TOP

جريدة المدى > سياسية > "التلكؤ سيد الموقف".. تعويضات أهالي نينوى مستحقاتها خجولة وإجراءاتها معقدة

"التلكؤ سيد الموقف".. تعويضات أهالي نينوى مستحقاتها خجولة وإجراءاتها معقدة

نشر في: 11 أغسطس, 2024: 12:05 ص

 نينوى/ سيف الدين العبيدي

يعد ملف تعويض المتضررين من أهالي نينوى، أبرز المشاكل في المدينة التي بدأت منذ انتهاء معارك التحرير وذلك لما حصل لهم من دمار لممتلكاتهم وفقدان ابناءهم الشهداء.
وامتعض أبناء المحافظة من القرارات الحكومية التي لا تنصف حجم ضررهم بعد صدور تعليمات تنص على منح ٥٠٪ من مستحقات المتضرر، فيما أشاروا الى "كثرة التدقيق الامني الذي يستغرق لأشهر، الى جانب تدقيق قانون المساءلة والعدالة"، موضحين أنه "منذ ٢٠١٨ لا تزال معاملات التعويضات تروج الى اليوم، وبشكل أكثر من السابق من دون أي نتيجة".
يشار إلى أن العديد من أهالي نينوى لم يستلموا مستحقاتهم لغاية الان، وحتى الذين استلموا يؤكدون انها لا تكفي لإعادة حياة المتضرر لما كان عليه سابقاً، وهذا ما جعل الاهالي يصابون باليأس من استلام اي مبلغ، ورغم ذلك فإن الكثير منهم عمل على إعادة عمله من أمواله الخاصة دون الاعتماد على الحكومة، ولايزال الكثير ممن تهدمت بيوتهم دون تعويض او انهم عوضوا بمبلغ قليل.

50% فقط
لجنة التعويضات في نينوى قد تأسست عام ٢٠١٧ ولكنها باشرت بعملها عام ٢٠١٨، وبحسب قانون التعويض تكون المستحقات ٥٠٪ من قيمة الضرر، وتتلخص مهمة لجنة التعويضات باستلام المعاملات من المتضررين من قبل اللجنة المختصة واصدار التوصيات والقرارات اللازمة، وهناك معاملات عن الاضرار البشرية تشمل المصابين، الشهداء، والمفقودين ترسل الى مؤسسة الشهداء، والتي بدورها ترسلها الى دائرة التقاعد.
ومعاملات اخرى عن اضرار الممتلكات كالعقارات والعجلات والمشاريع الصناعية والتجارية، فإذا كانت مستحقات التعويض اقل من ٣٠ مليون ترسل المعاملات إلى محكمة استئناف نينوى، اما إذا كانت أكثر من ٣٠ مليون دينار، فيتم ارسالها الى اللجنة المركزية في بغداد، وقد بلغت عدد المعاملات ٩٠ ألف معاملة، ٢٠ ألف للأضرار البشرية و٧٠ ألف لأضرار الممتلكات.

معوقات وتعويض
يقول رئيس لجنة التعويض في نينوى محمد العكلة، في حديث لـ(المدى)، إن "اهم المعوقات لعملهم هو ضعف الدعم اللوجستي من قبل الحكومة المحلية"، مبيناً أن "دائرة التعويضات تعاني من قلة عدد الكوادر، ومبناها متهالك ولا يصلح للعمل".
ويضيف، ان "تسريع انجاز ملف التعويضات يحتاج الى دعم النواب في تعديل قانون تعويض المتضررين والغاء المساءلة والعدالة من القانون، مع رفع سقف التعويض من ٣٠ مليون الى ١٠٠ مليون، وكذلك وتعديل ضوابط وتعليمات دليل تعويض المتضررين الذي اصدرته الامانة العامة لمجلس الوزراء على ضوء قانون 57"، لافتاً الى أن "منح ٥٠٪ من قيمة الضرر وضع وفق التعليمات ولم يأت في القانون، اي ان الشخص المتضرر إذا كتبت له اللجنة مليون دينار فإنه سوف يستلم ٥٠٠ ألف دينار فقط".

تدقيق أمني
ويبين عكلة، ان "التدقيق الامني هو أكبر عقبة في عملهم وكان يمر ببغداد وصولًا الى نينوى، لكن بعد زيارة السوداني للموصل، أصبح التدقيق في داخل ام الربيعين"، مشيراً الى أنه "كان هناك تدقيق للورثة وتغير وأصبح فقط للمجني عليه، بعد تشكيل لجنة أمنية تعمل داخل مؤسسة الشهداء بعضوية ممثلين عن رئاسة الوزراء والامن الوطني ووزارة الدفاع، وقد نقلت صلاحية ترويج المعاملات إلى اللجنة الفرعية في نينوى، وقد اتت توجيهات جديدة منذ اسبوعين، ولكن لم تنفذ لغاية الآن".
واوضح رئيس لجنة التعويض في نينوى، انه "خلال الأسبوع الماضي تم انجاز ٢٠٠٠ تدقيق أمنى بعد ان كانت متوقفة منذ ٣ أشهر"، مبيناً أنه "من يمتلك بطاقة موحدة وتعويضاته اقل من ٣٠ مليون لا يطلب منه تدقيق أمنى"، مستدركاً أنه "خلال الفترة المقبلة لن يكون هناك زخم كبير في دائرة التعويضات"، مردفاً، ان "موضوع المساءلة والعدالة يعملون على تسهيلها، فهي تنجز بالوقت الحالي خلال ٣ أشهر من بغداد".

تقديرات الأضرار
وفي ملف التخصصيات المالية، يقول عكلة انه "تم تخصيص ١٠١ مليار دينار خلال العام الحالي ولم تصرف لغاية الان، وقد وصلت ١٠ مليار منها، وستوزع الاسبوع المقبل في ديوان المحافظة، وان هناك إضافات سوف تأتي لاحقاً لكن غير معلومة".
واكد ان "التقديرات للأضرار هي قليلة جداً، وهي تقرر من قبل القضاة، والمطلوب من اللجنة إعطاء أكثر من المستحق وليس اقل منه، وان التعويض الغاية منه هو إعادة المتضرر الى وضعه الطبيعي وهذا لم يحصل".
ويشير الى أن "الاثاث يحتسب بسعر المستعمل، وليس بسعر الجديد وهي ليست وفق القانون ولكنها اتت وفق التعليمات، وما يعوض من اموال هي بنسبة ٥٠٪ وربما اقل، وان هناك عوائق في تعويض المعامل والمصانع المحلية الكبيرة".

عدالة "الكشف"
الموصليون قالوا إن "خبراء الكشف عن الأضرار هم ليسوا ذو تخصص بهذا الامر، لكنهم يسعون وراء منافعهم الشخصية، وان الخبراء يكونون حريصين على ان يبقون في منصابهم، ولذلك يقللون من المستحقات عند إرسالها الى بغداد، وقد صدر قرار من رئيس الوزراء في تغيير اللجنة المركزية للتعويضات من اعضاء وقضاة ولم ينفذ القرار لغاية الآن ولا أحد يعلم ما هو السبب". طلال صفاوي، وهو أحد المتضررين يقول في حديث لـ(المدى)، إن "ممتلكاته تقدر بأكثر من مليار دينار من منزل على مساحة ألف متر في الجانب الايمن كله هدم بما فيه من اثاث وبضائع وقد استلم مبلغ ٥٠ مليون فقط كتعويض، واكد ان اللجنة ليست عادلة، وتمنح أكثر لمن يدفع لها أكثر".
وفي السياق ذاته، قال هلال ابراهيم وهو ايضاً متضرر في حديث لـ(المدى)، انه كان لديه معمل لصنع الشيبس وقد تعرض لقصف بثلاث صواريخ خلال معارك التحرير، وكان قد استأجر المبنى، لكن المعمل كان يحوي على مكائن تقدر ب ٣٠٠ ألف دولار، وقد عوضته اللجنة ب ٢٥٦ مليون دينار وسوف يتسلم نصفها اي ١٢٨ مليون، لكنه لم يستلمها لغاية الآن وقد ذهبت معاملته إلى بغداد ولم تعد لغاية الآن.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق يعود بثلاث نقاط مهمة من عُمان ويقفز للمركز الثاني

فريق الإعلام الحكومي: جميع بيانات التعداد محمية وتستخدم لأغراض إحصائية فقط

العمل تطلق دعوة لحملة تبرع دعما لأطفال غزة ولبنان

"حتى نهاية الشهر".. الإمارات تعلن إلغاء الرحلات إلى بغداد

التخطيط تعلن عن الأسئلة الخاصة بالتعداد السكاني

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

هجوم
سياسية

هجوم "الطوز" يكشف وجود تمويل ومصانع عبوات لـ"داعش"

بغداد/ تميم الحسن بعد 7 سنوات من هزيمة تنظيم "داعش" في العراق، اعترف التنظيم بتنفيذ هجوم "دقيق"، وفقًا لوصف خبراء، استهدف قوات عسكرية شرقي صلاح الدين.الهجوم، الذي أسفر عن مقتل وإصابة 6 عسكريين، بينهم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram