اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > قطارات العراق لم تعد تصل لبرلين.. دوامة «الإهمال» تعرقل تطورها وخطط حكومية لانتشال واقعها

قطارات العراق لم تعد تصل لبرلين.. دوامة «الإهمال» تعرقل تطورها وخطط حكومية لانتشال واقعها

نشر في: 31 يوليو, 2024: 12:08 ص

بغداد/ حيدر الحسني
تحت وطأة الحرب والتهميش، عانت السكك الحديدية العراقية من دمار هائل، تاركةً وراءها شبكة معطلة تعكس مأساة بلد بأكمله، فبين الأنقاض والوعود المتكررة، يظل السؤال مطروحاً: متى ستعود القطارات لسابق عهدها، حاملةً آمال العراقيين بتحقيق التنمية والرخاء؟».
ورغم مرور نحو سبع سنوات على انتهاء الحرب ضد داعش واسترجاع المدن المحررة، إلا أن القطارات التي تدخل تلك المناطق مازال أغلبها غائب عن الحضور بسبب انهيار أغلب البنى التحتية للسكك الحديدية جراء الألغام والعمليات العسكرية.
وبهذا الصدد، تبين وزارة النقل، واقع القطارات في العراق، وفيما اشارت الى عدد القطارات الموجودة، تطرقت الى طريق التنمية.
ويقول مدير اعلام الوزارة، ميثم الصافي، في حديث لـ(المدى)، إن «واقع القطارات في العراق لا يختلف عن باقي القطاعات حيث عانى قطاع المسافرين من عمليات الإرهاب والتخريب».
ويضيف، أن «قطاع المسافرين في العراق تحسن كثيرا بسبب خروج الكثير من العمليات العسكرية والإرهابية من سكك الحديد»، مستدركا بالقول: «كان لدينا في عام 2022 خط مسافرين واحد هو خط (بغداد - البصرة) برحلة واحدة يوميًا ثم قُلصت بسبب جائحة كورونا الى 3 رحلات أسبوعية».
ويشير الى، أن «اعداد الرحلات عبر القطارات ازدادت، حيث هناك رحلات عبر خط بغداد – البصرة، والمستمرة بشكل يومي ذهابًا وايابًا»، بالإضافة الى رحلات بصرة – كربلاء الأسبوعية، وكذلك وجود قطار يومي الى بغداد - فلوجة وبالعكس».
ويلفت الى «رحلات قطار بغداد – سامراء، والتي تجري بشكل اسبوعي»، مؤكداُ أن «حركة المسافرين تزداد كلما تتعافى خطوط السكك».
وبشأن اعداد القطارات المملوكة، يبين الصافي، أن «مجموع ما تمتلكهُ الشركة العامة لسكك الحديد (16) قطارا ذات تشكيلات ومناشئ متنوعة تعمل بها الشركة، منها 12 قطارا ذات منشئ صيني للسفرات اليومية والتنقلات في الزيارات المليونية والمناسبات الدينية، بالإضافة الى قطارين ذات منشأ تركي، وقطاران اخران ذات منشأ فرنسي قديم تم صيانتهُ وإعادة الى الخدمة».
«لدى الشركة خطط طموحة لجلب اعداد جديدة من قطارات المسافرين بالتعاون مع القطاع الخاص من خلال عقود التشغيل المُشترك»، ويؤكد ميثم: «نرتقب قطار النجف ـ كربلاء السريع حيث سيكون هنالك 24 تشكيلة قطار للمسافرين».
ويؤكد، أن «هنالك عروض كثيرة لاستيراد وحدات متحركة وقطارات حديثة تتناسب مع حجم الطلب على السفر بسكك الحديد»، موضحا: «لدى الشركة عقد تشغيل مشترك لتوريد (10) سيتات قطار تعمل بين بغداد وكربلاء».
وبشأن علاقة مشروع التنمية بواقع القطارات، يذكر الصافي، أن «مشروع التنمية الأهم والأكبر الذي سيكون جزء منهُ مخصص للمسافرين حيث ستتزود الشركة بقطارات ذات سرعة 300 كم/ ساعة وهذا ما يلبي طموح المواطن العراقي للحصول على رفاهية عالية في التنقل داخليًا وحتى دوليًا عبر قطارات حديثة بطاقة استيعابية تصل الى (13) مليون مسافر في السنة».
ولم تكن الحرب على داعش هي السبب الوحيد في تدهور شبكة السكك الحديدية العراقية، بل كانت حلقة في سلسلة طويلة من الإهمال والاستثمار الخاطئ، فمنذ عقود، عانت هذه الشبكة من التهميش والتخريب، مما أدى إلى تراجع دورها الحيوي في النقل والتنمية.
بدوره، دعا عضو لجنة النقل والاتصالات النيابية، زهير الفتلاوي، وزارة الداخلية لحماية عربات القطارات من الاعتداءات التي تطالها عند مرورها ببعض المناطق.
ويؤكد زهير في حديث لـ(المدى) على «ضرورة تعاون الشركة العامة للسكك العراقية مع وزارة الداخلية لغرض أن تكون هناك مفارز للشرطة أو عناصر حماية للقطار لمروره بتلك المناطق».
ويعتبر العراق من أوائل دول المنطقة التي استخدمت القطارات لنقل المسافرين والبضائع بين المحافظات، حيث يعود تاريخ إنشاء السكك الحديدية في العراق إلى بدايات القرن العشرين لكن هذا الحال لم يستمر بعد عام 2003.
الى ذلك، حدد الباحث بالشأن الاقتصادي، باسم انطوان، أسباب تراجع واقع القطارات في العراق، فيما وصف الاعتماد على السكك بالتخلص من الحوادث المرورية بـ»أعظم» إيراد للدولة.
ويذكر انطوان، في حديث لـ(المدى)، إن «موضوع القطارات في العراق حساس جداً، ومطروح منذ فترة طويلة، فعلى الرغم من كون العراق من أوائل الدول في منطقة الشرق الأوسط، والذين اهتموا بتقوية وتطوير السكك الحديدية، لكن مع مرور الزمن وبظل الحروب التي عاشها البلد، وعدم الاستقرار، تأخر النقل السككي والذي يعتبر من الخطوط الجيدة».
«العراق كان يملك عند بداية الحرب العالمية الأولى، خط بغداد - برلين، وكذلك أرسلت الحكومة العراقية بعشرينات القرن الماضي، مهندسين للتدريب في أمريكا واوروبا على سكك الحديد متناغمة مع حاجة البلد»، بحسب أنطوان.
وبشأن عوامل تأخر واقع القطارات في العراق، يوضح انطوان، ان «ثقافة السكك الحديدية لم تتطور بعد نهاية النظام السابق، بالإضافة الى التخريب والبناء المجاور لخطوط السكك وسرقة المحطات جميعها عوامل أدت لتأخر العراق قياسا بالدول الاخرى».
ويتابع حديثه، قائلا: «من المفترض أن يرتبط البلد بسكك حديدية تسهل النقل بكل دول الجوار بدءا من الأردن والكويت وإيران والسعودية، بالإضافة الى سوريا»، مؤكداً أن «إعادة تنشيط هذا القطاع سيوفر إيرادات جيدة للدولة، ويوفر خدمة للمواطنين لاسيما في فترة الزيارات للعتبات المقدسة في كربلاء والنجف الاشرف، والتي تشهد زيارة قرابة 50 مليون مواطن سنويا».
وحول الدور الحكومي بتطوير واقع القطارات، يشير الباحث بالشأن الاقتصادي الى، أن «المنهاج الوزاري الذي طرحه السوداني، يتضمن حقلا خاصا بتطوير واقع القطارات في العراق، الا ان المشكلة تتمثل بان ما يكتب غير ما ينفذ».
ويذكر انطوان، أن «العراق يسجل يوميا المئات من حوادث السير التي تسبب بوفاة الالاف من المواطنين، وبالتالي التخلص من هذه الحوادث بالاعتماد على سكك الجديد يمثل أعظم ايراد للدولة، بالإضافة الى السرعة بالنقل وتوفير الراحة، والتسهيلات الكبيرة والمبيت، بالإضافة الى قلة الكلفة».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

مقالات ذات صلة

«الإطار» يتجاهل أزمة بديل الحلبوسي ويدعو البرلمان لتعديل «الأحوال الشخصية»
سياسية

«الإطار» يتجاهل أزمة بديل الحلبوسي ويدعو البرلمان لتعديل «الأحوال الشخصية»

بغداد/ تميم الحسنفي تطور لافت لقضية تعديل قانون الأحوال الشخصية، دعا الإطار التنسيقي البرلمان للمضي في تشريع القانون الذي أثار موجة من الانتقادات.واختار التحالف الشيعي إثارة القانون في وقت حساس للغاية، حيث تتعقد أزمة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram