اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

نشر في: 28 يوليو, 2024: 08:34 م

المدى/ متابعة
تواجه دول عديدة مخاطر تفجر اضطرابات اجتماعية واحتجاجات، بسبب الأزمة الغذائية التي ترتسم معالمها يوما بعد يوم، جراء تداعيات الحروب في العالم وتأثيراتها على صادرات المواد الغذائية الأساسية، إلى جانب التغيرات المناخية وخاصة التصحر والجفاف والأوضاع السياسية والأمنية الهشة.
وفي وقت تزيد فيه الدول من إنفاقها العسكري، وتضخ مبالغ هائلة على الأسلحة والميزانيات العسكرية، تتعالى أصوات وصرخات ضحايا الحروب نتيجة انعدام الأمن الغذائي الذي تفاقم خلال عام 2023 الماضي، لا سيما في قطاع غزة والسودان، بالإضافة إلى ظواهر مناخية وأزمات اقتصادية اجتاحت العالم، وذلك وفق التقرير السنوي لمنظمة الأغذية والزراعة "فاو".
العنف المسلح والصراع
وأشار برنامج الأغذية العالمي عبر حسابه على منصة إكس، أنه في عام 2024، ما يقرب من 70٪ من إجمالي من يعانون من الجوع والبالغ عددهم 309 مليون شخص يعيشون في مناطق متأثرة بالنزاعات.
وحذر التقرير من أن التداعيات الإقليمية الأوسع يمكن أن تؤدي إلى تفاقم احتياجات الأمن الغذائي في لبنان وسوريا، كما تم إدراج بوركينا فاسو وهايتي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا وزيمبابوي واليمن وملاوي وموزمبيق وميانمار ونيجيريا والصومال وسيراليون وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وإثيوبيا كدول معرضة للمجاعة.
وجاء في التقرير أن "العنف المسلح والصراع لا يزالان السببين الرئيسيين لانعدام الأمن الغذائي الحاد في العديد من بؤر الجوع الساخنة، كما أنه من المرجح أن يؤدي النزوح وتدمير النظم الغذائية وانخفاض إمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى تفاقم توافر الغذاء والوصول إليه".
وشدد البرنامج على أنه يجب العمل على تقديم المساعدات الغذائية وتوفير سبل العيش العاجلة للعائلات.
روسيا واوكرانيا
وكان توقف الشحنات من أوكرانيا، التي يطلق عليها اسم "سلة خبز العالم"، قد أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب في جميع أنحاء العالم، وفقا لمديرة برنامج الأمن الغذائي والمائي العالمي في مركز الإستراتيجية والدراسات الدولية، كيتلين ويلش.
فيما وقعت أوكرانيا وروسيا اتفاقيات منفصلة في أغسطس/ أب من العام 2022، وجرى بموجبها إعادة فتح ثلاثة من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، والتي تم إغلاقها لعدة أشهر بعد الغزو الروسي.
كما سهلت الاتفاقية حركة بعض المنتجات الروسية رغم العقوبات الغربية.
ويعد كلا البلدين من الموردين العالميين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس، وغيرها من المنتجات الغذائية ذات الأسعار المعقولة التي تعتمد عليها أفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء عدة من قارة آسيا.
وتعتبر أوكرانيا أيضا مُصدِّرًا ضخما للذرة، في حين تعد روسيا مُصدرا مهما للأسمدة التي تعتمد عليها الكثير من الدول الفقيرة في إنتاجها الزراعي.
وتوفر اتفاقيات مبادرة "حبوب البحر الأسود" ضمانات بأن السفن لن تتعرض للهجوم عند دخول الموانئ الأوكرانية ومغادرتها.
كما يتم فحص السفن من قبل المسؤولين الروس والأوكرانيين والأمم المتحدة والأتراك للتأكد من أنها تحمل الطعام فقط، وليس الأسلحة التي يمكن أن تساعد أي من الجانبين.
ومن المفترض أن يتم تمديد الاتفاق كل أربعة أشهر، وقد تم الترحيب بالاتفاقية باعتبارها منارة أمل وسط الحرب حيث جرى تجديدها ثلاث مرات.
سلة غذاء العالم الإسلامي
وكشف برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، أوضح أن الحرب في السودان أودت بحياة الآلاف، وأجبرت الملايين على ترك منازلهم، وأثارت اضطرابات اقتصادية في جميع أنحاء المنطقة، مما أدى إلى تفاقم أزمة الجوع.
وأوضح البرنامج الأممي - في تقرير صدر في نيسان الماضي، بجنيف بمناسبة مرور عام على النزاع في السودان - أن مساحات من الأراضي الزراعية تحولت إلى ساحات قتال في حين أصبحت المزارع والشركات مهجورة مع فرار السكان بحثا عن الأمان، لافتا إلى أن هناك نقصا كبيرا في السيولة النقدية بجميع أنحاء البلاد، كما أن القطع المتكررة لقنوات الاتصال تعيق الجهود المبذولة للحفاظ على استمرار التجارة.
وأشار البرنامج إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية في السودان بنسبة 73% عن العام الماضي وأعلى بنسبة 350% عن متوسط الخمس سنوات، وتفاقمت بسبب انخفاض قيمة العملة، كما أشار إلى أن الآثار المترتبة على ذلك تظهر في جنوب السودان وتشاد حيث يؤدي تعطل التجارة ونزوح أعداد كبيرة من السكان إلى استنزاف الموارد وتفاقم الجوع.
وحذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين من أن ملايين الأشخاص في السودان وجنوب السودان وتشاد مهددون بالمجاعة، وذلك بعد أن دمرت الحرب الزراعة والشركات والاقتصادات الوطنية تاركة ضحاياها جائعين ومفلسين، مشددة على على ضرورة أن يتوقف القتال الآن، وإلا فقد تصبح المنطقة قريبا أكبر أزمة جوع في العالم.
وذكرت المنظمة الدولية أن موسم العجاف في السودان على الأبواب، حيث بدأ مبكرا، ومن المتوقع أن يستمر لفترة أطول لأن الحرب حدت بشدة من موسم الحصاد الأخير، مبينة أن تقييما للمحاصيل أجرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) يظهر أن الإنتاج الوطني للحبوب يقل بنسبة 46% عن مستويات عام 2023، وأقل بنسبة 40% عن متوسط الخمس سنوات، حيث دمر الصراع مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق إجبار المزارعين على ترك أراضيهم في نفس الوقت الذي أصبحت الأسمدة والوقود غير ميسورة التكلفة بالنسبة للمزارعين الذين ما زالوا قادرين على رعاية حقولهم.
وحذرت المنظمة من أن السودان لن يتمكن من تمويل استيراد مخزونات غذائية كافية لتغطية النقص، مبينة أن أسعار الحبوب الأساسية قد تضاعفت في العام الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع أكثر بسبب ضعف الحصاد الأخير.
غزة
بينما حذر تقرير دولي من استمرار الأخطار العالية لحدوث مجاعة بأنحاء قطاع غزة في ظل استمرار الصراع والقيود المفروضة على الوصول الإنساني. وقال إن نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، متوقعا استمرار هذا الوضع حتى أيلول/سبتمبر 2024.
تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي يشارك في إعداده عدد من الوكالات الإنسانية، ذكر أن كل قطاع غزة يُصنف بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة (المرحلة الخامسة).
وأفاد التقرير بأن أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصا شديدا للغذاء والتضور جوعا واستنفاد القدرة على المواجهة.
تحقيق الأمن الغذائي
وصرح الرئيس المستقل لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، هانس هووغيفين، في وقت سابق من العام، بأن نفقات الحروب في 2024 تكفي لتحقيق الأمن الغذائي في العالم.
جاء ذلك في كلمة له ضمن اليوم الأول من جلسات الدورة الـ33 لمؤتمر الفاو الإقليمي لأفريقيا، الذي تستضيفه العاصمة المغربية الرباط، على مدار 3 أيام.
وقال هووغيفين إن الأموال التي أنفقت هذا العام على الحروب، كان يمكن استعمالها حلولا لتحقيق الأمن الغذائي في العالم، وليس في أفريقيا فقط.
وأضاف أن "علينا أن نبذل قصارى جهدنا لتوفير المساعدة الإنسانية لمن هم في أمسّ الحاجة لذلك".
وكشف تقرير فاو أن نحو 282 مليون شخص عانوا من انعدام الأمن الغذائي الحاد العام الماضي في 59 دولة حول العالم، ليسجل زيادة عالمية قدرها 24 مليون شخص قياسًا على ما كان عليه الوضع العالم الذي قبله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

المدى/ متابعةتواجه دول عديدة مخاطر تفجر اضطرابات اجتماعية واحتجاجات، بسبب الأزمة الغذائية التي ترتسم معالمها يوما بعد يوم، جراء تداعيات الحروب في العالم وتأثيراتها على صادرات المواد الغذائية الأساسية، إلى جانب التغيرات المناخية وخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram