ذي قار/ حسين العامل

أطلق ناشطون في ذي قار مؤخرا حملة شعبية واعلامية واسعة بوجه جهات متنفذة تحاول الاستحواذ على اماكن ذات نفع عام ومواقع حيوية وترفيهية في مركز مدينة الناصرية عبر عقود استثمارية، وهو ما دعا هيئة الاستثمار الى توضيح موقفها والرد على الاتهامات الموجهة لها في هذا المجال.

وحذر مئات الناشطين في حملة اطلقوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتابعتها المدى الحكومة المحلية وهيئة الاستثمار من التفريط بمواقع واماكن عامة ومعالم معمارية ذات رمزية خاصة تحاول جهات حزبية متنفذة الاستحواذ عليها عبر الاستثمار، ومن ابرز المواقع التي يعتقد الناشطون انها مهددة بالضياع (بهو بلدية الناصرية وحديقة الشهيد احمد نوفل وموقع حديقة عامة قرب جسر الحضارات وكراج السيف القديم وموقع حيوي قرب مستشفى الحسين التعليمي، وبيت المحافظ السابق وبيت نائبه ومدينة الالعاب وغيرها من الاماكن الحيوية.
وناشد الناشطون المسؤولين في الحكومة المحلية بالوقوف امام مسؤولياتهم وحماية الاماكن والاملاك العامة من الجهات الطامعة بها، اذ دعا الناشط المدني نصير باسم ضمن فعاليات الحملة رئيس واعضاء مجلس المحافظة الى ممارسة دورهم الرقابي واصدار قرار بمنع منح رخص استثماريه داخل مربع مدينه الناصرية، مشددا على ان "تكون الفرص الاستثمارية خارج حدود التصميم الاساس لمركز المدينة وليس داخلها".
كما دعا باسم مدير هيئة استثمار ذي قار الى اصدار بيان يوضح موقف الهيئة اتجاه ما يحصل والتعهد لأبناء ذي قار بعدم منح اجازه استثماريه في المواقع المذكورة في الحاضر والمستقبل"، مشيرا الى ان " مثل هذه الخطوات من شانها طمأنة الاهالي على مستقبل مدينتهم.
ولم يكن قلق الاهالي من تحويل المواقع الحيوية وذات النفع العام الى الاستثمار ناجم عن فراغ اذ سبق لإدارة محافظة ذي قار السابقة ان قامت بتحويل عدد من الابنية الحكومية الى مشاريع استثمارية وتجارية من بينها موقع العيادة الخارجية وسط الناصرية الذي تحول الى مول تجاري بعد ان كان يقدم خدمات طبية لأبناء المحافظة، ومبنى محافظة ذي قار القديم الذي تحول الى مرآب استثماري لوقوف السيارات ومبنى قيادة فرع ذي قار الذي كان من المفترض ان يتحول الى حديقة عامة وتحول الى مول تجاري فيما تحولت مساحات من الاراضي التي كانت مخصصة لإنشاء حدائق ومساحات خضراء الى مجمعات سكنية لمسؤولين متنفذين، هذا ناهيك عن تحويل عدد كبير من الابنية الحكومية الى مقرات حزبية ومنح رخص استثمارية في مواقع حيوية لجامعات اهلية ومراكز تجارية (مولات)، فيما مازالت مدينة العاب الناصرية التي تعد المتنفس الوحيد لـ 700 الف نسمة من سكان مركز مدينة الناصرية معطلة بعد نزاع على ملكية الارض.
وازاء ذلك اصدرت هيئة استثمار ذي قار توضيحا رسميا حول ما يثار في الحملة الشعبية وقال مدير هيئة الاستثمار علي الدخيلي في مقطع فيديوي تابعته المدى ان " مواقع التواصل الاجتماعي تطرقت في الآونة الاخيرة الى ان هيئة استثمار ذي قار منحت رخص استثمارية في مربع مركز مدينة الناصرية"، نافيا ان "تكون الهيئة قد منحت مثل تلك الرخص للمستثمرين".
واوضح الدخيلي ان " سياسة الهيئة الحالية تتمثل بعدم منح رخص استثمارية داخل مركز المدينة كونه مربع مكتظ بالسكان"، وأردف "ونتمنى ان تكون فيه مساحات خضراء ".
وكشف الدخيلي عن قيام هيئة الاستثمار بسحب بعض الفرص الاستثمارية التي كانت معروضة داخل مركز المدينة واعادت مواقعها الى الدوائر الحكومية العائدة لها كالبلدية والمالية".
وتحدث مدير هيئة استثمار عن توجهات دائرته باستكمال الرخص الاستثمارية السابقة والبالغة أكثر من 350 رخصة استثمارية جرى منحها في الاعوام السابقة"، واسترسل " نعمل على بلوغها مراحل التشغيل النهائي"، منوها الى ان " الهيئة لم تمنح سوى عدد محدود من الرخص الاستثمارية خلال العامين المنصرمين".
ودعا مدير هيئة استثمار ذي قار المشاركين بالحملة ووسائل الاعلام الى التواصل مع هيئة الاستثمار للتأكد من المعلومات المطروحة، مشيرا الى ان " ابواب الهيئة مفتوحة امام الجميع".
يشار الى ان مسؤولين وناشطين في محافظة ذي قار سبق وان أعربوا في (مطلع عام 2022) عن قلقهم من ظاهرة الاستيلاء على الاراضي المخصصة للمراكز الصحية والمدارس والحدائق العامة وتحويلها الى مشاريع تجارية واستثمارية، وفيما دعوا الى الحد من التلاعب بجنس العقار وحسم ملف ملكية اراضي المنشآت ذات النفع العام، اشاروا الى تحويل مركز صحي ومساحات خضراء وابنية حكومية الى مولات ومجمعات سكنية ومقرات حزبية. فيما نظم العشرات من الناشطين والمثقفين في الناصرية تظاهر في (منتصف ايار 2023) للحيلولة دون تحويل بهو بلدية الناصرية الى مركز تسوق (مول)، فيما حذروا من الزحف التجاري على المعالم الثقافية، ورفع الناشطون الذين احتشدوا في حينها امام مبنى بهو بلدية الناصرية الذي يعود انشاؤه الى ستينيات القرن العشرين لافتات تطالب بتأهيل او اعادة تأهيل المبنى الذي اغلق منذ عدة أشهر امام النشاطات الثقافية والفنية بناء على تقارير من دائرة الدفاع المدني تشير الى احتمال تعرضه للانهيار. ويتفرد مبنى بهو بلدية الناصرية بتصميمه المستوحى من شكل المضيف السومري المقوس، وقد قدم معظم فناني وادباء العراق نشاطاتهم الثقافية والفنية على مسرحه فيما شهد تقديم عروض سينمائية للعديد من الافلام العالمية والعراقية والعربية ابان الثمانينيات.