ترجمة / حامد أحمد
حذر دبلوماسيون وسياسيون في حديث لموقع، ذي ناشنال، الاخباري من أن هجوم الاثنين الصاروخي على قاعدة في العراق تضم قوات أميركية تسببت بجرح عدد من منتسبيها قد تعرقل مفاوضات تجريها الحكومة العراقية مع الجانب الأميركي حول انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
وكانت قاعدة عين الأسد الجوية مترامية الأطراف في محافظة الانبار، التي تديرها أساسا قوات عراقية ولكن تستضيف اعداد كبيرة من وحدات عسكرية لقوات أميركية واجنبية أخرى، قد تعرضت لهجوم صاروخي يوم الاثنين الماضي تسببت بجرح ما لا يقل عن خمسة جنود اميركان واثنين من المتعاقدين معهم.
وخلال الأشهر الأخيرة كانت كل من بغداد وواشنطن منشغلتان بمباحثات مهمة حول إعادة صياغة وترتيب لمرحلة انسحاب القوات الأميركية من العراق. مع ذلك، فان مجريات المباحثات كانت تتقدم على نحو ابطأ مما كانت تطالب به أطراف وفصائل مسلحة مدعومة من إيران، والذي قد يكون مؤشرا على سبب استئناف الهجمات.
ويشير التقرير الى ان الفصائل المسلحة كانت قد حذرت على نحو متكرر من انه لو فشلت الحكومة بالاتفاق على انسحاب القوات الأميركية، التي تقود الجهد الدولي في مجال التدريب وتقديم المشورة للجيش العراقي، فان الهجمات ستُستأنف من جديد.
مصدر دبلوماسي قال لموقع ذي ناشنال "النقطة المهمة التي اود الإشارة اليها هو ان مثل هكذا هجوم انما يتعارض مع مصالح العراق نفسها، خصوصا وان الأمر متعلق بمفاوضات حول انسحاب القوات الدولية".
وكانت فصائل مسلحة عراقية قد وافقت على هدنة غير رسمية أوائل هذا العام، ساعدت على نحو عام بإيقاف هجمات على قوات أميركية ولو كانت متفرقة. وقال الدبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأغراض امنية، "الهجوم بحد ذاته عديم الجدوى وان كانت أي هدنة قد انتهت".
ويأتي الهجوم وسط مخاوف من تصعيد إقليمي أوسع بين إيران ولبنان وإسرائيل عقب حوادث اغتيالات لقائد حركة حماس، إسماعيل هنية، والقيادي الكبير في كتائب حزب الله في لبنان فؤاد شكر. وقال الدبلوماسي بان الهجوم قد يكون ردا على الضربة الأميركية ضد موقع لقوات الحشد الشعبي بتاريخ 30 تموز. ورغم ان لقوات الحشد مواقع في كل انحاء العراق، فان فصائل ضمن قوات الحشد تنشط على نحو واسع في شرقي سوريا.
وكان البنتاغون قد ذكر الأسبوع الماضي في بيان له بان القوات الأميركية نفذت هجوم في العراق "دفاعا عن النفس" في وقت تصاعدت فيه التوترات الإقليمية عقب غارة إسرائيلية في بيروت قالت عنها إسرائيل بانها تسببت بمقتل اعلى قائد في كتائب حزب الله.
الضربة داخل قاعدة للحشد جنوب بغداد تسببت بمقتل أربعة منتسبين من قوات الحشد، وهي من بين قواعد أخرى تضم فصائل مسلحة مدعومة من إيران.
وقال مسؤولون اميركان بان الغارة الجوية استهدفت مسلحين اعتبرتهم الولايات المتحدة بأنهم يسعون الى شن هجمات بطائرات مسيرة تشكل تهديد لأفراد القوات الأميركية وقوات التحالف.
وقال الدبلوماسي "نحن نرفض أي هجوم من داخل او خارج العراق يستهدف قواعد تضم قوات دولية في العراق". مشيرا الى ان الهجوم الأميركي الأخير " انما يمس سيادة العراق ولا يساهم سوى بزيادة تصعيد الوضع الأمني الإقليمي الذي هو أصلا معقد".
وقالت بغداد انها ترفض "الأفعال المتهورة" التي يتم خلالها استهداف قواعد عراقية وبعثات دبلوماسية ومواقع تضم قوات تابعة للتحالف الدولي.
وقال الجيش العراقي في بيان له انه "من خلال العمل الاستخباري والأمني تمكنا من الحصول على معلومات مهمة عن المتورطين بهذا الهجوم، وانه تتم ملاحقتهم حاليا لمحاسبتهم. وستتم محاسبة كل مقصر ان كانوا قادة وضباط". ولم يشر البيان الى الجهة التي تقف وراء الهجوم.
وجاء في البيان أيضا "لن نسمح بان يصبح العراق ميدانا لتصفية حسابات وان يجر الى مشاكل حروب وصراع".
وكان فصيل مسلح جديد يطلق على نفسه تسمية، الثوريون، قد تبنى مسؤولية هجوم الاثنين على قاعدة عين الأسد الجوية. ويقول خبراء ان كثيرا من الفصائل الجديدة التي ادعت مسؤوليتها عن هجمات استهدفت قوات أميركية هي مجرد تشكيلات واجهية لمجاميع وفصائل أكبر وضعتها القوات الأميركية على قائمة العقوبات.
وقال الدبلوماسي " دبلوماسيون مقيمون في العاصمة العراقية قد تم اعطاؤهم ضمانات متكررة بالحماية من قبل الحكومة العراقية وعند هذه اللحظة من الوقت ليس لنا أسباب في أن نشكك بذلك".
- عن ذي ناشنال الإخباري