اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد

الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد

أنقرة تعلن مقتل نحو 700 من حزب العمال.. وإخلاء 170 قرية في كردستان

نشر في: 22 يوليو, 2024: 12:48 ص

بغداد/ تميم الحسن
يقترب الجيش التركي أكثر من مدينة دهوك في وقت يعلن فيه رئيس الحكومة محمد السوداني اكتمال الربط الكهربائي مع انقرة.
ويعتقد ان بغداد تقدم "تنازلات" لتركيا لتكون بديلا عن الولايات المتحدة التي قد تنسحب قريبا من العراق، بحسب الرواية الرسمية.
وتقدم بغداد الى انقرة، ما يشبه بالمكافأة بالوساطة بينها وبين سوريا، لاجل ملفات المياه والعلاقات التجارية، على الرغم من التحذيرات الامريكية بهذا الشأن.
وحتى الان قتلت تركيا نحو 700 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمالي العراق، بحسب بيانات الجيش التركي.
بالمقابل ارتفع عدد القرى التي أخليت تماما من السكان في الاقليم، الى أكثر من 170 قرية، وفق منظمات حقوقية.
وكان مجلس الأمن الوطني العراقي، أعلن قبل نحو اسبوعين، رفضه لعملية التوغل التركي، وطالب أنقرة "مراعاة حسن الجوار"، فيما لم يعلن عن اي إجراءات حتى الان.
وبدأت تركيا في حزيران الماضي، بشن اوسع توغل بري عبر الحدود العراقية، فيما اقتربت ببضعة كيلومترات عن مدينة دهوك.
وأمس افتتح السوداني مشروع الربط الكهربائي بين العراق وتركيا، ووصف المشروع بانه "خيار ستراتيجي للطاقة" في البلاد.
بالمقابل تشير منظمات امريكية بالعراق الى ان الجيش التركي يستعد الان للسيطرة على جبل كاره، وهو جبل ستراتيجي بالنسبة لدهوك.
ويقول احمد الهركي، عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لـ(المدى) ان "العمليات التركية تزداد كثافة وتقترب أكثر من دهوك".
وخلال الشهر الاخير، قصف الجيش التركي كردستان أكثر من 300 مرة، فيما نزحت نحو 200 عائلة من أكثر من 600 قرية في دهوك.
ويعتقد الهركي ان "تركيا تخطط لمعركة طويلة الامد، حيث تنشر قوات للبحث عن عناصر حزب العمال، وتقيم السيطرات والحواجز".
وقبل أسبوع أعلن وزير الخارجية فؤاد حسين، إمكانية إيجاد حل للقتال بين انقرة وحزب العمال المعروف اختصارا بـ"pkk" على الأراضي العراقية، باستنساخ الحل الذي تم مع المعارضة الايرانية.
وكان الاتفاق الاخير مع طهران، قد أفضى الى إبعاد كل الاحزاب الكردية – الايرانية المعارضة عن الحدود، بحسب ماقاله حسين.
لكن منظمة (سي بي تي) الأمريكية قالت السبت، انه خلال الشهر الماضي، تسببت الضربات التركية الموجهة لـPKK في "إخلاء تسع قرى بالكامل في قضاء العمادية".
وأشارت المنظمة إلى ان منذ 15 حزيران وحتى 15 تموز، قصف الجيش التركي أراضي إقليم كردستان "381 مرة بالمدفعية والطائرات".
وبحسب إحصائيات المنظمة تسببت المعارك في إخلاء أكثر من 170 قرية بإقليم كردستان إخلاء تاماً وهناك 602 من القرى المهددة بالإخلاء.
ويعتقد ان حكومة بغداد تغض البصر على العمليات العسكرية التركية، لأسباب تتعلق بملفات المياه والاقتصاد مع انقرة.
لكن وزير الخارجية فؤاد حسين نفى في وقت سابق، "وجود أي ضوء أخضر من الجانب العراقي للأتراك فيما يتعلق بتحركاتهم العسكرية الأخيرة في إقليم كردستان".
وبحسب بيانات الجيش التركي، فإنه استطاع قتل 696 من مقاتلي حزب العمال في العراق منذ بداية العام الحالي وحتى الان.
وكانت بغداد قد حظرت لاول مرة، حزب العمال، وهو امر نال استحسان تركيا، فيما تحاول مصالحة الاخيرة مع سوريا.
وساطة قبل الانسحاب الأمريكي
يقول احمد الياسري رئيس المركز العربي الاسترالي للدراسات الستراتيجية لـ(المدى) ان "أفضل علاقات بين بغداد وانقرة هي الان في حكومة محمد السوداني، وتوغل الجيش في كردستان متفق عليه".
وفي منتصف تموز الحالي، كان السوداني قد اوفد مستشار الأمن القومي الى كردستان بشأن الهجوم التركي (بعد نحو شهر من التوغل الاوسع)، لكن لم تعلن اي تفاصيل عن نتائج الزيارة حتى الان.
ورفض هادي العامري، زعيم منظمة بدر، وقيس الخزعلي، زعيم عصائب اهل الحق، استمرار العلاقات مع تركيا قبل انسحاب الجيش من الإقليم.
وعن الوساطة بين سوريا وتركيا، يؤكد الياسري بان "الامر متعلق بانقرة، حيث يرى السوداني ان الاخيرة يمكن ان تكون بديلا للولايات المتحدة بعد الانسحاب".
وتعتقد حكومة بغداد، وفق مايراه مدير المركز العربي، ان "اختيار تركيا لتكون حليفا للعراق سيكون لمواجهة إيران، وهي (تركيا) دولة قوية ضمن حلف الناتو وصديقة الولايات المتحدة".
ولا يبدو التدخل العراقي بالملف التركي-السوري، يلقى رضا الولايات المتحدة، بحسب ما يقوله سفراء امريكيون سابقون في العراق وسوريا.
ويعتقد هؤلاء، بحسب تقارير امريكية، ان الاتفاق التركي -السوري "يعني اخراج امريكا من سوريا"، وقد تنهار السيطرة على "داعش هناك ويتوجه للعراق".
وتشير هذه التقارير الى حماسة رجب طيب أردوغان الرئيس التركي للمصالحة مع بشار الاسد، الرئيس السوري، لكن قد لايوافق على تدخل العراق.
ويرى احمد الياسري، وهو باحث في الشأن السياسي، ان حكومة محمد السوداني تستغل علاقاتها الجيدة مع تركيا للوساطة مع سوريا "للحصول على حصص مائية أكبر، والحفاظ على أمن الحدود".
ويقول الياسري ان "السوداني رفض المشروع الصيني والامريكي بالعراق ووافق على المشروع التركي المعروف بطريق التنمية الذي يعتبر مهما لبغداد وأنقرة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد
سياسية

الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد

بغداد/ تميم الحسنيقترب الجيش التركي أكثر من مدينة دهوك في وقت يعلن فيه رئيس الحكومة محمد السوداني اكتمال الربط الكهربائي مع انقرة.ويعتقد ان بغداد تقدم "تنازلات" لتركيا لتكون بديلا عن الولايات المتحدة التي قد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram