TOP

جريدة المدى > محليات > مع انتشار الذبائح.. "الحمى النزفية" تدق ناقوس الخطر مجدداً

مع انتشار الذبائح.. "الحمى النزفية" تدق ناقوس الخطر مجدداً

نشر في: 29 يوليو, 2024: 12:02 ص

 متابعة/ المدى

سجلت المحافظات العراقية 6 وفيات وعشرات الإصابات بمرض الحمى النزفية في الاونة الأخيرة من العام الجاري 2024، في مؤشر على خطورة المرض الذي سبق أن أكدت وزارة الصحة العراقية أنه يستوطن محافظات البلاد جميعها.
وبالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، تزور "الحمى النزفية" محافظات العراق وبالأخص الجنوبية منها كلما حلّ فصل الصيف، ليضيف عبئا وقلقا إلى جانب الحرارة الجنونية وتذبذب التيار الكهربائي وشح المياه، إذ أن هذا المرض الذي ينتقل من الحيوانات إلى البشر لا يمكن التغاضي عن أخطاره، خاصة بعد تسجيل عدد من الوفيات، وفي هذا العام تزامن مع شهر محرم الذي تكثر فيه الذبائح ضمن شعائر إحياء استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
ويعد مرض الحمى النزفية والذي يعرف باسم "حمى القرم-الكونغو" النزفية أيضا واحدا من مجموعة "حميات نزفية فايروسية" والتي تنتشر في مناطق شرق المتوسط، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وتثير الحمى النزفية الفايروسية "قلقا متزايدا حول العالم"، خاصة وأنها خلال العقدين الماضيين شهد 12 دولة في شرق المتوسط حدوث "فاشيات" متقطعة بانتشار "الحميات النزفية"، والتي قد تؤدي إلى حدوث "أوبئة" بمعدلات وفيات مرتفعة، خاصة إذا ما ترافقت مع عدم توفر اللقاحات أو غياب التشخيص المبكر.
ويحذر الخبراء من أن الفايروس قد ينتقل أيضا من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم، وتشمل الأعراض المبكرة الحمى، والتعب، أو الضعف، أو الشعور العام بالتوعك، والدوار، وآلام العضلات، أو العظام والمفاصل، والغثيان، والقيء، والإسهال.
أما الأعراض التي قد تصبح مهددة للحياة فتشمل نزيفا تحت الجلد، أو في الأعضاء الداخلية، أو من الفم، أو العينين، أو الأذنين، وخللا وظيفيا في الجهاز العصبي، مع الغيبوبة والهذيان، وأحيانا الفشل الكلوي والتنفسي والكبدي.
ومنذ مطلع العام 2022 بدأت المحافظات العراقية، ومنها على وجه الخصوص محافظة ذي قار (جنوبي البلاد) تسجل إصابات بالمرض، الذي ينتقل من المواشي إلى الإنسان، ويشكل خطراً على حياته، وبدأت نسب الإصابات تتراوح بين الزيادة والتراجع أحياناً، وقد بلغت بالمئات في عام 2023 وعشرات الوفيات، لكنها تراجعت ثم انحسرت بصورة شبه نهائية نهاية العام ذاته، قبل أن تعود إلى التزايد مجدداً العام الحالي.
فيما سجل العراق السبت الماضي وفاة أربعة أشخاص وإصابة 26 آخرين بالحمى النزفية في جنوبي البلاد، وسط جهود تذلها السلطات الصحية لمنع تفشي المرض وانتقاله من الحيوانات إلى البشر.
وأكد مدير المستشفى البيطري في محافظة ذي قار جنوبي العراق محمد عزيز في حديث تابعته (المدى)، أن الإصابات انتشرت في مناطق متفرقة وكان النصيب الأكبر لقضاء "الشطرة".
وقال عزيز، إن "إجراءاتنا كمستشفى بيطري تقوم بمحاصرة البؤرة بفرق موجودة متوزعة في مختلف أرجاء محافظة ذي قار بواقع 21 فرقة بيطرية"، مؤكدا أن "الفرق تقوم بمحاصرة تلك المناطق وورش الحظائر التي تأوي الحيوانات من أبقار وجاموس بمواد تعقيمية خاصة، وكذلك تغطيس الأغنام والماعز بنفس المواد".
وأوضح عزيز أن "هناك تبليغ للسلطات الإدارية بمحاصرة المنطقة المصابة ومنع دخول وخروج الحيوانات، وكذلك اللحوم، ونقوم كذلك بدور توعوي للمواطنين ومربي الحيوانات والجزارين بضرورة التعامل الصحي مع اللحوم، ومع الماشية لمنع انتقال الأمراض".
وفي 15 أيار/مايو الماضي أعلنت وزارة الزراعة العراقية، تسجيل 40 إصابة بالحمى النزفية منذ مطلع العام الحالي بالانتقال من الحيوانات، فيما تستمر فرق دائرة البيطرة بوزارة الزراعة بمعالجة البؤر منذ شهر.
وبعد تصاعد إصابات الحمى النزفية في البلاد إلى 133 حالة بينها 14 وفاة، تبنت وزارة الزراعة إجراءات صحية ووقائية عاجلة للحد من انتشار المرض، بالتزامن مع حلول شهر محرم الحرام.
وأفاد مدير عام دائرة البيطرة التابعة للوزارة الدكتور ثامر حبيب حمزة الخفاجي، ابأن الإجراءات تضمنت توجيه المستشفيات والمستوصفات بالتنسيق مع السلطة الإدارية بالمحافظات لا سيما العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، بضرورة إبلاغ أصحاب (الجوبات) عدم ذبحهم للماشية خارج المجازر الرسمية، نظراً لوجود ثلاث منها في محافظة كربلاء المقدسة اثنتان منها للدواجن وواحدة للمواشي.
وأضاف أن التوجيهات تضمنت متابعة الماشية المصاحبة للمواكب الحسينية، مع ضرورة رشِّها وتغطيسها بالمبيدات للقضاء على (القراد)، وعدم منح شهادة بيطرية لحركة الحيوانات أو ذبحها، إلا بعد مرور 14 يوماً من تاريخ رشِّها، منوهاً بأنه في حال عدم استيعاب المجازر لأعداد الماشية، فيجب تحديد مناطق للجزر بمتابعة المحافظين، مع استخدام المجازر المتنقلة، والتأكيد على رشِّ مناطق بيع الماشية بالمبيدات لحماية الزائرين من المرض.
وبشأن أعداد إصابات المرض في بغداد والمحافظات، أوضح الخفاجي أنها بلغت حتى الآن 133، بينها 14 وفاة، تصدرت محافظة ذي قار الأعداد برقم بلغ 31 حالة بينها أربع وفيات، فيما بلغت في بغداد، 19 حالة بينها وفاة واحدة، أما أقل المحافظات عدداً بالإصابات، أربيل وهي إصابتان بدون وفيات.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية بينت أن الفايروس ينتقل إلى البشر إما عن طريق "لدغات القرادات" بشكل مباشر، أو عن طريق لمس دم أو أنسجة حيوانات مصابة أثناء الذبح أو حتى بعده، ولهذا تظهر الإصابات بشكل كبير بين العاملين في تربية الماشية من مزارعين، وحتى أطباء بيطريين.
وفي حالة إصابة الإنسان بهذا الفايروس، فقد يصبح ناقلا للمرض، من خلال الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو سوائل الجسم، وقد ينتقل في المستشفيات نتيجة سوء تعقيم المعدات الطبية أو إعادة استخدام المستلزمات الطبية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

قلق في ذي قار من تصاعد جرائم الابتزاز الإلكتروني وانتحار الضحايا!

أهالي ذي قار: مياه الشرب بلون أخضر وذات رائحة كريهة

قائد حراك قضاء الصادق: نادم على الاجتماع مع الحكومة!

إحراق النفايات غير القانوني في بغداد مستمر.. رغم مؤشرات التلوث

هيئة استثمار ذي قار تسحب 97 رخصة لمشاريع متلكئة

مقالات ذات صلة

قاوم التفجيرات وقدم خمسة شهداء.. رحيل الحاج الخشالي صاحب مقهى الشابندر
محليات

قاوم التفجيرات وقدم خمسة شهداء.. رحيل الحاج الخشالي صاحب مقهى الشابندر

متابعة المدىتوفي أمس السبت، صاحب مقهى الشابندر التراثي محمد الخشالي، عن عمر ناهز 93 عاماً، إذ يعد واحداً من أقدم وأشهر مقاهي بغداد الثقافية.ويرابط “الحاج الخشالي” في المقهى بشكل يومي إذ يقول كثير من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram