الموصل / سيف الدين العبيدي
في الوقت الذي يعتقد الكثير من الموصليين ان زراعة النخيل في أرضهم صعبة جداً وانها لا تنجح، لأن معظم مناخ ام الربيعين يكون بارداً او معتدلاً، وحتى في الصيف تختلف بدرجة حرارتها عن جنوبي العراق وخاصة البصرة، والعديد من اهالي الموصل يحبون زراعة النخيل في بيوتهم ومزارعهم، لكن في ذات الوقت يتخوفون من الاخفاق بزراعتها او ليست لديهم المعرفة الكافية عنها والبعض من اشجار النخيل التي زرعت سواء في الطرقات العامة او بالحدائق الخاصة قد ماتت، وذلك بسبب عدم المعرفة بطريقة الادامة من ناحية التلقيح والسقي والتكريب والتسميد، لكن الخبير والمزارع البصراوي ابراهيم التميمي اثبت نجاح زراعتها في كافة مناطق العراق، فقد تمكن من زراعة ١٠ الالاف شجرة في نينوى، و٣ الالاف شجرة في دهوك .
التميمي ذو الـ ٥٦ من العمر جاء من البصرة الى ام الربيعين في عام ٢٠٠٦، واستقر فيها الى اليوم وتمكن خلال هذه السنوات من زراعة هذه الاعداد من الاشجار وبأنواع عديدة منها الخستاوي، البرحي، البريم، الخضراوي، العويدي، وأنشأ عدة مزارع خاصة للمواطنين. التميمي في حديثه لـ(المدى) اوضح انه كان مزارعاً في ضفاف شط العرب بقضاء ابي الخصيب، وبسبب حرب الثمانينيات تضررت مزارعهم وانتقلوا الى قضاء الزبير واقاموا مزارع هناك وما زالت موجودة لغاية الآن.
وعندما جاء للموصل بدأ في تقديم النصائح للناس عن كيفية تلقيح الشجرة والاعتناء بها، واخذ الامر معه يتسع واصبحت مهنته، وبالوقت الحالي يتلقى طلبات بشكل يومي من الاهالي لغرض التكريب او التسميد او التلقيح، وقد زرع قبل عامين ٥٠٠ نخلة في شوارع قضاء تلكيف بالتعاون مع بلديتها وقد اثمرت العام الماضي، وكذلك زرع في شوارع اقضية الحمدانية، بعاج، وناحية برطلة، ولفت الى ان مناطق غربي نينوى بدأت في زراعة النخيل النسيجي فيها، منها بناحيتي ربيعة والمحلبية.
ويقول التميمي ان النخيل من أفضل المشاريع الناجحة الاستثمارية، وان زراعتها في اي محافظة تحتاج لتلقيح وسقي وتسميد منتظم وسوف تنتج مثل نخيل البصرة، وليس مثلما يعتقدون البعض من الموصليين استحالة زراعتها على اراضيهم، لكن التميمي يقول ان ارض نينوى اغنى تربة موجودة في العراق ومليئة بالمعادن وملائمة للنخيل.
ويكمل قوله ان النخيل يجلبه من السماوة لأنها تمتلك نوعية ممتاز جداً، واسعارها تكون حسب الصنف والنوع وتبدأ من ١٥٠ ألف ولغاية ٧٥٠ ألف دينار، اما الفسائل فتكون اسعارها من ٢٥ ألف ولغاية ٢٥٠ ألف دينار.واشار الى ان خطوات الزراعة الناجحة هي تسميد النخلة كل ٦ أشهر لان التربة في نينوى غنية بالعناصر المغذية، مع التنظيف والتكريب والمعالجة الفطرية، وسقيها مرتين في الأسبوع بأوقات الصيف ومرة واحدة اسبوعياً في الشتاء
