اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > محليات > شهوره تقسو عليهم.. متى يكون الصيف صديقاً للعراقيين؟

شهوره تقسو عليهم.. متى يكون الصيف صديقاً للعراقيين؟

نشر في: 25 يوليو, 2024: 01:21 ص

 المدى/ متابعة

يمر العالم العربي حاليا بموجة حارة قاسية، تهدأ قليلا ثم لا تلبث أن ترتفع وتيرتها مرة أخرى، ويصاحبها موجة رطوبة شديدة ترفع الإحساس بالحرارة إلى درجة كانت غير مسبوقة في بعض المدن العربية.
بينما تعاني محافظات العراق من ذورة الصيف متمثلا بشهورها (حزيران وتموز وآب القادم)، ومع درجات الحرارة المرتفعة فإن معدل التبخر من المسطحات المائية والتربة والغطاء النباتي يرتفع، ليسهم ذلك في ارتفاع مستويات الرطوبة فضلا عن التصحر والجفاف الذي يعانيه البلد منذ سنوات.

الأعلى في العالم
وكانت قد سجلت محافظة البصرة أقصى جنوب العراق، في في الـ24 من حزيران الماضي أعلى معدل درجات الحرارة على مستوى العالم.
ونشرت محطة "بلاسيرفيل" في كاليفورنيا الأمريكية، جدولاً من 15 منطقة ومدينة عالمية سجلت أعلى درجات بالحرارة في العالم.
وبين الجدول، الذي اطلعت عليه (المدى)، أن مدينة البصرة سجلت أعلى درجة حرارة بالعالم، بواقع 51.1 درجة مئوية، تليها بالمرتبة الثانية مطار البصرة الدولي، بواقع 51 درجة مئوية، تليها بالمرتبة الثالثة "الناصرية" مركز محافظة ذي قار، بواقع 50.7 درجة مئوية.
وبحسب الجدول أيضاً، حلت مدينة "العمارة" في العراق سادساً حيث سجلت درجة حرارة 50.3 درجة مئوية، كما حلت منطقة " الرفاعي" في العراق عاشراً بدرجة حرارة 48.8 درجة مئوية، بينما حلت مدينة "بدرة" في العراق بالمرتبة 13 بدرجة حرارة بلغت 48.3 درجة مئوية.

موسم الغضب
وفي سبتمبر/أيلول 2023 أشارت دراسة من جامعة كاليفورنيا باركلي إلى أن الحرارة المرتفعة قد تجعل بعض الناس أكثر عدوانية.
فيما أكد الباحث الاجتماعي عباس الخفاجي، أن "المواطن العراقي معروف بدمه الحار، إذ لا يخلو البلد من النزاعات العشائرية على أتفه الأسباب، ومما نراه فإن هذه النزاعات تكثر في فصل الصيف من العام". مبينا لـ (المدى)، أن "الكثير من البشر يتملكهم الغضب في هذا الموسم، بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي يرافقها انقطاع الطاقة الكهربائية". منوها على، إنه "في أحد الأيام سألت أحد الأصدقاء عن استمراره في تقطيب جبينه وعدم الابتسامة كما عهدنا في أيام أخرى، فقال لي والغضب واضح على محياه: "أعطني جاز تكييف وكهرباء مستمرة .. سأبتسم".

معالجات مؤقتة
الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي بدورها أصدرت تعليمات جديدة بشأن تقليص ساعات الدوام الرسمي في مؤسسات الدولة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث تضمنت أن يكون وقت بدء الدوام الرسمي في المؤسسات الحكومية كافة في المحافظات، عدا العاصمة بغداد، في الساعة السابعة صباحًا وانتهاء الدوام في الساعة الواحدة ظهرًا، وذلك في الأيام التي تبلغ فيها درجات الحرارة (50) درجة مئوية فأكثر.
بينما طالبت لجنة الصحة والبيئة النيابية، قبل عدة أيام الحكومة الاتحادية بتعطيل الدوام الرسمي في العاصمة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، منبهة إلى أن حرارة الطقس تهدد حياة المواطنين، فيما دعت المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة، وتجنب الوقوف تحت أشعة الشمس وشرب كميات كبيرة من المياه والسوائل تجنباً للجفاف والإعياء.
وأصدرت وزارة الصحة العراقية في حزيران الماضي، تعليمات للمواطنين لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن الكتلة الحارة التي تضرب البلاد.
وقالت في بيان تلقته (المدى)، بالنظر لتعرض المنطقة والبلاد لموجات ارتفاع درجات الحرارة التي قد تزيد عن الخمسين درجة مئوية، وما يصاحبها من تأثيرات على صحة مواطنينا الأعزاء وأهمها الإنهاك والإغماء الحراري وضربة الشمس وخاصة لدى الأطفال وكبار السن كونهم لا يتكيفون مع التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة مثل الآخرين نهيب بالمواطنين الكرام مراعاة الإرشادات منها عدم الخروج من البيت والتعرض للشمس أو للجو الحار وخاصة خلال الساعات الأكثر حرارة، وهي المحصورة بين الساعة (10) صباحاً، وحتى (4) عصراً إلا للضرورة القصوى، وإن استدعى الخروج إلى خارج البيت أو المؤسسة خلال الساعات الأكثر حرارة فيجب ارتداء ملابس خفيفة وفاتحة الألوان مع قبعة واسعة الحواف أو حمل مظلة شمسية ولبس نظارات شمسية.

الصيف "ابو الفقير"
دراسة حديثة نشرت في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وجدت أن مليارات البشر سيتأثرون بحرارة لا تطاق لجسم الإنسان إذا ارتفعت درجة الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة، وبشكل خاص في شمال الهند وباكستان وبنغلاديش وشرق آسيا والجزيرة العربية ومنطقة الساحل الإفريقي.
وتحفظ الأجيال القديمة من العراقيين مقولة (الصيف أبو الفقير)، حيث تتربع شهور هذا الموسم على عرش الشهور المفضلة لدى العراقيين وخصوصا الطبقات الفقيرة منه مما يمكنهم من الحصول فيه على غذائهم بأسعار رخيصة، فضلا لعدم حاجتهم في هذا الفصل على كسوة الشتاء الثقيلة، والاهم من ذلك هو وفرة الأعمال في هذا الفصل من السنة.
المواطن محمد سليم والذي يسكن في محافظة ميسان جنوب العراق بين، أن "هذه المقولة انتفت في هذه الزمن لكون أن الصيف يختلف عما في السابق". مشيرا إلى أن "هذا الموسم عبء على العراقيين، إذ أنهم يحملون هماً حين وصوله، فمن متطلبات وجود أجهزة التكييف وغلاء ثمنها، إلى عدم قدرة المواطن على العمل في هذه الموسم، بسبب درجات الحرارة العالية، إلى انقطاع الطاقة الكهربائية، بسبب فرط الأحمال على منظومة الكهرباء في هذا الشهر".
وأضاف سليم لـ (المدى)، إن "حتى النزاعات بين الناس تكثر في هذا الموسم، فضلا عن الحرائق التي تسجل أعلى مستوياتها في الصيف، ناهيك عن الخسائر البشرية والمادية من هذه الحرائق، فيما يتم استهلاك الأجهزة الكهربائية المنزلية في الصيف أكثر مما نعهده في الشتاء".
وتابع، أن "العراق ورغم درجات الحرارة المرتفعة يفتقد إلى ابسط مقومات التصدي لدرجات الحرارة فيه، فهو يخلو من الغطاء النباتي يقيه من ارتفاع درجات الحرارة حيث ينتشر التصحر في البلد بشكل كبير، فضلا عن الجفاف الذي دام لحقب زمنية طويلة، بسبب عدم التزام دول المنبع بحصة العراق المائية وزيادة حجم الإطلاقات في الأنهر والمصبات، لذا فنحن هالكون لا محالة كل ما يمر هذا الموسم الغيض على البلد".
وتوقعت هيئة الأنواء الجويةاستمرار درجات الحرارة بالارتفاع في مناطق متفرقة من البلاد حيث نشرت تقريرا مفصلا عن درجات الحرارة في عموم المحافظات العراقية ودرجات الحرارة إذ سجلت كل من محافظة البصرة وميسان وذي قار أعلى درجات الحرارة المتوقعة في البلاد ليوم غد الأربعاء والتي تبلغ 49 مئوية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

باحث اجتماعي يدعو الأهالي لعدم تهويل امتحان (البكالوريا): لا تضغطوا على انباءكم
محليات

باحث اجتماعي يدعو الأهالي لعدم تهويل امتحان (البكالوريا): لا تضغطوا على انباءكم

خاص/ المدىدعا الباحث بالشأن الاجتماعي سعدون طاهر، الاهالي الى عدم تهويل الامتحانات الوزارية (البكالوريا) التي يخوضها ابناؤهم. وقال طاهر، إن "التهويل المصاحب لامتحان (البكالوريا) كان اول الاسباب لمعاناة الطلبة في العراق". منوها على، ان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram