اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > أقل من نصف نازحي سنجار عادوا لبيوتهم.. البنى التحتية المدمرة تمنع رجوع من غادر

أقل من نصف نازحي سنجار عادوا لبيوتهم.. البنى التحتية المدمرة تمنع رجوع من غادر

10 سنوات على حرب داعش ومعاناة الإيزيديين مستمرة

نشر في: 30 يوليو, 2024: 12:09 ص

 ترجمة/ حامد أحمد

كشف تقرير لوكالة "اسوشييتد برس الأميركية"، عن استمرار معاناة ايزيديين بعد مرور عشرة أعوام على اجتياح تنظيم داعش لمنطقتهم "سنجار"، فيما سلط الضوء عن البيوت المدمرة وغياب الخدمات والبنى التحتية الخربة وعدم توفر القدرة مالية لاعادة اعمار منازلهم، في وقت عاد إليها اقل من نصف النازحين البالغ عددهم 300 ألف شخص.

عندما عادت، ريهان إسماعيل، لبيت عائلتها في موطن تجمع طائفتها الايزيدية في سنجار، كانت متيقنة من انها ستبقى فيها الى الابد.
ووفق التقرير الذي ترجمته (المدى)، كانت مشتاقة لتلك اللحظة بعد سنوات طويلة من الأسر، إذ اختطفت عصابات "داعش" والدها وهي بسن المراهقة حينها، عندما اجتاحوا منطقة سنجار وقتلوا واسروا الآلاف من الايزيديين.
وبينما انتقلت من العراق الى سوريا كانت متعلقة بمنطقتها: "طفولة مليئة بالضحك ونسيج مجتمعي متقارب عائليا في حي ومنطقة هي بيتها، وبعد ان اقتادها الخاطفون الى تركيا، تمكنت في النهاية من الحصول على هاتف واتصلت بعائلتها ووضعوا خطة لانقاذها".إسماعيل، 24 عاماً، قالت للاسوشييتدبرس العام الماضي، بعد فترة وجيزة من عودتها لقريتها حردان في سنجار "كيف يمكنني أن أغادر مرة أخرى؟". ولكن الواقع تمثل لها بسرعة، البيت الذي تعيش فيه مع اخيها، ضابط شرطة، وزوجته وابنهم الصغير، هو واحد من بين بيوت قليلة بقيت شاخصة في القرية. وتوجد مدرسة عند جانب الطريق تأوي عوائل نازحة ليس لديهم مكان آخر يسكنون فيه، ابوها واختها الصغرى ما يزالون مفقودين. وفي مقبرة عند ضواحي القرية يرقد فيها هناك ثلاثة من اشقائها برفقة 13 آخرين من رجال واولاد من أهالي القرية قتلهم داعش حيث تم العثور عليهم في قبر جماعي.
وتمر إسماعيل بالمقبرة في كل مرة لها زيارة لقرية مجاورة، وتقول " انك تشعر وكأنك تعيش الموت الف مرة ما بين هنا وهناك"، أواصر عميقة ما تزال قائمة في مكان غيّر الإرهاب معالمه.
بعد عشر سنوات من هجوم داعش، يستمر افراد من الطائفة الايزيدية بالرجوع الى بيوتهم في سنجار، ولكن رغم العاطفة والمشاعر العميقة التي تربطهم بموطنهم ومنطقتهم واهميتها الدينية بالنسبة لهم، فإن الكثير منهم لا يرى فيها مستقبل، حيث لا تتوفر أموال لاعادة اعمار بيوت محطمة. والبنى التحتية ما تزال خربة في وقت أسست فصائل مسلحة عديدة موطئ قدم لها في المنطقة. لقد مرت سبعة أعوام منذ الحاق الهزيمة بداعش في العراق، ووفقا لإحصاءات منظمة الهجرة الدولية، اعتبارا من نيسان 2024 فإن 43% فقط من نازحي سنجار الذي يزيد عددهم على 300 ألف شخص قد عادوا الى منطقتهم. ويخشى البعض من ان المنطقة قد تفقد هويتها في حال عدم عودة اهاليها اليها.
هادي باباشيخ، شقيق الزعيم الروحي الايزيدي المتوفي ومدير إدارة الطائفة الذي تولى المنصب اثناء جرائم داعش، يقول "سنجار هي مركز استقطاب الايزيديين، بدون سنجار فان المذهب الايزيدي سيكون كما المصاب بالسرطان الذي يحتضر."
ويعلو من الأرض المنبسطة هناك جبل سنجار الذي لجأ اليه الايزيديون تاركين بيوتهم هربا من هجوم داعش، وعند مركز بلدة سنجار تجد هناك جنود يجلسون في استراحة امام محلات صغيرة في الشارع الرئيسي.
سوق مواشي ولحوم يجلب مشترين وبائعين قادمين من قرى مجاورة ومن مناطق ابعد، وتجد هنا وهناك ايضا طواقم عمال بناء يعملون وسط اكوام من طابوق قوالب اسمنتية.
ولكن في الأفق وما حول مركز البلدة تبدو معالم الدمار باقية في كل مكان، حيث بيوت منهارة محطمة ومحطات وقود مهجورة.
شبكات مياه ومنشآت صحية ومدارس وحتى اضرحة دينية ماتزال خربة لم يتم إعادة اعمارها، كل هذا قائم مع دعوات تلوح في الأفق لإغلاق المخيمات قريبا مما سيترك الايزيديين المتضررين في حيرة من امرهم من البقاء في المخيم او المغادرة. وكانت حكومة بغداد قد وجهت في وقت سابق من هذا العام بالسعي لغلق المخيمات بحلول 30 تموز وإعطاء مكافأة مالية بقدر 4 ملايين دينار للعوائل المغادرة.
خديدة مراد، يرفض مغادرة المخيم في دهوك حيث يدير مخزن صغير لبيع بيض ومواد غذائية ومنزلية. يقول ان مغادرته المخيم تعني فقدانه لمصدر عيش بالنسبة له، وان ما لديه من مال لا تسد تكاليف إعادة بناء بيته. ويقول انه في حال غلق مخيمات النزوح فانه سيبقى في المنطقة ويؤجر بيت صغير ويبحث عن عمل آخر.
ويقر مراد انه اذا ما بقي كثير من الايزيديين بعيدا عن سنجار، فإن مجاميع أخرى من غير الايزيديين قد يسكنون مناطقهم، ويقول انه هذا يحزنه ولكن ليس بيده حيلة.
ولكن أوامر اغلاق المخيمات وتخصيص مبالغ مالية قد شجعت آخرين للعودة الى مناطق سكناهم الاصلية.
في 24 حزيران التحقت عائلة، بركات خليل، بقافلة شاحنات مكدس فيهال افرشة واغطية ومواد منزلية وهي تغادر مخيم في مدينة دهوك الذي عاشوا فيه على مدى عقد من السنوات تقريبا. ويقيمون الان في بيت صغير مؤجر في بلدة سنجار، حيث قاموا بتصليح نوافذ البيت المكسورة وابوابه وتأثيثه على نحو تدريجي. حيث منزلهم القديم، في قرية مجاورة، تعرض للتدمير، وكان خليل قد قضى سبع سنوات وهو يبني بيته قبل ان يأتي داعش ويدمره.
يقول خليل "لقد سكنا فيه شهرين فقط ومن ثم جاءت عصابات داعش ونسفوه." ابنته، هيفاء بركات 25 عام تعمل صيدلانية في مستشفى محلي، تقول ان الحياة مختلفة كليا في منطقة سكناهم الجديدة ولا يعرفون احد فيها.
ورغم ان الحياة في سنجار مقبولة نسبيا الان، فانها تخشى الجانب الأمني، حيث ان تواجد مجاميع مسلحة مختلفة فيها يزيد من المخاوف الأمنية.
ولكن كثيرا من الذين رجعوا يقولون انهم يفكرون بالمغادرة مرة أخرى.
هادي شمو، الذي غادرت عائلته مخيم النزوح الشهر الماضي وعادوا الى سنجار، يقول: "في النهاية كان لا بد وان نعود الى سنجار، انها جزء من هويتنا، ولكن لو كانت لدي فرصة لكنت غادرت العراق منذ زمن طويل."
ريهان إسماعيل، التي كانت مرة تقضي ايامها وهي تحلم بالعودة الى سنجار، تريد الان مغادرتها.
تقول إسماعيل: "حتى لو ذهبت الى مكان آخر، فلا يمكنني نسيان منطقتي. ولكن على الأقل في كل يوم عندما تأتي وتذهب لن تضطر الى رؤية قريتك وهي مدمرة بهذا الشكل. لا يمكننا نسيان ما حدث، ولكن لا بد من إيجاد طريق لمواصلة الحياة."
وتعلق آمالها الان للالتحاق بوالدتها واقاربها الاخرين الذين استقروا في كندا.
عن: اسوشييتدبرس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

«الإطار» يئس من خلافات السُنة وسيدعو لجلسة اختيار رئيس البرلمان «دون اتفاق»
سياسية

«الإطار» يئس من خلافات السُنة وسيدعو لجلسة اختيار رئيس البرلمان «دون اتفاق»

بغداد/ تميم الحسنامام الإطار التنسيقي يومان فقط (من ضمنها اليوم)، ليحافظ على مهلة حسم قضية رئيس البرلمان التي طلب، التحالف الشيعي، أن تنتهي في تموز الحالي.ويفترض أن الإطار التنسيقي، اجتمع أمس، ليقرر بشكل نهائي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram