اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > محليات > أكثر من 40 حالة انتحار في ذي قار خلال النصف الأول من العام الحالي

أكثر من 40 حالة انتحار في ذي قار خلال النصف الأول من العام الحالي

نشر في: 22 يوليو, 2024: 12:18 ص

 ذي قار/ حسين العامل

كشف مكتب مفوضية حقوق الانسان في ذي قار عن رصد أكثر من 40 حالة انتحار في المحافظة خلال النصف الاول من العام الحالي، وفيما أكد تسجيل العدد الاكبر من حالات الانتحار المرصودة في مناطق شمال الناصرية، اشار الى تسجيل نحو 5 حالات انتحار بتأثير الافكار المتطرفة لحركة العلي اللاهية (القربان).
ويكشف أحد الناشطين المعنيين بمتابعة نشاط الحركات الدينية المتطرفة لـ(المدى) ان "حركة القربان او (العلي اللاهية) تستخدم القرعة لتقديم القربان ومن يقع عليه الاختيار عليه ان يقوم بالانتحار وإلا يقتل حال تراجعه عن ذلك".
وبدوره تحدث مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار داخل عبد الحسين المشرفاوي لـ(المدى) عن حصيلة الانتحار في المحافظة خلال النصف الاول من العام الحالي واثر الافكار المتطرفة في ذلك، قائلا انه "تم تسجيل اكثر من 40 حالة انتحار في ذي قار خلال النصف الاول من العام الحالي"، مبينا ان "مناطق شمال الناصرية كانت الاكثر تسجيلا لحالات الانتحار التقليدية فيما سجل قضاء سوق الشيوخ جنوبي الناصرية حالات انتحار بتأثير افكار الحركات المتطرفة".
ويجد المشرفاوي ان "نشاط الحركات المتطرفة العلي اللاهية أو (القربان) أسهم اضافة الى اسباب اخرى في رفع معدلات الانتحار"، مشيرا الى ان "هذه الحركة تستخدم نظام القرعة لاختيار الضحية ليقدم نفسه قربانا عبر استخدام أحد طرق الانتحار".
وتحدث المشرفاوي عن رصد 3 الى 5 حالات انتحار جرت بتأثير الافكار المتطرفة من بينها حالتان في قضاء سوق الشيوخ معقل حركة القربان او العلي الالهية في محافظة ذي قار، مشيرا الى ان "كشف الحالات المرصودة جرى من خلال التحقيقات الاولية التي قامت بها الاجهزة الامنية في قيادة شرطة المحافظة".
وعن اسباب ارتفاع معدلات الانتحار قال ان " تفاقم ظاهرة الانتحار يعود الى جملة من الاسباب من بينها اقتصادية وسياسية وحالات الادمان على المخدرات والتفكك الاسري ناهيك عن الفشل الدراسي والضغوط النفسية والمشاكل الناجمة عن سوء استخدام شبكة الانترنت وغير ذلك من الاسباب المجتمعية".
ودعا مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان الى "تفعيل دور المؤسسات الحكومية والاكاديمية والمجتمعية في الحد من ظاهرة الانتحار"، مشددا على "اهمية اشراك المؤسسات الجامعية والصحية في وضع الحلول وتبني البرامج المناسبة في هذا المجال".
واكد على اهمية "نشر الوعي المجتمعي عبر منظمات المجتمع المدني، مشيرا الى دعم مفوضية حقوق الانسان لأي نشاط توعوي تتبناه المنظمات المجتمعية في مجال الحد من الانتحار او تعاطي المخدرات". وتحدث المشرفاوي عن اقامة عدد من الندوات وورش العمل بالتنسيق مع جامعة ذي قار وعدد من منظمات المجتمع المدني، كاشفا عن اقامة 3 ورش عمل حول المخدرات والانتحار خلال الفترة المنصرمة.
وفي الختام دعا مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في ذي قار الى "تبني برامج حكومية موحدة في مجال النشاطات التوعوية الخاصة بالظواهر التي تهدد المجتمع، مبينا ان المبادرات الفردية لوحدها غير كافية".
وبالتزامن مع اعلان جهاز الامن الوطني في الـ (30 حزيران 2024) عن اعتقال 31 متهما بالانتماء لحركة القربان المتورطة بدفع اتباعها للانتحار، حذر ناشطون في ذي قار من اتساع نشاط الحركة المذكورة، داعين المرجعية والجهات الحكومية الى التدخل لتصحيح افكار الحركات الدينية المتطرفة.
ويرى أحد المهتمين بنشاط الحركات الدينية ان "انتشار جماعة القربان يجري عبر استغلال المناسبات الدينية واللقاءات المباشرة خلال مواكب الزيارات الدينية حيث يستهدفون افراد معظمهم من غير البالغين وبأعمار من 14 – 17 عاما ومن الاميين وغير الواعين وذلك عبر استدرار عواطفهم واستغلال اندفاعهم وحبهم لآل البيت ولاسيما الامام علي بن ابي طالب (ع)".
ومن جانبهم يرى ناشطون اخرون ان "اجراءات اعتقال اتباع حركة القريان غير كافية ولا تحد من نشاط الحركة بصورة فاعلة ما لم تقترن بمراجعة ومواجهة فكرية وحملة توعوية لتقويم النهج المتطرف الذي تتبعه الحركات المتشددة والمنحرفة". وبينوا في حديث لـ(المدى) ان "الحركات المتطرفة تلجأ الى اضفاء صبغة دينية لتمرير افكارها ونشاطاتها وهذا الامر يستدعي تدخل المرجعية لكشف توجهات تلك الحركات وتبيان خطل وعدم صواب افكارها"، مؤكدين اثر الامية والبطالة وضعف الوعي في استدراج الشباب للانضواء في هذه الحركة، داعين الى معالجة مشكلة البطالة ومحاربة الجهل والامية ونشر الوعي والارتقاء بمستوى التعليم المتدني وتوفير مراكز ووسائل ترفيه للشباب لغرض انقاذهم من حالتي الياس والاحباط التي يعانون منها ناهيك عن الحد من ظاهرة تعاطي المخدرات ومعالجة اسباب ودوافع الانتحار.
وتعزو مصادر طبية اسباب 90 بالمئة من حالات الانتحار الى مؤثرات نفسية من بينها حالات الاكتئاب، مشددةً على ضرورة تدارك الاسباب الاقتصادية والمجتمعية التي تدفع للاكتئاب ومعالجتها قبل ان تتفاقم وتؤدي الى الانتحار.
وكانت الحكومة المحلية والقيادات الامنية والجهات القضائية في ذي قار اعربت (مطلع شباط 2022) عن قلقها من ارتفاع معدلات الجريمة والانتحار في المحافظة، ودعت الى اعتماد حلول اقتصادية وفنية لمعالجة تنامي معدلات الفقر والبطالة بين شريحة الشباب ورفع الوعي المجتمعي.
فيما وجهت قيادة شرطة ذي قار في حينها دعوة لتبني برامج حكومية ومجتمعية فاعلة للحد من حالات الانتحار عبر تعاون المؤسسات الحكومية والباحثين والأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين وشيوخ العشائر ووجهاء المدينة وتفعيل عمل اللجنة المشكلة لهذا الغرض، مشددة على اهمية اعتماد برامج توعوية وتثقيفية وبحثية كفيلة بالكشف عن أسباب ارتفاع حالات الانتحار ووضع الحلول لمعالجتها والحد منها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

الطاقة المتجددة في العراق مبادرات
محليات

الطاقة المتجددة في العراق مبادرات "خجولة" لثروة "غير مستغلة"

 خاص/المدى أطلقت الحكومة العراقية عام 2021 مبادرة الطاقة وتقليل الانبعاثات عبر الطاقة الشمسية، وفي 2022 أكدت على دعمها، ولكنها لا تبدو فعالة أو أكتمل برنامجها على نحو تام حتى يومنا هذا.وتنص المبادرة على...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram