بغداد / حيدر مشرف
أثار مقترح أمانة بغداد ضجة واسعة بين أوساط العراقيين، بعد ان اعتزمت نقل أسواق الجملة المنتشرة داخل بغداد ونقلها إلى أطراف العاصمة.
وجاء هذا المقترح بعد حملة واسعة تشهدها العاصمة بغداد، لفك الاختناقات المرورية التي أصبحت روتينا يعيشه سكان بغداد، إلا ان هذا المقترح شهد ردود فعل مختلفة بين مؤيد ورافض للقرار، بسبب حساسية هذه الأسواق التي تعد مصدر دخل للكثير من التجار وأصحاب الدخل المحدود.
وتمتلك بغداد العديد من أسواق الجملة أهمها، سوق الشورجة الذي يعد من أقدم أسواق الجملة في العراق والمنطقة، إذ يعود تاريخ إنشائه إلى عصر الدولة العباسية، ويشتهر ببيع التوابل، وغيرها الكثير من الحاجات، إذ يتفرع السوق إلى 19 فرعا كل منها يتخصص ببيع أنواع مختلفة من المستلزمات. يقع بجانب الرصافة، ويمتد موقعه من شارع الكفاح والجهورية ولغاية جامع مرجان في شارع الرشيد.
ويقول المتحدث باسم أمانة بغداد محمد الربيعي،إن "الأمانة تدرس المقترح ليتسنى لأصحاب السيارات الحمل من تفريغ بضائعهم عند أطراف العاصمة ويتجنبون دخولها".
إذ تعاني بغداد من الاختناقات المرورية و(الازدحامات) بسبب الاكتظاظ السكاني الفائق، وانتشار المؤسسات الحكومية والأسواق وسط العاصمة دون أي عمليات تخطيط عمراني والتوسع بعيدا عن المركز.
من جهته، يقول المختص في الشأن الاقتصادي، محمد الكبيسي لـ (المدى) إن " نقل سوق الشورجة إلى أطراف العاصمة بغداد يمكن أن يحمل كثير من الإيجابيات الاقتصادية والاجتماعية"، مبينا ان "هذه العملية تقلل من الازدحام المروري، إذ ان وجود سوق الشورجة في وسط العاصمة يسهم إلى حد بعيد في ازدحام الطرق، ويمكن لنقل السوق إلى الأطراف أن يخفف من هذه المشكلة".
واضاف، أن "الموقع الجديد قد يجذب استثمارات جديدة سواء من التجار المحليين أو المستثمرين الأجانب، مما يعزز الاقتصاد المحلي" مبينا أن "إخلاء وسط العاصمة من سوق كبير يمكن أن يفتح المجال لمشاريع تنموية جديدة في تلك المنطقة، مثل المساحات الخضراء أو المشاريع السكنية الحديثة".
وأشار الى، أن "مثل تلك المشاريع تخفف من معدلات التلوث، وان تقليل الازدحام المروري يمكن أن يسهم في تقليل التلوث البيئي في وسط العاصمة، مما يحسن جودة الحياة للسكان".
ويعبر المختص في الشأن الاقتصادي، ياسر الفهد عن قلقه حول عملية نقل سوق الشورجة إلى أطراف العاصمة، باعتبارها خطوة مثيرة للجدل إذ يقول لـ(المدى)، إن "هذه العملية تؤثر في الاقتصاد المحلي، إذ تعد الشورجة مركزا تجاريا رئيسيا، ونقل السوق قد يؤثر في الحركة الاقتصادية في وسط المدينة، ويقلل من النشاط التجاري".
وأضاف، أن "الانتقال إلى موقع جديد سيكلف التجار تكاليف إضافية، تتعلق بنقل البضائع وتعديل مواقع محلاتهم" مضيفا ان "البنية التحتية قد لا تكون جاهزة لاستيعاب نفس مستوى النشاط التجاري، مما قد يسبب مشكلات لوجستية".
ولفت الفهد الى، ان "غالبية العمال يعتمدون على وسائل النقل العام، وقد يجدون صعوبة في الوصول إلى أماكن عملهم الجديدة، مما قد يؤثر في فرص العمل في المكان الجديد"، لافتا الى أن "الشورجة ليست مجرد سوق بل هي جزء من التراث الثقافي لبغداد، ونقلها قد يؤثر في الهوية الثقافية للمدينة".
وفي السياق نفسه، يقول أحد تجار سوق الشورجه، نافع الأسدي في حديث لـ (المدى) إن "أصحاب المحال هنا يعرفون من مواقعهم ومثل هذا القرار يسبب شللا لنا وتوقف لتجارتنا، فعند انتقالنا وذهابنا إلى أطراف بغداد لن يجدنا عملاؤنا".
وقال: "لن اتزحزح من مكاني هذا، إذ توارثته من أبي بعد موته"، مضيفاً أن "خطة نقل سوق الشورجة بمكانة ورقة ضغط على تجار بغداد، إذ هناك متنفذين يتحكمون في واقع المعيشة في العراق ولا سيما بغداد، وان وافقت الحكومة على هذه المقترحات سيخرج جميع أصحاب المحال وأصحاب الدخل المحدود من الذين يعيشون على هذا السوق في مظاهرات لمنعهم من تنفيذها".
سوق الشورجة "خارج نطاق" العاصمة.. مقترح الأمانة يلاقي جدلاً واسعاً
نشر في: 1 أغسطس, 2024: 12:01 ص