متابعة/المدى
في الآونة الأخيرة، انتشرت تقارير تفيد بسيطرة جهات سياسية على عمليات بيع الدولار في الأسواق المالية.

وأثارت هذه الأخبار قلقاً واسعاً بين المواطنين والمستثمرين، حيث يُخشى أن تؤدي هذه السيطرة إلى تلاعب في أسعار الصرف وخلق سوق سوداء تؤثر سلباً في الاقتصاد الوطني.

وتأتي هذه التطورات في ظل ظروف اقتصادية متقلبة ومشهد سياسي مضطرب، مما يزيد من التحديات التي تواجه الحكومة في الحفاظ على استقرار العملة وتوفير بيئة اقتصادية آمنة.

ويقول المختص في الشأن الاقتصادي، ضياء المحسن، إنه "لن يرتفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى أكثر من 1500 دينار"، متهماً "جهات سياسية بالسيطرة على بيع الدولار، وكذلك التخادم بينها وبين السلطة النقدية".

ويردف، أن "حصر بيع الدولار للمسافرين على شركات صرافة معينة يؤكد أن هذه الشركات عائدة على كتل سياسية كبيرة ومنتفعة من عملية بيع وشراء الدولار، ويراد لها أن تحصل على الحصة الأكبر من مبيعات العملة الأجنبية".

ويوضح، أن "البنك المركزي والسلطة التنفيذية على دراية تامة بالجهات السياسية المستحوذة على عمليات بيع الدولار في البلاد، بعد أن حُصِرت بشركات معينة".
ويتابع المحسن، أن "سعر صرف الدولار لن يصل إلى مستويات كبيرة، خصوصا أن هناك تخادم بين السلطة النقدية وبين من يبع الدولار في السوق السوداء بحيث أن هذا التخادم يضمن عدم ارتفاع سعر الصرف الموازي إلى أكثر من 1500 دينار للدولار الواحد".

من جانبه، كشف المتحدث الرسمي باسم سوق العملة في السليمانية جبار كوران، عن أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي في السوق الموازية.

ويقول جبار كوران، إن "قضية ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي متعلقة بالإجراءات المالية التي اتخذها البنك المركزي العراقي".

ويضيف، أن "البنك المركزي العراقي اتخذ بعض الإجراءات الجيدة في الوقت السابق لكن الارتفاع الذي حصل الآن هو، بسبب إجراءات أخرى لم يتخذها البنك المركزي لغاية الآن منها أن البنك أقر ألا ينحصر التعامل الخارجي بالدولار الأمريكي فقط لكن هذا الإجراء لم يتخذ لغاية الآن، وكذلك عدم ربط كل المصارف بالمنصة الإلكترونية وإيقاف العمل بها باستثناء سبعة مصارف فقط، وهي لا تستوعب عملية التبادل التجاري الخارجي التي تصل سنويا إلى نحو 50 مليار دولار، ولا أتوقع أن تستوعب تلك المصارف السبعة هذا الحجم من التبادل التجاري".

ويكمل، أن "أحد الأسباب الأخرى التي أدت إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار هو التقليل من ضخ الكاش من قبل البنك المركزي العراقي باستثناء هذا اليوم".

ويوضح، أن "الطلب على الدولار هذه الأيام غير طبيعي، ولا أتوقع أن يكون فتح نافذة صرف الدولار للمسافر في المطارات سبب في ارتفاع سعر صرف الدولار مع أن الآن هو موسم سفر".

ويسرد أن "العدد الكبير من مكاتب وشركات الصيرفة في العراق وكوردستان وعدم استطاعة البنك المركزي العراقي سد احتياجاتهم من الدولار الأمريكي حيث يوجد في العراق نحو 1200 شركة صيرفة، وفي كوردستان، نحو 2500 شركة لغايه الآن لم تتم عمليات دمج بعضها ببعض لتصل إلى نحو 400 شركة فعلية فكل هذه الشركات والمكاتب تحتاج إلى أكثر من 50 مليون دولار يوميا".

ويؤكد كوران أن "ارتفاع الدولار هذه المرة غير مرتبط بأزمة سياسية أو اقتصادية أو عوامل خارجية بل هو مرتبط بإجراءات البنك المركزي العراقي، ومن الممكن أن يسيطر البنك على هذا الارتفاع"، متوقعا أن يرتفع سعر صرف الدولار إلى أكثر من 150 ألف دينار لكل 100 دولار ومستبعداً في الوقت نفسه أن يصل إلى مديات مرتفعة كما حصل في الفترات الماضية".

ومنذ عيد الأضحى، ارتفعت أسعار صرف الدولار إلى أكثر من 152 ألف دينار في السوق الموازي والصارفات، بعد أن كان يحوم حول 145 ألف دينار لكل 100 دولار.

وعادت الأسعار للانخفاض خلال الأسبوع الماضي حيث يحوم الدولار ألان حول 149 ألف دينار لكل 100 دولار.

وفرض البنك المركزي آلية تمنع تسليم الدولار للمسافرين إلا في المطارات، الأمر الذي رفع الطلب على الدولار بالسوق الموازي بعد أن كانت التجارة غير المشروعة يتم تمويلها من خلال السوق الموازي عبر دولار المسافرين.