اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يستذكر المسرحي والروائي محيي الدين زنكنه

بيت المدى يستذكر المسرحي والروائي محيي الدين زنكنه

نشر في: 11 أغسطس, 2024: 12:05 ص

بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، أمس الأول الجمعة، جلسة استذكار للمسرحي والروائي محيي الدين زنكنه، تناولت حياة الراحل منذ بواكير دخوله عالم القصص ورحلته في عالم السرد والكتابة وتأثيره في المسرح العراقي، مع زملاء له جايلوه في الريادة. د. سعد عزيز عبد الصاحب ادار الجلسة وذكر في معرض تقديمه ان "محيي الدين زنكنه كاتب واسم كبير من أسماء الثقافة العراقية المعاصرة وشكل ظاهرة ثقافية حرية بالتتبع والبحث المستمر ونضيدة مهمة جدا في المشهد المسرحي العراقي وأيضا في السرد"، مبينا ان "الراحل هو أحد العلامات الفارقة وله الريادة في مسألة تحويل الجنس السردي الى الدرامي، وهذه المسألة مهمة".

وأضاف، ان "زنكنه ولد في مدينة كركوك عام 1940 ودخل كلية الآداب قسم اللغة العربية في بغداد في ستينيات القرن المنصرم وعمل معلما للمادة العربية في مدينة الحلة ومدارس بعقوبة وعمل فترة قصيرة في دار الشؤون الثقافية في بغداد، وكانت له انفتاحات عديدة على الفرق المسرحية العراقية وخصوصا فرقة المسرح الشعبي وفرقة مسرح اليوم وفرقة المسرح الفني الحديث، وعملت له هذه الفرق مجموعة كبيرة من المسرحيات".
ولفت الى ان زنكنه يذكرنا في مونودراما "مساء السلامة أيها الزنوج البيض" بقصيدة الشاعر الفرنسي فرلين التي كتبها يوم وفاة صديقه الشاعر رامبو، وقرأ منها:
"أخيرا مت الميتة التي تريدها
زنجيا ابيض
وحشيا رائع التمدن".
د. نادية هناوي، قالت في مداخلتها ان "واحدة من اهم السمات الفنية لدى الراحل محيي الدين زنكنه التي تمتاز بها كتابات السردية والمسرحية، هي الحوار، فالحوار بالنسبة له يمثل عنصرا رئيسا حوله تدور كل خيوط الحبكات السردية والمسرحية، والحوار فيه أنواع، المباشر وغير المباشر والمونلوجي والمناجاة النفسية، ولا يعني التركيز على الحوار وجعله البؤرة لا يعني ان اعمال وروايات محي الدين زنكنه متعددة الأصوات وهي روايات تقليدية ذات صوت واحد وهو المهيمن على الشخصيات ويوجهها بحسب وجهة النظر الايدلوجية التي يتبناها ومن خلالها يربط الاحداث بالشخصيات".
وأوضحت ان "محيي الدين زنكنه يهتم بمركزة الحوار بسبب انه ذا نزعة مسرحية وهو كاتب مسرحي بالدرجة الأساس واغلب اعماله المسرحية تتخذ صيغا وتوجهات واقعية وباتجاهات بعض الأحيان تبدو فكرية ورمزية، والسبب الاخر وقد يبدو غير ظاهر، ان الادباء الكرد يميلون الى الحداثة من منطقة الدراما، لو نذهب الى الشعر سنجد انهم وضعوا على اقدامهم على عتبة الحداثة من خلال الدراما، واذكر في هذا الصدد الشاعر عبد الله كوران الذي اتجه واتخذ خطا خاصا في الشعر يتمثل باتباع أساليب التشكيل الدرامي، فكتب القصيدة الحوارية والمسرحية وكتب الاوبريت وأيضا كتب القصيدة الغنائية، ومحي الدين زنكنه ذهب في هذا الاتجاه، واتخذ من الدراما وصارت اغلب ابداعاته الأدبية ذات منحى مسرحي".
نقيب الفنانين السابق د. صباح المندلاوي، قال ان "الكاتب الراحل علامة مضيئة بالمسرح العراقي، تعرفت عليه عام 1969 في فرقة المسرح اليوم وكان يتردد على الفرقة وذات يوم كان يحمل مسلسل إذاعية بعنون (صلاة الى نوروز) وتمت فيما بعد اعتمادها واخراجها من الفنان علي رفيق، وأيضا قدم عملا اخر وكان عنوانه طويل واختصاره الى السؤال واثار الكثير من الاهتمام والاصداء الإيجابية".
وأشار الى انه "قبل هذا الوقت وجهت الأنظار له من خلال عمل (الجراد) الذي قدمه الى دائرة السينما والمسرح وفاز بأفضل نص مسرحي، لكن الغريب لم يسمحوا بإخراج هذا العمل المسرحي، وكانت تتناول الفترة الزمنية التي تتعلق بسنة 1963".
وبين ان "من الذكريات التي تجمعنا في سوريا، كان لي صديق يقدم برنامجا إذاعيا وطلب مني ترشيح كاتب مسرحي لتناول نصوصه فأخبرته عن الراحل، واتصلت بانه ازاد وتواصل مع والده في بغداد وأرسلوا لي مسرحيتين وما زلت احتفظ بهذه النصوص بعد الاستفادة منه في البرنامج الإذاعي".
من جانبه ذكر د. فاضل التميمي، ان "بدايات محيي الدين زنكنه القصصية ترتبط بقراءاته القصصية والروائية وقدرته على كتابة الانشاء، كنت التقيه أسبوعيا في بعقوبة وفي مساء احد الأيام في عام 2004 كنت في مكتبته وهي عامرة بالكتب الحديثة والقديمة، ولفت انتباهي وجود دفتران الأول اخضر اللون بكعب احمر والثاني مغلف بغلاف اسود، واخذت الدفترين وقلبتهما فوجدت قصصا لمحيي الدين زنكنه، الدفتر الأول يحتوي على خمس قصص قد اعدها زنكنه وهو طالب في الدراسة المتوسطة لتكون مجموعة قصصية ويبدو انه لم يتمكن من ذلك، والدليل انه كتب مقدمة لهذه المجموعة بعنوان (بعد سنين) وقد كتبت في 27/6/1957 ولكم ان تقدروا ان زنكنه قد ولد في عام 1940 وكتب هذه المقدمة بعمر 17 عام".
وأضاف، انه "تحدث في المقدمة عن عوالم قصصه وكأنه ناقد لنفسه وهو في الدراسة المتوسطة، وقال عن هذه القصص انها تمثل حياته، لكن للأسف لم يعنون هذه المجموعة القصصية، وأول قصة كان اسمها (انا الليل) واستهلها باستهلال سردي رومانسي وكأنه متأثر بجبران خليل جبران"، لافتا الى ان "الحوار في القصة كان بين حمامتين وهو يذكرني بأجواء الفلسفة المعروفة، وكتبت هذه القصة عام 1955، ولعلها اول قصة كتبها الراحل في حياته".
بدوره قال د. حسين علي هارف، انه "جئت وفاءً لاسمه وأثره، وعندما أقول أثره لان محيي الدين زنكنه واحد من القلائل الذين تركوا اثرا لا يمحى في الحركة المسرحية العراقية، وعندما نتحدث عن الريادة دائما نحن المسرحيين نصنف الريادة بأسماء اعلامنا واساتذتنا من المخرجين ونغفل شركاء الريادة، وانا لا اتحدث عن الريادة لا أعني السبق الزمني انما الفعل النوعي الذي ينقل التجربة الى مرحلة جديدة".
وتابع، ان "محيي الدين زنكنه مع جليل القيسي ونور الدين فارس وعادل كاظم، وسبقوهم في الخمسينيات يوسف العاني وطه سالم هذه الأسماء نستطيع القول انهم رعيل الريادة للمسرح، وفعلا في حقل المسرح لم نوليهم الاهتمام الحقيقي، خصوصا عادل كاظم ومحيي الدين زنكنه وجليل القيسي بشكل بارز".
وأشار الى انه "كنا فعلا لفترات نتحدث عن ازمة النص المسرحي ويضطر المخرجين لإعداد قصائد شعرية وتحويلها الى مسرحية، بسبب قلة الكتاب والنصوص، على عكس ما حدث في مصر وهي واحدة من الملاحظات انه رغم الزخم الادبي العالي للشعراء والادباء، وقد يكون تعالوا على النص المسرحي، ففي مصر صلاح عبد الصبور والشرقاوي انفتحوا على المسرح، ولديننا ربما تعاليا او تحسبا ولم يغامروا في عالم المسرح، وحتى السياب الذي درس الادب الإنكليزي لم يكتب مسرحية، وهذا سر"
من جهته قال الأستاذ، صباح كركوكلي، ان "الحديث عن الأخ والزميل الراحل محيي الدين زنكنه طويل، فهو من مواليد محلة شاطرلو أحد احياء كركوك وكما تحدث استاذنا صباح المندلاوي عن حدث كاورباغي فكان مسكن الراحل قريب من هذه المنطقة ورأى بأم عينه ما حدث في ذلك الوقت، ودخل الى مدرسة عبد الاله الابتدائية في كركوك وكان مديرها الاديب الكبير عز الدين ومدير الفنية الأستاذ الكبير موسى زكي المعروف بمسرحياته وكتبه، وكانت هذه المدرسة تقيم في أيام الخميس مسرح وتمثيلية فضلا عن المسرحيات التي تقام بمناسبات وطنية وقومية عديدة، وكان الراحل يشارك في هذه المسرحيات كممثل". وأكمل، انه "انتقل الى المدرسة الغربية، وكان مديرها آنذاك الأستاذ سعاد أرسلان وكان مدرس الفنية آنذاك سنان سعيد وهما معروفان بحبهما للمسرح وأيضا كانت تقام المسرحيات في هذه المدرسة".
وختم بالقول: "المسرح في كركوك بدأ مدرسيا الى عام 1947 عندما زارنا الأستاذ الراحل حقي الشبلي وقاموا بتأسيس فرق مسرحية وفنية، ومحيي الدين زنكنه غادر كركوك عام 1963 وانقطع عنها وكنا نلتقي في بغداد بين الحين والآخر".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

بيت المدى يستذكر المسرحي والروائي محيي الدين زنكنه

مرشحة تنسحب من مسابقة ملكة جمال جنوب إفريقيا بسبب أصولها

هذا النوع من الطعام يوقف رغبتك الشديدة بالتدخين

هل تزوجت الملكة فيكتوريا سرا بخادمها جون براون؟

3 خلطات نباتية تعزز صحة دماغك

مقالات ذات صلة

طرق لمساعدة كبار السن على التكيف مع التكنولوجيا

طرق لمساعدة كبار السن على التكيف مع التكنولوجيا

متابعة / المدى في عصر التكنولوجيا المتقدمة، أصبح من الضروري أن يواكب كبار السن التطورات الرقمية لضمان راحتهم وسلامتهم. وتقدم التكنولوجيا العديد من الفوائد التي يمكن أن تحسن جودة حياة كبار السن، ابتداء من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram