 متابعة / المدى

في أقل من نصف ساعة ينقلك "التاكسي النهري" من منطقة كورنيش الاعظمية شمالا باتجاه مرسى الزوارق في الجادرية جنوبا وبالعكس، حيث يعد "التاكسي النهري" في العراق من المشاريع المهمة، التي تسهم في الحد من أزمة النقل التي يعانيها المواطن في بعض مناطق بغداد كما اوضحت الحكومة.

بينما أعلنت وزارة النقل، أمس الاول، عن خطتها الخاصة بالزيارة الأربعينية، مؤكدة أن التاكسي النهري سيشارك بعملية التفويج لأول مرة.
مدير العلاقات والإعلام في الوزارة، ميثم الصافي بين أن "الشركة العامة للنقل النهري وبالتنسيق مع الجانب الإيراني، ستعمل على تفويج عدد من الزائرين عن طريق التاكسي النهري، وهي تجربة جديدة تقوم بها وزارة النقل لأول مرة"، منوهاً أن "الوزارة ستشارك بأربعة زوارق كبيرة في عملية نقل الزائرين عبر المنافذ البحرية مع الجانب الإيراني".
حيث تتوزع المراسي بين المحافظات العراقية، ففي العاصمة بغداد هناك مرسى الجادرية والكاظمية والعطيفية وخضر الياس.

مورد مالي
وتحاول وزارة النقل بين الحين والاخر تفعيل مشروع التكسي النهري في بغداد والمحافظات، فيما حددت الخطوط العاملة والأخرى التي على وشك الإنجاز، أكدت أن تشغيلها سيدر موارد مالية كبيرة لاقتصاد البلاد، ويخفف من الازدحامات المرورية الخانقة في الشوارع.
الا ان الخبير الاقتصادي، أحمد عبد ربه، اوضح أن "مشروع التكسي النهري الذي تتحدث به وزارة النقل على مدى سنوات لكن ليست هناك جدية بتنفيذه رغم أهميته الاقتصادية، حيث من الممكن أن يخلق المشروع فرص عمل، وفي الوقت نفسه تعد وسيلة نقل جديدة قد تقلل من الازدحامات".
ونبّه عبد ربه خلال حديثه صحفي سابق تابعته (المدى)، إلى أن "العائق الأكبر لهذا المشروع في بغداد هو مروره بالمنطقة الدولية (المنطقة الخضراء)، بالإضافة إلى تلوّث نهري دجلة والفرات حتى باتا يختنقان بسببها، فضلاً عن وجود الأعشاب الضارّة منها زهرة النيل".
ويختتم حديثه بالقول لذلك "من المفترض البدء بحملة تنظيف وصيانة كاملة لنهري دجلة والفرات قبل المباشرة بهذا المشروع".

تخفيف الزحام
ولم تشهد الطرقات في بغداد منذ أكثر من 30 عاماً أي تطوير إلا بحالات خجولة جداً، فالزحامات المرورية تلقي بظلالها بصورة كبيرة على المواطنين مادياً ومعنوياً.
فنحو 600 لتر من الوقود هي خسارة سنوية لكل عجلة في بغداد، بسبب الزحامات المرورية بحسب دراسة اقتصادية، بالرغم من ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أطلق يوم (5 نيسان 2023)، الأعمال التنفيذية في أول ثلاثة مشاريع تُعنى بفك الازدحامات المرورية في بغداد.
فيما انطلق في بغداد "التكسي النهري" ليوفر خدمة واعدة من شأنها المزج بين المتعة والسياحة من جهة، وتجنب الطرق المزدحمة، وهو يمر في خمس محطات رئيسة من وسط العاصمة إلى شماليها، بواسطة 16 زورقاً حديثاً سيزداد عددها لثلاثين قريباً.
حيث كانت بداية انطلاقته في العراق، أواخر شهر حزيران الماضي، بعد غياب لسنوات عدة، ويهدف هذا المشروع الذي أطلقته وزارة النقل، التخفيف من الزخم المروري الحاصل في شوارع العاصمة بغداد على وجه الخصوص.
الا ان المشروع لم يحقق فعالتها بالرغم من ان وزارة النقل خصصت 20 مليار دينار لافتتاح مشروع مرسى الجادرية بمنطقة الجادرية وسط بغداد، فيما اكدت الوزارة في وقت سابق انها تحملت تكاليف شراء 30 زورقاً بكلفة خمسة مليارات دينار.

نار وماء
ولاقت فكرة التاكسي النهري ترحيباً لدى سكان بغداد، خصوصاً القاطنين منهم في مناطق قريبة من النهر بسبب ازمة الزحام الخانقة في العاصمة الا ان هذا الامل تلاشى حينما اندلع حريق في زوارق داخل نهر دجلة قرب مدينة الطب وسط العاصمة بغداد، قبل أن تتمكن فرق الدفاع المدني من إخماد النيران، دون تسجيل إصابات بشرية.
وقال مدير إعلام وزارة النقل، ميثم الصافي، إن "ستة زوارق تعمل ضمن مشروع التاكسي النهري على نهر دجلة، تعرضت للاحتراق في حادث اليوم، وتم تشكيل لجنة تحقيق مختصة من قبل الوزارة لمتابعة أسباب الحريق".
وأكد الصافي، أن "الحادث أسفر عن إصابة خمسة موظفين ضمن المشروع بجروح طفيفة، غادر ثلاثة منهم المستشفى وبقي اثنان منهم يتلقون العلاج".
يشار الى ان بدايات القرن الماضي كان سكان بغداد يتخذون من الزوارق الصغيرة (البلم)، وسيلة رئيسة لتنقلهم بين مناطق العاصمة عبر نهر دجلة، لكنها سرعان ما تلاشت وباتت الزوارق وسيلة ترفيه أكثر من كونها للنقل. وأصبحت بغداد التي يربط جانبيها الكرخ والرصافة ما يزيد عن 12 جسراً، مزودة منذ عام 1960 بنظام نقل حديث يقسم العاصمة إلى 107 مناطق.