المدى
أخرج المنتج والمخرج محمد الغضبان "فيلم غير معلن" (٢٠٢١) الذي شارك في المهرجان الأوروبي للسينما المستقلة في فرنسا، ومهرجان عمان السينمائي في الأردن، ومهرجان دهوك السينمائي في العراق، وحاز على جائزة لجنة التحكيم من مهرجان مومباي السينمائي في الهند، وفي عام ٢٠٢٢، كما أخرج فيلم "الأرض تبكي والمياه دموع" الذي شارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في السعودية، وحالياً يعمل على فيلم "تكسي بغداد" (٢٠٢٤) الذي هو مشروع قيد الإنجاز. أضافة الى انه أسهم في إنتاج الكثير من الأعمال السينمائية، في شركة رولة التي يديرها
يقول الغضبان": كل فيلم من هذه الأفلام يمثل خطوة في مسيرتي الفنية، ويعكس التزامي بالجودة الابتكار، ويجسد رؤيتي لسينما تتجاوز الحدود التقليدية، إيماني بأن السينما هي لغة عالمية يمكنها جمع الناس من مختلف الثقافات يدفعني لتقديم أعمال ذات عمق وتأثير، التقدير الذي حصلت عليه في مهرجانات سينمائية دولية يعزز مكانتي كصانع سينما واعد، ويفتح لي الأبواب لتعاونات جديدة وفرص للتعلم من أفضل الخبراء في هذا المجال."
برأيك هل تفيد السينما العراقية من التجارب العالمية، وخصوصا من البلدان الأسيوية وحتى الافريقية؟
هناك تجارب عالمية ناجحة مثل كوريا الجنوبية تقدم لنا دروساً قيمة، فقد نجحت كوريا الجنوبية في تحويل نفسها إلى مركز عالمي للصناعات الإبداعية بفضل السياسات الحكومية الداعمة والاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية والتعليم والتدريب، برامج مثل K-pop والمسلسلات التلفزيونية مثل "Squid Game" وفيلم "Parasite" الذي فاز بجائزة الأوسكار، كلها أمثلة على كيفية تسخير الثقافة والإبداع لتحقيق نجاح اقتصادي واسع النطاق، اذ هذه الاستراتيجية، التي تجمع بين الهوية الوطنية والابتكار، يمكن أن تكون نموذجاً يُحتذى به للعراق لتعزيز صناعته الإبداعية، إضافة إلى ذلك، ان دعم الأنشطة والجهود التي تهدف إلى ترويج مشاريع الصناعة الإبداعية كصناعة تصديرية رائدة يمكن أن يعزز من مكانة العراق على الخريطة الثقافية العالمية، اذ ان إقامة المهرجانات والمؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية تساهم في جذب الاهتمام الدولي إلى الإبداع العراقي وتعزيز التبادل الثقافي، حيث ان تجربة مدينة برلين في ألمانيا تعد نموذجاً آخر، حيث نجحت في أن تصبح مركزاً عالمياً للفنون والإبداع بفضل الاستراتيجيات الحكومية الداعمة والمبادرات المجتمعية المتنوعة، كذلك تجربة المملكة المتحدة في تعزيز الصناعات الإبداعية تعد أيضاً إنموذجاً ملهماً، من خلال إنشاء وزارة للثقافة والإعلام والرياضة، وتقديم دعم مالي كبير للمشاريع الثقافية والفنية، نجحت بريطانيا في أن تصبح واحدة من أبرز الدول في تصدير الثقافة والفنون على مستوى العالم.
وما الذي تحتاجه الصناعة الإبداعية في العراق؟
الصناعة الإبداعية في العراق بحاجة إلى تحول شامل يتضمن تحسين السياسات، تطوير البنية التحتية، وتعزيز التعاون الدولي، هذه الجهود المتكاملة يمكن أن تساهم في تحقيق نهضة إبداعية وتعزيز مكانة العراق على الساحة العالمية، مما يساهم في التنمية المستدامة للبلاد، إن مثل هذه التحولات تتطلب رؤية شاملة وتعاوناً بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى الالتزام بتطوير الكفاءات المحلية وتحفيز الإبداع والابتكار في جميع مجالات الاقتصاد الإبداعي، لكي تتحقق هذه الرؤية، يجب أن يكون هناك التزام قوي من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة، القطاع الخاص، والمجتمع المدني، يمكن لهذه الجهود المشتركة أن تخلق بيئة داعمة تزدهر فيها الصناعات الإبداعية وتؤدي إلى تعزيز الاقتصاد الثقافي للعراق.
كانت قد وجهت اليك في مهرجان كان الأخير دعوة بوصفك صانع أفلام واعد، ما أهمية هذه الدعوة؟
الدعوة إلى مهرجان كان تساهم في ترويج السينما العراقية وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية، هذا التواجد الدولي يعكس للعالم الثقافة العراقية الغنية والتجارب الإنسانية العميقة التي يعيشها المجتمع العراقي، من خلال مشاريعنا بطرق إبداعية ومؤثرة، نتمكن من بناء جسور تواصل ثقافي مع الشعوب الأخرى، وتعزيز الفهم والتعاون الدولي، هذه الفرص تتيح لنا أن نكون جزءاً من الحوار العالمي حول السينما والفن، وأن نسهم في تحقيق نهضة سينمائية تتجاوز الحدود التقليدية، بشكل عام، المشاركة في مهرجان كان تعتبر خطوة هامة نحو تطوير صناعة السينما، سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي، إنها تسهم في بناء جيل جديد من صناع السينما الذين يمتلكون القدرة على الإبداع والابتكار، والمساهمة في إثراء المشهد السينمائي العالمي بأعمال تعكس تجاربهم الفريدة ورؤاهم العميقة.
ما الذي سيتجلى عن هذا التعاون؟
تمت مناقشة تفاهمات أولية بشأن شراكات إنتاجية لمشاريعي السينمائية العراقية، إن وجود منتجين مشاركين دوليين لا يساهم فقط في تعزيز الجودة الإنتاجية، بل يفتح أيضاً آفاقاً جديدة للتعاون وتبادل الخبرات، مما يعزز من الابتكار والإبداع في المشهد السينمائي العراقي، هذه الشراكات تعد بمثابة جسر يربط بين الثقافات المختلفة، ويتيح لنا الاستفادة من أفضل ما تقدمه صناعة السينما العالمية، اذ ان هذه الزيارة لمهرجان كان لم تكن مجرد فرصة لعرض الأعمال السينمائية فحسب، بل هي خطوة استراتيجية تهدف إلى تحقيق تحول نوعي في صناعة السينما العراقية، إنها رؤية مستقبلية تسعى إلى بناء شبكة علاقات دولية قوية، مما يعزز من قدراتنا الإنتاجية ويفتح لنا أبواباً جديدة للإبداع والتعاون، كما ان هذه المشاركة في مهرجان كان السينمائي هي أكثر من مجرد حدث، اذ إنها استثمار في مستقبل صناعة السينما العراقية، وفتح آفاق جديدة للإبداع والتعاون الدولي، مما يضمن تأثيراً طويل الأمد على المشهد السينمائي في العراق ويعزز من مكانته كمحور جذب سينمائي عالمي.
المنتج محمد الغضبان: الصناعة الإبداعية في العراق بحاجة إلى تحول شامل
نشر في: 1 أغسطس, 2024: 12:03 ص