اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > محليات > تحذيرات من كارثة كبيرة بسبب تزايد التجاوز على المياه الجوفية في كردستان

تحذيرات من كارثة كبيرة بسبب تزايد التجاوز على المياه الجوفية في كردستان

نشر في: 25 يوليو, 2024: 01:22 ص

أربيل/ سوزان طاهر

تواجه مدينة أربيل وباقي مدن إقليم كردستان أزمة حادة في توفير الكميات المطلوبة من المياه خلال أشهر الصيف، نتيجة محدودية طاقة مشاريع إنتاج المياه التي تعتمد على مياه الأنهار، وتعثر المشاريع التي تعتمد على المياه الجوفية نتيجة الجفاف. وتعتمد مدينة أربيل بنسبة 75% على آبار المياه الجوفية في تأمين احتياجاتها، وهذه المياه آخذة بالتناقص السريع.
يقول مسؤولون محليون إن مناسيب المياه السطحية والجوفية تتناقص بشكل سريع، مشيرين إلى جفاف 300 بئر العام الماضي، وتعرض أحد الأنابيب الرئيسة في مشروع يؤمن حاجات المدينة بالمياه بنسبة 40% خلال صيف عام 2022 إلى الكسر مرات، مما أثر على تجهيز المياه.

علاقة التوسع العمراني
يؤكد الأكاديمي المتخصص في مجال المياه بجامعة دهوك، رمضان حمزة، أن التوسع العمراني الحاصل في مدن إقليم كردستان، وخاصة بناء المجمعات السكنية، يتم بصورة غير مدروسة. وقال حمزة في حديثه لـ "المدى": "هذا التوسع في حال الاعتماد على المياه الجوفية، سيؤثر حتماً في الطبقة الأولى الحاملة للمياه، ويؤدي إلى انخفاض منسوب المياه الديناميكي. مدى الخطورة يعتمد على نوع الحوض وطبيعة الكثافة السكانية ونوع الاستخدام. استمرار هذه الظاهرة لا يبشر بخير، ومن الخطأ جداً الاعتماد بهذا الحد على مياه الآبار التي يفترض الاحتفاظ بها كاحتياط ثابت، طالما هناك إمكانات للاعتماد على المياه السطحية وإن كانت مكلفة".
وأوضح أن "المياه المتجددة المتمثلة بالأمطار تعد أحد المعطيات الأساسية لتغذية الحوض الجوفي بحسب الطبيعة الطوبوغرافية للمنطقة. وتكمن الخطورة في مسألة الاتساع العمراني بأنه لا يسمح بالتغلغل عبر المسامات نحو الطبقات الجيولوجية الحاملة للمياه الجوفية". ولفت إلى أن "زيادة حفر الآبار يتسبب في هبوط المنسوب إلى مستويات خطيرة، مما سيحدث مستقبلاً تخلخلًا للأرض، بالتالي هبوطًا تفاضليًا في بعض أجزاء المدن، وفي المستقبل سيزيد من الحركة الاهتزازية في حال الزلازل. هنا لا بد من الإقرار بوجود قصور في الرؤى وبعد النظر".
وأشار إلى أن "أغلب المجمعات السكنية فيها خدمة المياه متوفرة بشكل مستمر، وهذه المجمعات تستهلك كميات كبيرة من المياه، لأنها تحتوي على تضخم سكاني، وبالتالي تضطر لحفر الآبار لتوفير المياه للسكان".

مشكلة الصيف
قال محافظ أربيل أوميد خوشناو في تصريحات سابقة إن جميع الجهات ذات العلاقة والدوائر والمؤسسات والإدارات المحلية تعمل على تنفيذ خطة محافظة أربيل لتخطي فصل الصيف، مؤكدًا أن تأمين مياه الشرب للمنازل مشكلة سنوية، ودائمًا ما تظهر في فصل الصيف. وأضاف أن تأثيرات سنوات الجفاف الثلاث الماضية مستمرة حتى الآن. ورغم أن فصل الشتاء الماضي شهد هطولًا للأمطار، إلا أنها كانت دون المستوى المطلوب. مشيرًا إلى أنه وفقًا للإحصائيات المتوفرة لمناسيب المياه الجوفية وقلة الأمطار والثلوج المتساقطة، فإن أربيل ما تزال تعاني من الجفاف هذا العام أيضًا.
وأشار الأكاديمي في جامعات كرميان، عبد المطلب رفعت، إلى أننا أمام أزمة كبيرة بسبب الاستخدام المفرط للمياه الجوفية في الإقليم. مؤكدًا في حديثه لـ (المدى) أن "المياه الجوفية تُستخدم من خلال حفر الآبار بطريقة غير مدروسة، وأيضًا غير مجازة، ويجب حصر عمليات حفر الآبار بموافقات رسمية حكومية، من قبل لجان متخصصة". وتابع أن "رغم أن هطول الأمطار هذا العام كان أفضل نسبيًا مقارنة بالعام الماضي، إلا أنه تفاوت من منطقة إلى أخرى. لكن نوع هطول الأمطار تم توزيعه على مراحل، مما ساعد في إنعاش موارد المياه الجوفية. أما مستوى المياه الجوفية فهو منخفض حتى هذا الشهر مقارنة بالعام الماضي".
وأوضح أن "حكومة إقليم كردستان مطالبة بتشكيل فريق أمني وفني متخصص لمواجهة عمليات حفر الآبار غير القانونية، من خلال مصادرة آليات الحفر غير القانونية يوميًا، ومعاقبة من يقوم بالحفر دون موافقات".

دعوات لفرض عقوبات على المتجاوزين
دعا عضو برلمان إقليم كردستان السابق عن لجنة الزراعة والمياه، كاوة عبد القادر، إلى فرض عقوبات صارمة على من يتجاوز على المياه الجوفية في الإقليم. مبينًا في حديثه لـ (المدى) أن "إقليم كردستان يواجه خطر الجفاف بسبب تقليل حصة العراق من مصادر المياه في تركيا وإيران. ورغم غزارة موسم الأمطار، إلا أنه لا يسد حاجة الإقليم المتزايدة سنويًا".
وأشار إلى أننا "سنواجه كارثة كبيرة في حال لم يُدار ملف المياه بشكل علمي وفني مدروس، ويجب تشكيل لجنة عليا لإدارة ملف المياه، ووضع ضوابط خاصة لعمليات حفر الآبار والتجاوز على المياه الجوفية". موضحًا أن "المواطنين يضطرون لحفر الآبار لتوفير مياه الإسالة بسبب غيابها لأيام ونقص تجهيزها في أغلب مدن الإقليم. وبالتالي على حكومة الإقليم إدارة هذا الملف من خلال توزيع عادل للمياه بين محافظات ومدن كردستان، ومنع التجاوز على الآبار".
تأثر العراق، كما كامل منطقة الشرق الأوسط، بالتغير المناخي العالمي، وشهدت البلاد في العامين 2020 و2021 جفافًا غير مسبوق منذ عقود، حيث تراجعت معدلات المياه المتساقطة بنسبة كبيرة حتى في المناطق التي كانت تعد في السابق مضمونة المياه. بالإضافة إلى تراجع كميات المياه التي تطلقها تركيا في نهر دجلة، بينما عمدت إيران إلى قطع مياه وتغيير مجرى غالبية الأنهار التي تنبع من إيران وتصب في العراق.
أكدت الحكومة المحلية في أربيل في بيان سابق أن حفر الآبار في المدينة وصل إلى أعماق خطيرة جدًا، حيث بلغ عمقه 670 مترًا للوصول إلى المياه الجوفية، والمتخصصون يعلمون مدى خطورة هذا الأمر. يشار إلى أن محافظة أربيل تعتمد بنسبة 35% على مياه العيون والأنهار الجارية، وبنسبة 65% على المياه الجوفية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

باحث اجتماعي يدعو الأهالي لعدم تهويل امتحان (البكالوريا): لا تضغطوا على انباءكم
محليات

باحث اجتماعي يدعو الأهالي لعدم تهويل امتحان (البكالوريا): لا تضغطوا على انباءكم

خاص/ المدىدعا الباحث بالشأن الاجتماعي سعدون طاهر، الاهالي الى عدم تهويل الامتحانات الوزارية (البكالوريا) التي يخوضها ابناؤهم. وقال طاهر، إن "التهويل المصاحب لامتحان (البكالوريا) كان اول الاسباب لمعاناة الطلبة في العراق". منوها على، ان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram