المدى/ متابعة
أعلنت قيادة العمليات المشتركة، اليوم الخميس (8 آب 2024)، عن القاء القبض على خمسة من المتورطين بالاعتداء على قاعدة عيّن الأسد الجوية بمحافظة الانبار.
وقالت القيادة في بيان تلقته (المدى)، إنه "الحاقاً بالبيان الذي صدر عن خلية الإعلام الأمني يوم 6 آب 2024، بشأن الاعتداء الذي حصل على قاعدة عين الأسد الجوية العراقية في محافظة الأنبار، والتي يتواجد في بعض أقسامها عدد من مستشاري التحالف الدولي، وفي ضوء توجيهات القائد العام للقوات المسلحة بتشكيل لجنة تحقيقية مشتركة من الجهات الأمنية المختصة ووفق المعطيات الميدانية والمبارز الجرمية التي توفرت لدى اللجنة اعلاه، ومن خلال التحقيقات القانونية المعمقة والاستماع الى اقوال الشهود وتقاطع المعلومات واستحصال الموافقات القضائية تم القاء القبض على خمسة من المتورطين المشاركين بهذا الفعل غير القانوني، ووفق مذكرات قبض اصولية صادرة من الجهات القضائية المختصة".
وأضافت أن "القطعات الامنية المختلفة والاجهزة الاستخبارية ستبقى على مسافة واحدة من الجميع لإنفاذ القانون والالتزام بالدستور والقوانين النافذة واضعة مصلحة وأمن وحماية العراق العظيم وشعبه الكريم نصب اعينها".
خلية الإعلام الأمني العراقي، اعلنت يوم الثلاثاء الماضي، تفاصيل الهجوم الذي طال قاعدة عين الأسد الجوية العراقية (التي يتواجد فيها عدد من مستشاري التحالف الدولي) في محافظة الأنبار، أمس الاثنين.
وقالت في بيان عبر منصة "إكس"، إن الاعتداء تم بواسطة صاروخين انطلقا من مركبة حمل من داخل قضاء حديثة.
وردا على ذلك، ضبطت القوات الأمنية العجلة وهي من نوع حمل/ كيا، وبداخلها 8 صواريخ من أصل 10 كانت مُعدّة للإطلاق، وتم تفكيكها تحت السيطرة من قبل مفارز المعالجة الهندسية.
أكبر قاعدة جوية
وتقع قاعدة "عين الأسد" الجوية في محافظة الأنبار غربي العراق وعلى بعد 180 كيلو مترا عن العاصمة بغداد.
وبنيت القاعدة خلال الحرب العراقية-الإيرانية واستمرت علميات البناء التي قامت بها مجموعة من الشركات اليوغسلافية مدة سبع سنوات حيث انتهى العمل فيها عام 1987، قبل انتهاء الحرب بين البلدين بعام واحد.
وتضم القاعدة المترامية الأطراف عدداً كبيراً من عنابر الطائرات المقاتلة ومدرجين لهبوط وإقلاع الطائرات ومنشآت عديدة من قاعات تدريب ومستودعات ومساكن جنود ومخازن أسلحة وذخيرة تبلغ مساحتها 3 كليو مترات مربعة. ويمكنها استضافة نحو 5 آلاف جندي.
وتمركزت في القاعدة ثلاثة أسراب من الطائرات المقاتلة العراقية من طراز ميغ -21 وميغ -25 قبل الغزو الأمريكي.
بنيت القاعدة عام 1980 وسميت حينها بالقادسية، لأن تشييدها جاء بعد معركة القادسية الشهيرة بين الجيشين العراقي والإيراني، وبعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، أصبح اسمها "عين الأسد".
وهي أكبر قاعدة جوية في غرب العراق، وكانت منطلقا لعمليات عسكرية إستراتيجية خلال الاحتلال الأميركي للبلاد سنة 2003.
وفي أبريل/نيسان 2003 استولت قوات أسترالية خاصة على القاعدة وسلمتها لجيش الاحتلال الأميركي في مايو/أيار من ذات العام.
ضاحية أمريكية معاصرة
وتتسم قاعدة الأسد الجوية في العراق باتساعها؛ فبعد الاجتياح الأمريكي للبلاد، ضمت القاعدة عددا من دور العرض السينمائي وحمامات السباحة ومطاعم الوجبات السريعة، واثنين من خطوط الحافلات الداخلية.
وكانت القاعدة قد شيدت في حقبة الثمانينيات للجيش العراقي في الصحراء على مسافة نحو مئة ميل إلى الغرب من العاصمة بغداد.
لكن بعد الاجتياح الأمريكي عام 2003، باتت قاعدة الأسد إحدى أكبر القواعد التي تتخذها القوات الأمريكية - ثم سرعان ما تم تحويلها إلى الوضع الراهن.
وفي عام 2006، قال مراسل بي بي سي أوليفر بول: "إنها في قلب الصحراء، محاطة من كل الجوانب بالأدغال والرمال والصخور.. لكن ما أن تأتي إلى الجانب الأمريكي، حتى تجد تخطيطا أفضل بكثير.. لقد حاولوا بشتى الطرق إنشاء ضاحية أمريكية معاصرة".
وضمت القاعدة مرافق مدهشة حتى أن كثيرين في القوات الأمريكية أطلقوا عليها اسم "كامب كابكيك".
وبانسحاب الولايات المتحدة من القاعدة عامي 2009 و2010 سُلّمت قاعدة الأسد إلى العراقيين، لكنها تعرضت للهجوم بعد أن بسط تنظيم الدولة الإسلامية سيطرته على محافظة الأنبار المتاخمة.
وفي 2014 وبينما كان تنظيم الدولة يطوّق القاعدة تمكّن مراسل بي بي سي كوينتن سمرفيل من دخولها عبر طائرة عسكرية عراقية، ووصفها قائلا: "عوامل التذكير بالاحتلال الأمريكي في كل مكان - قذائف المدفعية الفارغة وأماكن الإقامة التي يعلوها الغبار وحصص الإعاشة التي لم تؤكل وقد تناثرت على الأرضية".
وبعد عودة الولايات المتحدة إلى العراق لمكافحة تنظيم الدولة في العام نفسه، تم تأمين القاعدة وبناؤها مجددا.
ولكن العودة الأمريكية كانت بعدد قوات أقلّ، وقال أحد الطيارين عام 2017 إن القاعدة لم تعد تقدم من عوامل الراحة سوى بعض ما كانت تقدمه ذات يوم".
وفي 26 ديسمبر/كانون الأول 2018، قام الرئيس الأمريكي ترامب بزيارة للقاعدة، وقال إن "الرجال والنساء المتمركزين في قاعدة الأسد لعبوا دورا حيويا في هزيمة تنظيم داعش عسكريا في العراق وسوريا".
لكنه صرح بعد ذلك للصحفيين بأنه خشي على سلامة زوجته أثناء الزيارة، قائلا: "لا تتخيلوا ما اضطررنا إلى المرور به".
هدنة لعين الاسد واخواتها
ومنذ شباط فبراير الماضي، توقفت عمليات الفصائل المسلحة ضد القوات الأمريكية، ضمن هدنة أعلنتها بعض الفصائل، لكن تلك الهدنة التي انتهت قبل أكثر من أسبوعين، جرى تمديدها بضغط من الحكومتين العراقية والإيرانية بحسب مصادر عدة، خشية من تداعياتها على علاقات بغداد وواشنطن، ولخوف طهران من استهداف قادة ميدانيين، فيما توعدت تلك الفصائل بعودة عملياتها ضد القوات الأمريكية ومصالحها في حال فشلت الحكومتان العراقية والأمريكية بإعلان جدول انسحاب للقوات الأمريكية.
أعلن عضو في حركة النجباء العراقية، اليوم الأربعاء، أن هدنة الفصائل المسلحة مع القوات الأميركية انتهت.
وقال مهدي الكعبي خلال حديث صحافي إن هدنة (المقاومة الإسلامية) الفصائل المسلحة في العراق مع القوات الأميركية "انتهت".
وكانت تلك الحركة المنضوية ضمن الحشد الشعبي أعلنت في فبراير الماضي (2024) أنها أوقفت هجماتها ضد القوات الأميركية في البلاد.
فيما استهدف صاروخان، الإثنين، قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار بغرب العراق، ما أسفر عن إصابة "خمسة عناصر أميركيين ومتعاقدان أميركيان"، وفق ما أفاد مسؤول في البنتاغون.
وحمّلت واشنطن مسؤولية الهجوم لإحدى الفصائل العراقية الموالية لإيران، والتي كانت تبنت قبل أشهر عشرات الهجمات ضد القوات الأميركية دعماً للفلسطينيين، في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر.
وقد تراجعت وتيرة تلك الضربات بشكل كبير منذ بداية عام 2024، إلا أن قاعدة عين الأسد تعرضت لثلاث هجمات في الآونة الأخيرة. وسبق هجوم الإثنين اعتداءان في 16 و25 تموز/يوليو.
وصوت البرلمان العراقي على قرار غير ملزم على طرد القوات الأمريكية من العراق رداً على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسيم سليماني برفقة نائب قائد الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس في غارة جوية أمريكية على أسوار مطار العاصمة بغداد.