الموصل / سيف الدين العبيدي

ان بحثت عن علاج طبيعي لأمراض الجسد فلا بديل عن المياه المعدنية في ناحية حمام العليل جنوب الموصل، التي تحولت منذ عامين الى أكبر نقطة للسياحة العلاجية في العراق، ينابيع المياه فيها نادرة، تتدفق من على ضفاف نهر دجلة، لتكون محطة استقطاب لكثير من السائحين الاجانب والعراقيين من كافة المدن.

وتقع الناحية على بعد ٢٥ كم من الموصل، وكانت الحمام مقصداً للزائرين لأكثر من ١٠٠ عام، واصبحت مشروعاً حكومياً في فترة سبعينيات القرن الماضي، واهملت بشكلٍ كبير واصبحت في طور النسيان من بعد عام ٢٠٠٣، لكن مديرية بلديات نينوى عملت على ترميم الحمام، وافتتحت امام زوارها عام ٢٠٢٢، وتضم قسمين للرجال والنساء وبمساحة ٤ دونم.
مدير قسم الحمامات الرجالية احمد عزيز تحدث لـ(المدى) موضحاً ان المياه تدفق من ينابيع موجودة على ضفاف نهر دجلة وتسحب بواسطة مضخات كبيرة الى داخل الحمام، وانها عندما تخرج من باطن الارض تكون بدرجة حرارة ٦٠ مئوية، لكن تنخفض تدريجياً فور وصولها إلى الاحواض الداخلية للحمام لتكون ما بين ٤٥ - ٥٠ درجة مئوية.
ويضيف ان مشروع حمام العليل بعد ٢٠٠٣ أصبح بمظهر غير لائق وضعفت السياحة فيه بدرجة كبيرة لكن اعيد اعماره عام ٢٠٢٢، واليوم أصبح بمظهر يليق بزائريه ومحطة جذب للسائحين، ومقصداً لمن يعاني من الامراض الجلدية او مشاكل في العظام.
ويبين ان الحمام فيها قسمي الرجالي والنسائي، وكلاهما بذات التصميم، وتحوي الحمام على الحوض الرئيسي بعمق متر ونصف، مع وجود ٢٤ حوضاً صغيراً خاصاً بكل زائر، وتبلغ سعر تذكرة الدخول ٥ ألف دينار، وللأوقات من الساعة الثامنة صباحاً ولغاية التاسعة مساءً، ويشير الى ان الإقبال بمستوى عالي، والزائرين يأتون من جميع المحافظات واكثرهم من بغداد يليهم اهالي بابل الى جانب اهالي نينوى.
ويوضح ان الحمام تضم وحدة خاصة لغرض الإسعاف والطبابة، بتقديم اسعافات اولية لبعض من حالات الإغماء التي تكون بسبب تسارع في ضربات القلب او انخفاض بالاوكسجين، ويعود ذلك الى ان المياه ذات حرارة مرتفعة وتصدر منها غازات، مع حصول بعض من حالات الكسور والجروح العميقة التي تقدم بها الاسعافات ثم تحال الى المستشفى.
في الوقت ذاته بينت ملاك احمد المشرفة على حمام النساء بحديثها لـ(المدى) ان التصوير ممنوع داخل حمام النساء، ويمنع دخول اي جهاز الإلكتروني سواء كان هواتف او سماعات او ساعات، حفاظاً على النساء، وتضيف ان النساء يأتين مع بناتهن للعلاج والاستجمام، مصطحبات معهن بعض من الاطعمة والمشروبات ويبقين لساعات طويلة، وطالبت بضرورة توفير اكشاك صغيرة تقدم الاطعمة والمشروبات للزائرين، على الرغم من وجود كافتريا داخل الحمام لكنها لا تسد حاجة الزائرين بإعدادها الكبيرة.
أشرف أكرم أحد الزائرين من ام الربيعين بحديثه لـ(المدى) يقول انه اعتاد القدوم لحمام العليل قرابة كل شهر للاغتسال بمياهها، ويضيف انه في كل زيارة له يشاهد اعدادا كبيرة من الزائرين قادمين من عدة محافظات عراقية، ويؤكد ان الخدمات المقدمة ممتازة جداً.
احمد علي من اهالي بغداد في حديثه لـ(المدى) يشير الى وجود الآلام لديه في المفاصل وقد اقترحوا البعض من الاصدقاء بالذهاب والاغتسال بمياه المعدنية في حمام العليل، ويؤكد انه شعر ببعض الراحة بعد السباحة في اول زيارة له للمكان.
الى ذلك يقول هاني رضوان أحد الباعة للطين المعدني بحديثه لـ(المدى) ان ثلاثة انواع من الطين تتوفر لديه اولها الاسود الذي يستخدم لعلاج كافة الامراض الجلدية منها الصدفية والحساسية، والثاني هو الطين الاصفر لعلاج مشاكل الشعر من قشرة وتساقط، بالإضافة إلى النوع الثالث وهو الطين الاحمر له فائدة لمشاكل البشرة مثل الدهون وحبة الشباب والكلف.