الموصل/ سيف الدين العبيدي
تعاني محافظة نينوى من نقص حاد في عدد المستشفيات مقارنةً بالحاجة الفعلية، مما يضع عبئاً كبيراً على المرافق الصحية الحالية، ويؤثر سلباً في جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص أعداد الأطباء والمختصين الطبيين يفاقم من هذه المشكلة، حيث لا يتوفر عدد كافٍ من الأطباء لتلبية احتياجات المرضى ومواجهة الأمراض والأزمات الصحية.
وتضاف إلى هذه المشكلات أزمة مالية تتعلق بتراكم الديون على قطاع الصحة في نينوى، مما يحد من قدرة هذا القطاع على تقديم الخدمات الصحية بكفاءة وفعالية.
ويقول مدير صحة نينوى، دلشاد علي، خلال حديث لـ (المدى)، إن "هناك نقلة في القطاع الصحي خلال مطلع عام 2025 في افتتاح عدة مستشفيات جديدة وتحسين البنى التحتية للمؤسسات التي تعمل وإجراء عمليات جراحية متعددة" مؤكداً أن "ديون المتراكمة على دائرة صحة نينوى هي أبرز معوقات عملنا".
ويردف، أن "دائرة صحة نينوى منهكة بالديون، ولديها دين بـ 8 مليارات في عام 2014 لاستحقاقات الشركات، 12 ملياراً في 2022، 11 ملياراً في 2023، وكذلك 71 مليارا استحقاقات الموظفين، وفي انتظار وزارة المالية بصرفها، مع 47 مليارا استحقاقات علاوات وترفيعات منذ عام 2017، مع عدم تسلّم أي موازنة لغاية الآن في عام 2024".
ويوضح، أن "مشاريع البنى التحتية للصحة هي من مسؤولية الوزارة والمحافظة والمنظمات، وليست من قبل دائرة الصحة، التي بدورها تتسلم المشروع بعد إكماله" مبيناً أن "هناك سوء توزيع في الموارد والكوادر ونقص في المستلزمات الطبية".
وفيما يتعلق بالنجاحات الطبية، يشير مدير صحة نينوى، إلى أن "هناك عمليات نوعية في تبديل المفصل ستكون مجاناً، وكذلك تبديل فقرات الجملة العصبية، وعمليات زراعة قرنية العين قد بدأت" موضحاً أن "عمليات القسطرة قد تحسنت، لكن نينوى تحتاج إلى 4 مراكز قسطرة تشخيصية وعلاجية".
ويكمل، أنه " أُعِيد العمل بعمليات جراحة القلب وتبديل مفاصل الحوض، ومفصل الورك والركبة"، لافتاً إلى أن "القسطرة العلاجية سوف تفعل قريباً في مستشفى ابن سينا، مع العمل بالنظام الإلكتروني كلّياً قريباً في مستشفى البتول وابن الاثير، وأنهما يعملان على نحو جيدة جداً بالوقت الحالي".
ويتابع دلشاد، أنه "من المعيب لا يوجد عمليات زراعة الكلى وتبديل المفصل في ثاني أكبر مدن العراق"، مشيراً إلى "سوف تُجْرَى عمليات بهذا الخصوص قريباً، وستكون في المراكز البحثية بداخل جامعة الموصل، وان عمليات زراعة الكبد ستفعل قريباً، مع تفعيل عمل السونار في 5 مستشفيات، وهي السلام، البتول، ابن سينا، ابن الأثير، والمستشفى البحثي، بعد ان كان متوقفاً في الفترات الماضية".
ويؤكد مدير الصحة في نينوى، أن "مجمع الأورام بالجانب الأيمن سوف يجهز بأحدث الأجهزة في مطلع العام المقبل، أما عن الأدوية العلاجية لمرضى السرطان فهي متوفرة بنسبة 100%، مع وجود علاج كيميائي، وبخصوص العلاج النووي فإنه سوف يدخل الموصل بأقرب وقت"، مبيناً أن "في الإشعاع مشكلة، وقد خصصت مستشفى صلاح الدين يومين في الأسبوع لمعالجة مرضى نينوى".
وتمتلك أم الربيعين 2800 سرير يقدم الخدمات. بالإضافة إلى ذلك، هناك 2,400 سرير قيد الإنشاء موزعة على أنحاء نينوى. ويحتاج المستشفى إلى ما بين 5 إلى 6 آلاف سرير إجمالاً. بعد كل إجراء، يغادر المرضى المستشفى عادةً خلال ساعة أو ساعتين. ومن المقرر أن يضم مستشفى الولادة 200 سرير إضافي بحلول نهاية العام، وهناك أيضًا خطة لإنشاء مستشفى طوارئ بسعة 100 سرير، الذي سيخفف عند اكتماله الضغط على المستشفيات الأخرى. أما المستشفى الألماني فهو مدعوم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتتولى الوزارة تشغيله.
وتشمل التحديات الرئيسة التي تواجه نظام الرعاية الصحية في نينوى عدم كفاية الميزانية، فضلاً عن مطالبة المواطنين بتوفير الخدمات على مدار الساعة. ويعمل في مستشفى أم الربيعين 41 ألف متخصص في الرعاية الصحية، لكنه يواجه نقصًا في كثير من التخصصات مثل التخدير وجراحة القلب والأشعة والموجات فوق الصوتية. ومنح وزير الصحة مدير صحة نينوى صلاحيات إدارية واسعة وكثير من الموافقات، بما في ذلك شراء الأدوية وتوفير الخدمات والنقل.
من جهته، يقول عضو مجلس محافظة نينوى، محمد الشمري، خلال حديث لـ (المدى)، إن "الواقع الصحي في نينوى قبل 3 أشهر كان سِيئا جداً، وَيُرْثَى له، وان المدير السابق أعاد 28 ملياراً إلى الحكومة المركزية، وهذا خطأ لم نغفر له، وأقاله مجلس المحافظة من منصبه".
ويضيف، ان "وزارة الصحة أصدرت قراراً بغلق المستشفى الجمهوري لأنه كرافاني، لكن مجلس المحافظة امتنع عن غلقه مهما حصل، لعدم وجود بديل له".
ويؤكد الشمري، أن "هناك فسادا وهدرا بالمال العام في الماضي، حيث صرف على صحة نينوى 4 تريليونات دينار في الـ 5سنوات الماضية، واليوم ديون الصحة بلغت 700 مليار دينار".
ويتابع عضو مجلس محافظة نينوى، أن "مستشفى ابن الاثير يعمل جيداً وحصة الأدوية توزع كلّياً على المرضى فيه، ومستشفى الأورام رغم أنه موقع بديل لكنه يعمل بإمكانيات بسيطة، ومستشفى جراحة القلب ذات أداء جيد، ولديه نقص في الأدوية، وهي مشكلة خارج الإمكانيات"، موضحاً أن "جميع معامل الأوكسجين كانت معطلة، وعادت للعمل، مع توفير 800 مليون دينار لشراء الدواء".
وتعد محافظة نينوى من أكبر المحافظات العراقية من حيث عدد السكان، إذ يصل تعداد سكانها إلى نحو 5 ملايين نسمة، وتواجه أزمة صحية حادة نتيجة لنقص عدد المستشفيات والمرافق الصحية.