متابعة / المدى

في شهر يوليو، شهدت القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العالمية الرائدة انخفاضًا كبيرًا. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الأرباح الفصلية المخيبة للآمال والمخاوف المتعلقة بالتقييمات المرتفعة لهذه الشركات، مما دفع المستثمرين إلى إعادة النظر في مراكزهم في قطاع الذكاء الاصطناعي (AI).

في وقت سابق من العام، تلقى قطاع التكنولوجيا دفعة قوية من تفاؤل المستثمرين بشأن إمكانية أن تؤدي التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي إلى نمو الأرباح. ومع ذلك، رسم واقع التقارير المالية للربع الثاني من العام صورة مختلفة.

فقد أعلنت شركة Microsoft، المُدرجة في بورصة ناسداك (NASDAQ:MSFT)، عن إيرادات لم تُلبي توقعات المحللين، في حين شهدت شركة Tesla (NASDAQ:TSLA)، وهي شركة Tesla، تقلص هوامش أرباحها إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من خمس سنوات.

وبحلول نهاية شهر يوليو، انخفضت القيمة السوقية لشركة Microsoft بنسبة 6% تقريبًا لتصل إلى 3.1 تريليون دولار، وشهدت شركة Alphabet انخفاضًا مماثلًا بنسبة 6% لتصل إلى 2.1 تريليون دولار، وفقًا لبيانات من LSEG.

لم تكن صناعة أشباه الموصلات في مأمن من الانكماش، حيث شهدت شركة Nvidia، التي يتم تداولها باسم (NASDAQ:NVDA)، انخفاضًا في قيمتها السوقية بنسبة 5.2% إلى 2.8 تريليون دولار. كما شهد شريكها الإنتاجي التايواني TSMC، أكبر مسبك رقائق إلكترونية خارجي على مستوى العالم، انخفاضًا بنسبة 4.3% في القيمة السوقية إلى 737.8 مليار دولار.

في المقابل، شهدت شركة Apple، (NASDAQ:AAPL)، ارتفاعًا في قيمتها السوقية بنسبة 5.4% لتصل إلى 3.4 تريليون دولار في نهاية شهر يوليو. كانت هذه الزيادة مدفوعة بحماس المستثمرين لمبادرتها الجديدة للذكاء الاصطناعي، Apple Intelligence، والتي من المتوقع أن تعزز المبيعات وتحفز ترقيات الأجهزة.

في يوم الأربعاء، ارتفعت القيمة السوقية لشركة Nvidia بنحو 330 مليار دولار في مكسب قياسي في يوم واحد لأي شركة في وول ستريت. وجاء هذا الارتفاع بعد أن أعادت شركة مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) وشركة Advanced Micro Devices، (NASDAQ:AMD)، الاهتمام بسوق الذكاء الاصطناعي.

أما خارج قطاع التكنولوجيا، فقد شهدت شركة Eli Lilly للأدوية (NYSE:LLY) انخفاضًا في قيمتها السوقية بنسبة 11.2% لتصل إلى 764.3 مليار دولار. ويُعزى هذا الانخفاض إلى المخاوف من احتمال أن تتفوق عليها حبة دواء تجريبية جديدة من شركة روش المنافسة.

على الرغم من تعرضها لنتائج أضعف، ارتفعت القيمة السوقية لشركة Tesla بنسبة 17.2% لتصل إلى 740.1 مليار دولار، مدفوعة بالتوقعات الإيجابية بشأن نموها المستقبلي. سلط مورغان ستانلي الضوء على شركة تسلا (NASDAQ:TSLA) باعتبارها شركة صناعة السيارات الأكثر قيمة في صناعة السيارات في الولايات المتحدة، متجاوزةً بذلك شركة فورد (NYSE:F)، وأشار إلى أن قسم الطاقة في تسلا قد يصبح في نهاية المطاف أكثر قيمة من قطاع السيارات.

في أعقاب التقلبات الأخيرة في القيمة السوقية بين عمالقة التكنولوجيا، كانت شركة Microsoft (NASDAQ:MSFT) نقطة محورية للمستثمرين. على الرغم من التحديات التي يواجهها قطاع الذكاء الاصطناعي الأوسع نطاقًا، لا تزال مايكروسوفت لاعبًا رئيسيًا، مع سجل حافل في زيادة أرباحها لمدة 18 عامًا متتالية، كما أوضح أحد نصائح InvestingPro. قد يوفر هذا الأداء الثابت في إعادة القيمة للمساهمين بعض الطمأنينة وسط تقلبات السوق. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن الشركة حافظت على توزيعات الأرباح الموزعة لمدة 22 عامًا على نحو مثير للإعجاب، مما يؤكد استقرارها المالي والتزامها تجاه المساهمين.

من من منظور التقييم، تبلغ نسبة السعر إلى الأرباح الحالية لشركة Microsoft 35.49، مما يعكس تسعيرًا متميزًا لأرباحها. قد يكون هذا المضاعف المرتفع للأرباح مؤشرًا على ثقة السوق في نمو مايكروسوفت المستقبلي، على الرغم من المراجعات الأخيرة للمحللين التي عدلت توقعات الأرباح بالخفض للفترة القادمة. بالإضافة إلى ذلك، بلغت نسبة نمو إيرادات الشركة على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية 15.67%، مما يدل على زيادة قوية قد تشير إلى قوة الأعمال الأساسية في بيئة اقتصادية صعبة.