافي، أن "أصل الحظر على الشركة نتيجة ملاحظات مسجلة من قبل وكالة السلامة الأوروبية مع ملاحظات مسجلة على سلطة الطيران المدني". ويبين: "بموجب الإجراءات التصحيحية سيتم العمل بها بجدول زمني محدد ١٥شهرا للصول على تسجيل الايوسا والذي سيفتح افاق جديدة وواسعة على الخطوط الجوية العراقية كأن تعود الى عضوية الآياتا".
ويلفت الى، أن "الاياتا ستساعدنا بعد ١٥ شهرا على تقديم الحصول على شهادة المشغل الثالث(TCO)"، مبيناً أن "العراق في طور التعاقد مع شركة أخرى للتعاقد على تشغيل طائرتين على الأقل بنظام 83bis والذي يعتبر كسر للحظر الأوروبي بطريقة أخرى تتيح تغطية السوق الأوروبي من حاجة سفر وشحن جوي". من جانبه، يكشف الخبير في مجال الطيران، فراس الجواري، أن "الحظر حصل نتيجة عدم تطبيق شركة الخطوط العراقية، إجراءات سلامة تفرضها الوكالة الأوروبية، على كل شركات التي تحلق فوق أوروبا، ومستمر لقرابة 10 سنوات أي من 2015 لغاية اليوم". ويذكر الجواري، في حديث لـ(المدى)، أن "الحظر حصل نتيجة عدم تطبيق شركة الخطوط العراقية، إجراءات سلامة تفرضها الوكالة الأوروبية، على كل شركات التي تحلق فوق أوروبا، ومستمر لقرابة 10 سنوات أي من 2015 لغاية اليوم". ويلفت الى، أن "الوكالة الأوروبية تعقد خلال شهري أيار وكانون الأول من كل عام، اجتماعا لرؤية مدى تلبية شركات الطيران لشروط السلامة والمتطلبات الأساسية لرفع الحظر"، مبيناً ان "اخر اجتماع عقد الشهر الماضي، ولم تلب الخطوط الجوية العراقية او فلاي بغداد متطلبات (ياسا)".
ويؤكد الجواري، أن "الحظر الأوروبي على العراق اخذ وقتا كثيرا بمعالجته على الرغم من أنه يعتبر من ابجديات السلامة والتي من المفترض أن تشترطها السلطات المحلية على شركات العاملة لديها".
ويوضح، أن "مدير الخطوط الجوية العراقية عقد مؤخرا اجتماعا مع منظمة الاياتا (الاتحاد الدولي للنقل الجوي)"، لافتا الى أن" هذه اللجنة قدمت للعراق عامي 2016، و2019، والمشاكل التي طرحت خلال الاجتماع هي متكررة ومعادة". ويتابع: "لو تمكنا من تنفيذ وتطبيق هذه التوصيات لما بقى الحظر لغاية الان، وهو ما أدى لإجراء تعاقد جديد مع الاياتا، على أساس وضع خارطة طريق امدها 15 شهرا لخروج الخطوط الجوية من أزمتها الحقيقية"، موكداً "وجود تخوف من ان تكون هذه التوصيات حبر على الورق ومحفوظة في ادراج المكاتب".
ويتوقع الخبير بالطيران: "عدم رفع الحظر خلال الاجتماع المقبل، والذي سيعقد بالشهر الـ12 من العام الحالي باعتبار أن الشركة تحتاج الى وقت أكثر ودراسة وتوصيات تطبق على ارض الواقع".
والعام الماضي، أعلم وزير النقل الاسبق والنائب الحالي في لجنة النقل النيابية، تمديد الحظر الجوي على الطيران المدني العراقي في الأجواء الأوروبية.
وقال عبد الجبار في بيان، إن "وكالة سلطة الطيران الأوروبية الـ EASA أصدرت تمديد الحظر على شركة الخطوط الجوية العراقية".
ووقع الحظر الجوي على شركة الخطوط الجوية العراقية في الأجواء الأوروبية منذ العام 1991 بعد غزو نظام صدام حسين لدولة الكويت وفرض عقوبات دولية على البلاد إثر ذلك.
ولم يُرفع الحظر الأوروبي عن الخطوط الجوية العراقية إلا في العام 2009، لكنه عاد مجددا في العام 2015، لعدم التزامها بتنفيذ شروط السلامة المعتمدة لديه.
وذكر بيان الاتحاد، أنه "في آخر تحديث لقائمة السلامة الجوية للطيران المدني للاتحاد الأوروبي اليوم تم إدراج اسم الخطوط الجوية العراقية ضمن قائمة الخطوط الجوية الخاضعة لحظر تسيير رحلات إلى دول الاتحاد الأوروبي".