ترجمة عدنان علي
تصف الصين الدالاي لاما بانه انشقاقي وانفصالي مع ذلك فهي خائفة منه ومن جماعته وتأثيره على التبت وشعب التبت، وهم يفرضون إجراءات صارمة لضمان عدم الاحتفال بعيد ميلاده. وهذا بالضبط ما حدث هذا العام أيضا. كما قررت الحكومة الصينية قيودا صارمة على وسائل التواصل الاجتماعي لمنع التبتيين من الاحتفال بعيد ميلاد الدالاي لاما في السادس من تموز.
وذهب الصينيون الى ابعد من ذلك في إضفاء الطابع الصيني على التبت من خلال الزيارات المتكررة التي قامت بها شخصيات بارزة من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني الى التبت حاملين رسالة مفادها انهم يجب ان يكونوا موالين لها وللحزب ويروجون لأنفسهم على انهم صينيون وليس تبتيون.
وفي الفترة التي سبقت عيد ميلاد الدالاي لاما هذا العام قامت السلطات الصينية بفحص الهواتف المحمولة للتبتيين بشكل أكثر صرامة للتأكد من انهم لم يقوموا بتنزيل أي صور لقائد للروحانيات التيبتية. هناك بالفعل حظر على حيازة صور الدالاي لاما وكذلك نشر صوره على وسائل التواصل الاجتماعي. لقد جعلت عملية استبدال ركبة الدالاي لاما في الولايات المتحدة السلطات الصينية أكثر يقظة حيث لجأ التبتيون الى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن مخاوفهم بشأن صحته وربما يشارك صوره على وسالئل التواصل الاجتماعي. وقد دفع هذا الصين الى تحذير التبتيين من الاتصال بافراد اسرهم الذين يعيشون في الخارج.
وفي هذا السياق ينبغي للمرء ان ينظر الى الزيارة الأخيرة التي قام الحزب الشيوعي الصيني وغيرهم من كبار المسؤولين الى شينينغ تشينغهاي وكاردزي ونجابا التبتية وولاية تشيانغ ذاتية الحكم في سيتشوان. وكان من بين هؤلاء الرئيس شي جين بينغ الذي طلب من التبتيين اعتبار أنفسهم صينيين وطالبوهم بالولاء للحزب الشيوعي الصيني وأصدروا تعليمات للتبتيين بدمج ممارساتهم الدينية مع قيم منظومة الحزب الشيوعي الصيني. وزار الرئيس تشي مدرسة متوسطة لمجموعة الغولوك في التبت ومعبد البوذا للتبت في شمال غربي محافظة شينغاي.
الزيارة التي قام بها الرئيس تشي وانغ في حزيران 2024 ترتبط بالقلق السائد بين القيادة الصينية بشأن التناسخ مع الدالاي لاما وتم العثور على بعض الأدلة على هذا التخوف من خلال تقارير نظمتها جمعية الصحفيين لعموم الصين في التبت في 27 حزيران 2024. وكان مركز أبحاث التبت الصيني موجود للرد على الأسئلة. سال أحد المراسلين عن موقف الحكومة الصينية من احتمالية اعلان الدالاي لاما عن خطة استنساخه وهو في العام 90 من عمره. وهو شيء تكلم عنه تينزن غياتسو في تصريح له عام 2011 حول هذا الموضوع.
وتستمر الصين بجهودها لتلقين أبناء التبت البوذيين خصوصا المتجسدين للاما. واخذوا مجموعة من أبناء التبت الشباب بجولة دراسية في أيار 2024 حول مدن صينية مختلفة بضمنها بكين. وتبع ذلك نشر سلسلة من مقالات في وسائل اعلام حكومية من قبال بعض أبناء اللاما الذين تم اصطحابهم بجولات تلقين.
منذ اعلان الحزب الشيوعي الصيني سلطته في 2012، قام الرئيس الصيني بثلاث زيارات إلى شنغهاي في 2016 و2021 وآخرها في حزيران 2024. ومن المثير للاهتمام ان الوزير، شي تايفنغ، رافق الرئيس الى مناطق التبت في سيتشوان. ولهذا تبقى التبت في اذهان افراد الحزب الشيوعي الصيني بانه تم استيعابها بالكامل ضمن الصين، وذلك من خلال أنظمة تعليم غسل الادمغة في المدارس وضمان بان أبناء التبت لا يظهرون احتراما لزعيمهم الروحي الدالاي لاما.