خاص/المدى
كشفت السلطات العراقية مؤخراً عن مقابر جماعية جديدة في محافظة الأنبار، تضم رفات مئات من الأبرياء الذين قضوا على أيدي تنظيم داعش الإرهابي.
وتأتي هذه الاكتشافات ضمن سلسلة من التحقيقات المستمرة لكشف الجرائم التي ارتكبها التنظيم خلال فترة سيطرته على المنطقة. وأكدت السلطات أن هذه المقابر الجماعية تحتوي على جثث رجال ونساء وأطفال، مما يعكس وحشية الممارسات التي انتهجها التنظيم في سعيه لفرض سيطرته.
وتعمل الجهات المعنية على تحديد هويات الضحايا وإجراء التحليلات الجنائية، في خطوة تهدف إلى تقديم العدالة لأسر الضحايا وتعزيز الذاكرة الجماعية حول تلك الفترة المظلمة من تاريخ العراق.
ويقول المختص في المجال الأمني، ياسين الجغيفي، خلال حديث لـ (المدى)، إن "اكتشاف المقابر الجماعية التي تسبب بها تنظيم داعش في محافظة الأنبار يتم عبر مجموعة من الإجراءات والتقنيات"، مشيراً إلى "اعتماد الجهات الأمنية على شهادات الشهود والناجين والمعلومات التي يتم الحصول عليها من الأهالي المحليين، التي تشير إلى وجود مقابر جماعية في مناطق معينة".
ويضيف، أن "فرق التحقيق تقوم بزيارة المناطق المشتبه فيها وجمع الأدلة الأولية، مثل بقايا الملابس والوثائق الشخصية والعظام".
ويوضح، أنه "يتم استخدام تقنيات التصوير الجوي، الطائرات من دون طيار، وتقنيات التصوير بالأقمار الصناعية للكشف عن التغيرات في التربة والبنية الأرضية التي قد تشير إلى وجود مقابر جماعية".
ويكمل، أنه "يتم حفر المواقع المشتبه فيها بواسطة فرق متخصصة في علم الآثار الجنائية، ويتم فحص الرفات البشرية باستخدام تقنيات تحليل الحمض النووي لتحديد هوية الضحايا".
ويشير الجغيفي، أنه "غالبًا ما يتم التعاون مع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان التي توفر الخبرات والموارد التقنية اللازمة لعملية الاكتشاف والتحليل".
ويؤكد المختص في المجال الأمني، أن "هذه الإجراءات مجتمعة تسهم في اكتشاف المقابر الجماعية وتوثيق الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش، مما يساعد في تحقيق العدالة للضحايا وأسرهم".
وكشف مصدر في مديرية صحة محافظة الانبار، اليوم الخميس، عن هوية أول مغدور قتل في مقبرة الصقلاوية الجماعية شمالي مدينة الفلوجة .
وقال المصدر، إن "لجنة من دائرة صحة الأنبار وبالتنسيق مع القوات الأمنية ومختصين قاموا بعملية انتشال 5 جثث في مقبرة جماعية تعود لمغدورين قتلوا على أيدي إرهابي داعش في منطقة ناحية الصقلاوية شمالي مدينة الفلوجة، وإرسال أجزاء من أجسادهم إلى دائرة الطب العدلي لأخذ عينات من الحمض النووي DNA للتعرف على هوية المغدورين".
وأردف، أن "اللجنة تعرفت على هوية جثمان الشهيد حسن عكاب العامري وظيفته معلم في مدرسة الصفاء في منطقة الزغاريد في ناحية الصقلاوية شمالي مدينة الفلوجة حيث اختفى العامري عن الانظار عام 2014 بعد دخول ارهابي داعش الى الناحية واحتلالها بشكل كامل ، مؤكدا ان" الجهات المعنية اخبرت ذوي الضحية باستلام جثته".
وخلال الفترة المحصورة بين حزيران 2014 وكانون الأول 2017 سيطر "تنظيم داعش"، على مساحات شاسعة في العراق كجزء مما يُسَمَّى بخالفته، وقاد التنظيم حملة واسعة من العنف وانتهاكات ممنهجة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وهي أعمال قد ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية للقانون، وربما الإبادة الجماعية وفقا الجنائي الدولي، ولقد اكتشف حتى الآن أكثر من 200 مقبرة جماعية.