ترجمة عدنان علي
مع رفض الصين، الصديقة الدائمة لباكستان ، طلب الأخيرة إعادة جدولة شروط قروض قطاع الطاقة في الممر الاقتصادي الصيني – الباكستاني أو خفض أسعار الفائدة عليها وتزايد عبء الديون على بكين ، بدأت أجراس الإنذار تدق في اسلام آباد. ان ضغط عبء الديون الصينية على باكستان كبير لدرجة انه حتى نهاية الأسبوع الماضي كان وزيران باكستانيان رئيسيان يخيمان في بكين لمناقشة طلب اسلام آباد التي تعاني من ضائقة مالية لاعادة جدولة الديون المستحقة على الصين المرتبطة بالممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.
وفقا لتقرير في عرب نيوز نقلا عن بيان وزير المالية الباكستاني في مؤتمر صحفي، تخطط باكستان العاجزة الان لتعيين مستشار محلي في بكين لمعالجة إعادة تحديد الائتمان الصيني لقطاع الطاقة على أساس كل مشروع على حدة. وقد لاحظ مساعد وزير الخارجية الأميركي لجنوب ووسط آسيا ، دونالدو لو ، ان أيام الاستثمارات الصينية في باكستان قد انتهت ، حيث استثمرت الصين بالفعل الكثير من الأموال في باكستان في اطار مشروع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان ، وهو المشروع الرائد في مبادرة الحزام والطريق ، وبكين قلقة من انها لن تستعيد الأموال.
وكما يقول المحللون ، فان رئيس وزراء باكستان ، شهباز شريف ، قد زار الصين في حزيران الماضي وفق ثلاثة سيناريوهات متوقعة. أولا كان يهدف الى تأمين تجديد سداد القروض الصينية . والثاني هو التفاوض على مشاريع جديدة في إطار الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان. والثالث هو ضمان سلامة وامن القيادة الصينية للعمال الصينيين المشاركين في مشاريع في باكستان. وقد أصبح هذا الضمان ضروريا في ضوء الزيادة المقلقة في الهجمات المستهدفة لمهندسين صينيين مشاركين في مشاريع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان.
وقد أشارت الصين إلى إحجامها عن مناقشة هذه القضية وخلافها مع باكستان بشأن المحادثات المتعلقة بقروض الطاقة. إن هذه التنازلات من الصين ضرورية لإسلام آباد لتخفيف ضغوط ميزان المدفوعات على باكستان، وخفض تكاليف الطاقة، وكذلك تأمين موافقة صندوق النقد الدولي على حزمة إنقاذ بقيمة 7 مليارات دولار. ونقلت الصحف الباكستانية عن وثائق وزارة الطاقة الباكستانية ان الديون المستحقة لمشاريع الطاقة في الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان في حزيران 2024 كانت 401 مليار روبية باكستانية، بزيادة قدرها 122 مليار روبية باكستانية مقارنة بالعام السابق.
ووفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة أوبزرفر للأبحاث، من بين 21 مشروعًا مقترحًا للطاقة، تم إكمال 14 مشروعًا فقط، واثنان قيد الإنشاء وخمسة لم تبدأ بعد. ومن بين 24 مشروعًا مقترحًا متعلقًا بالنقل والطرق والسكك الحديدية، تم إكمال ستة فقط ولم يحدث أي تقدم في 13 منها. ولم تحرز سوى أربع مناطق اقتصادية خاصة من المناطق التسع المقترحة أي تقدم ولا يوجد أي منها يعمل بكامل طاقته.
كما تقف الديون غير المسددة في انتهاك لاتفاقية إطار عمل الطاقة لممر الصين الاقتصادي لعام 2015 في طريق المزيد من المساعدات المالية والعلاقات التجارية بين الصين وباكستان، وفقا للصحف الباكستانية التي تقول ان باكستان انتهكت اتفاقية ممر الصين الاقتصادي من خلال عدم سداد المدفوعات في الوقت المناسب للطاقة المشتراة من المحطات الصينية، مما جعل مؤسسة التأمين على الصادرات والائتمان الصينية مترددة في تمويل محطات حرارية وكهرومائية جديدة.
كما حمل مساعد وزير الخارجية الأميركي ، دونالد لو ، الصين مسؤولية فشل مشاريع ممر الصين الاقتصادي في تحقيق أهدافها ، والاستياء العام في باكستان ضد المشاريع الصينية والهجمات المتكررة على العمال والمهندسين الصينيين المشاركين في مشاريع باكستان. وقال " اود ان ازعم ان الخطة الصينية هي في إقامة قاعدة عسكرية في كل بلد وان كل مشروع للبنية التحتية يتم تنفيذه بقروض صينية ذات فائدة عالية واجور متدنية للعمال الصينيين."