ترجمة: عدوية الهلالي
خلال الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي،عرض فيلم " سانتوش " للمخرجة الهندية سانديا سوري ويعرض حاليا في دور العرض الهندية والعالمية.
لقد تم الترحيب به باعتباره "فيلم إثارة وتشويق نسويًا قويًا" إذ يقدم فيلم "سانتوش" إلى الشاشة قصة عميقة عن كراهية النساء ووحشية الشرطة في بلدة صغيرة في شمال الهند. وقد حصل الفيلم على تقييمات جيدة جدًا منذ عرضه في مهرجان كان.
ترسم المخرجة سانديا سوري صورة امرأة هندية ترث منصب ضابط الشرطة من زوجها بعد وفاته أثناء الخدمة كما يسمح القانون وقد كانت نقطة الانطلاق للفيلم هي فكرة عمل فيلم وثائقي عن العنف ضد المرأة في الهند، لكنه تحول إلى شيء أكبر،واصبح لوحة جدارية للمجتمع الذي لا توجد فيه إجابة لهذه الأسئلة. وعندما يتم استدعاء الضابطة إلى مكان مقتل فتاة من الطبقة الدنيا، تجد سانتوش نفسها منغمسة في تحقيق شاق جنبًا إلى جنب مع المفتش شارما ذو الشخصية الجذابة.
تقول المخرجة: "إنه فيلم يجب أن يبدو حقيقيًا للجمهور الهندي، وليس مجرد فيلم ذو توجه غربي". وبالتالي، فهي قصة "صعبة ومعقدة" بالنسبة للعديد من الأشخاص في بلدي" مؤكدة ان اهتمامها الأول يتعلق بوجهة نظر الشرطة، ولا سيما العملاء الذين تعرفهم.
ومن المعروف ان الهند لديها العديد من صانعي الأفلام العظماء، ولكن غالبًا ما يكون من الصعب عليهم العثور على منفذ لأفلامهم، كما اوضحت سونيتا راجوار وشاهانا جوسوامي، بطلتا الفيلم. " ففي الهند، يُنظر إلى السينما في الأساس على أنها ترفيه، وبالتالي يسهل تمويلها، اما الأفلام المستقلة فهي صعبة للغاية، حتى لو كانت رخيصة الثمن".. وتؤكد شاهانا جواسوامي التي تجسد دور الشرطية الشابة إن فيلم "سانتوش" يضع مرآة أمام العالم تعكس مايجري في الهند من دون توجيه أصابع الاتهام.
لقد شهدت الهند عامًا ناجحًا في مهرجان كان، حيث فاز فيلم " كل مانتخيله كالنور" للمخرجة والمؤلفة بايال كاباديا بالجائزة الكبرى في المسابقة الرئيسية،كما نال فيلم "سانتوش" اعجاب النقاد والجمهور.
ولدت المخرجة السينمائية سانديا سوري في إنجلترا ونشأت في دارلينجتون. كان والدها ياش بال سوري قد هاجر من الهند للعمل في مستشفى في تيسايد. بعد حصولها على شهادة في الرياضيات، عملت سوري كمدرسة في اليابان، وألهمتها تجاربها في توثيق هذه الفترة بالكاميرا لدراسة صناعة الأفلام الوثائقية في المدرسة الوطنية للسينما والتلفزيون.عملت المخرجة الهندية سانديا سوري في مجال اخراج الأفلام الوثائقية وقدمت عددا من الأفلام البريطانية الهندية.
في عام 2005، أصدرت سوري الفيلم الوثائقي "أنا من أجل الهند " الذي يعرض تفاصيل تجارب والدها كمهاجر هندي في المملكة المتحدة في القرن العشرين بناءً على تسجيلاتها الخاصة. تم ترشيح فيلم "أنا من أجل الهند" لجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان صندانس السينمائي لعام 2006.
أما فيلم سوري الثاني، فهو الفيلم الوثائقي الصامت " حول الهند" في عام 2018الذي صورته باستخدام كاميرا فيلم، وقد استخدمت لقطات أرشيفية من معهد الفيلم البريطاني لاستكشاف الحياة في الهند البريطانية. وفي نفس العام، أصدرت سوري الفيلم الروائي القصير(الحقل) الذي تم ترشيحه لجائزة البافتا لأفضل فيلم قصير في عام 2019. ثم جرى اختيارفيلم " سانتوش"، وهو أول فيلم روائي طويل لسوري، للعرض في قسم نظرة ما في مهرجان كان السينمائي لعام 2024. وكانت قد بدأت العمل على فيلم "سانتوش" لأول مرة في عام 2016.
تم ترشيح المخرجة سانديا سوري لعدة جوائز منها جائزة لجنة التحكيم الكبرى الأولى للهند في مهرجان صندانس السينمائي عام 2006،وجائزة الفيلم البريطاني المستقل لعام 2018 لأفضل فيلم قصير، كما رشحت لمهرجان لندن السينمائي لأفضل فيلم قصير. وفي مهرجان تورنتو السينمائي الدولي فازت سوري بجائزة أفضل فيلم قصير دولي، ثم تم ترشيحها لجائزة أفضل فيلم قصير ضمن جوائز البافتا لعام 2019، وفازت بجائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان ملبورن السينمائي الدولي، وأخيرا كان فوزفيلمها الروائي (كل مانتخيله كالنور) في مهرجان كان السينمائي.