علي حسين
انشغلنا في الأيام الماضية بأحوال وأخبار النواب الذين قرروا مقاطعة البرلمان ما لم يتم إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يعرف المواطن المغلوب على أمره : لماذا يصر بعض النواب الشيعة " حصراً " على إقرار مثل هذا القانون رغم أنهم يتحكمون في رقبة البلاد ورقاب العباد . وفي " هوجة " البرلمان ، مر علينا خبر مثير نشره النائب أمير المعموري في صفحته على موقع " الفيسبوك .. الخبر مع الوثيقة يثبت صرف وزارة المالية مليارات الدنانير "كمنح مالية" إلى الأحزاب السياسية.. حيث كتب المعموري يخاطب المواطن المسكين : "هل تعلم يصرف للأحزاب السياسية منح مالية من الموازنة، حيث تم صرف 18 مليار دينار، والصرف مستمر في موازنة 2024 بـ5 مليار دينار. "
في كل مناسبة يخرج علينا مسؤول سياسي كبير من الصوبين "الشيعي والسني" وهو يتغنى بمحاسن الدولة المدنية ، لكن ما أن يترك المايكروفون حتى تجده في الخفاء يخطط ويسعى لإقامة دولة دينية على مقاسه، تحفظ له السطوة والمال والامتيازات، وكان آخر هذه الخطط تغيير قانون الاحوال الشخصية
ورغم الاعتراضات والكتابات التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، يتخذ السياسيون شعار لا أرى.. لا أسمع، فهم يعتبرون هذا الشعب مجموعة من الأسرى لرغبات السياسيين.
وقبل أن يتهمني البعض بأنني أناصب العداء لساستنا " ولمشاريعهم في إصلاح أحوال الأمة، إسمحوا لي أن أسأل أيهما أهم قانون الاحوال الشخصية ، أم قانون للضمان الصحي والاجتماعي ؟، أم قوانين لتشغيل العاطلين، ورفع مستوى الخدمات؟.. الناس لا يعنيها أن يراقب أحد سلوكها وتصرفاتها، القوانين لا تعني شيئا إذا كانت حقوق جميع الناس منهوبة ومستلبة، فالقوانين تشرع من أجل خدمة المواطن، وبناء دولة المؤسسات.
هل نريد أن نتحول إلى دولة دينية؟ طبعاً من حق الأحزاب الإسلامية أن تنفذ مشروعها السياسي، لكن علينا أن لا ننسى أن كل هذه الأحزاب ظلت أيام الانتخابات، تصدع رؤوس المواطنين بالحقوق المدنية والديمقراطية.
ايها السادة الوطن ليس بحاجة إلى قوانين يختلف عليها العراقيون ، بقدر حاجته إلى قوانين تدافع الناس وتفضح السراق والمزورين .
وفي ظل التصريحات النارية حول قانون الأحوال الشخصية خرج علينا خطيب من محافظة البصرة وهو يصرخ ويندب ويطالب باقرار القانون ، ولم يكتف بذلك بل أخذ يسخر من الإمام ابو حنيفة دون مراعاة لمشاعر طيف من المجتمع العراقي ، فقد اكتشف الشيخ أن العراق لايمكن ان يسير بقانون " ابو حنوفي " هكذا وصف ابو حنيفة .. ويبدو أن الشيخ جاهل في قراءة التاريخ ولا يعرف أن "أبو حنيفة" مات سجيناً لأنه رفض محاصرة وقتل أحفاد "الإمام علي" ، وكان من أبرز المساندين لثورة زيد بن علي.