 ترجمة / حامد أحمد

ذكرت منظمة برنامج الأغذية العالمي WFP في تقرير موجز لها عن أنشطتها في دعم برامج التمكين لعوائل متضررة من نازحين وعائدين في العراق للفترة المتبقية من عام 2024 انها تشرع الان لتحويل دورها من الاستجابة الطارئة الى مرحلة التنمية المستدامة في دعم شريحة الشباب وتطوير المهارات مشيرة الى التحدي الأكبر في تنفيذ البرامج يكمن في تراجع التمويلات من الدول المانحة التي لا تغطي سوى 24% فقط مما هو مطلوب.

وأشارت المنظمة الدولية في تقريرها الى ان التحسينات التي طرأت على البيئة الأمنية والاستقرار السياسي في العراق قد خلقت فرصا للعراق للانطلاق قدما نحو مسار إيجابي، وضمن تحول ستراتيجي فان برنامج منظمة الأغذية العالمي في العراق هو في طور تحويل اهتمامه ودوره من الاستجابة الطارئة الى دور البناء المتأني والتنمية المستدامة طويلة الاجل، وان هذا التحول مهم بشكل خاص كون العراق يتعرض لتقلبات وتوابع التغير المناخي خصوصا في المناطق الجنوبية من البلد.
وتقوم المنظمة بالتعاون مع برنامج جمعية، جسور، بتقديم الخدمات للمنتفعين في تطوير مهارات شريحة الشباب وتمكينهم اقتصاديا وتعزيز منظومة الحماية الاجتماعية لتشمل جميع المناطق المتضررة من جراء المعارك.
وتشير المنظمة الى انه وفقا لإحصائيات وكالة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لعام 2023 فان نفوس العراق تبلغ 44 مليون نسمة مع نسبة فقر تبلغ 24.8% وفقا لإحصائيات وزارة التخطيط والبنك الدولي، بالإضافة الى وجود 1.15 مليون نازح و262 ألف و218 لاجئ سوري.
واستنادا للخطة الستراتيجية للبلد التي تتبعها المنظمة الدولية للفترة من 2020 الى 2024 فان ما مطلوب من تمويل من قبل الدول المانحة لتغطية نفقات البرامج في المساعدات الإنسانية وبرامج التمكين يبلغ بحدود 701 مليون دولار. ولكن ما تم تلقيه بشكل كامل هو 364 مليون دولار فقط حيث بلغت نسبة التمويل 24% فقط. وبخصوص المرحلة المتبقية من هذا العام والتي تبلغ ستة أشهر من تموز الى كانون الأول 2024 فان المبلغ المطلوب هو 131 مليون دولار ولكن التمويل المستلم يبلغ 49.8 مليون دولار والذي يغطي نسبة 24% من البرامج المطلوب تنفيذها. رغم ذلك تشير المنظمة الى ان الفئات المتضررة في العراق من نازحين ولاجئين بإمكانهم الحصول على احتياجاتهم من مواد غذائية وأخرى أساسية طول الفترة المتبقية من العام، فضلا عن استهداف فئات أخرى من المزارعين المتضررين بسبب التغير المناخي وذلك لتحسن وضعهم المعيشي وتعزيز استجابتهم لما يلاقوه من صدمات لفترة المتبقية من العام.
وضمن برامج المنظمة الدولية لتعزيز قدرات الشباب لفترة ما بين 2023 و2024 تم اكمال تدريب وتسجيل 735 شابا ضمن برنامج جسور لتطوير مهاراتهم للتمكن من الحصول على فرص عمل مستقبلية.
حسين، 26 عاما، أحد الشبان من أبناء محافظة ذي قار الذين انخرطوا في دورات تدريبية ضمن مشروع التمكين الاقتصادي الذي اقيم في محافظة المثنى، كان دائما يهتم بالأمور الالكترونية. وبدافع من رغبته هذه وتطلعه لدعم عائلته انخرط في احدى الدورات التدريبية في مجال صيانة أجهزة الموبايل، وبعد اكماله للدورة التدريبية بدأ العمل في ورشة صيانة أجهزة الموبايل ومن ثم فتح له ورشة خاصة به.
وكمرحلة أولى من تنفيذ برامج احياء المشاريع الزراعية الصغيرة لعام 2024، قامت المنظمة الدولية بالتعاون مع الحكومات المحلية بتوفير دورات تدريبية لما يقارب من 100 مشارك في محافظة الديوانية تتضمن انشاء المشاتل الصغيرة وتربية النحل وكذلك الخياطة بالنسبة للنساء ودورات صيانة أجهزة الموبايل.
وفيما يخص العوائل الفلاحية وتعزيز انشطتهم وتحسين وضعهم المعيشي تم تنفيذ مشاريع صغيرة لزراعة نبات الفطر في أربع محافظات جنوبية شملت البصرة وميسان وذي قار والمثنى. وتم تنفيذ هذه البرامج بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الزراعة والتي تهدف الى تدريب مزارعين شباب على تقنيات زراعة الفطر حيث تم الانتهاء من تدريب 320 مزارعا في المحافظات الأربعة.
وتذكر المنظمة الدولية في تقريرها ان التمويلات المحدودة ما تزال تشكل أكبر العوائق لأنشطة برامج منظمة الأغذية العالمي في العراق لعام 2024. مشيرة الى ان التخصيصات والتمويلات الحالية لا تغطي سوى 24% من ما هو مطلوب خلال الستة اشهر القادمة مع التأكيد بان عملية الانتقال من المساعدات الانسانية الطارئة الى المساعدة بتنفيذ برامج التنمية والتمكين تتطلب تمويلا كافيا ومستمرا لعدة أعوام.
ومن بين الدول المانحة الرئيسية النمسا وكندا والدنمارك والاتحاد الأوروبي وألمانيا والعراق وايرلندا واليابان وكوريا الجنوبية والسويد وهولندا والمتبرعين الخاصين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ومنظمات الأمم المتحدة والبنك الدولي.

• عن ريليف ويب الدولي