أربيل - سوزان طاهر
أعلنت وزارة الكهرباء في حكومة إقليم كردستان عن إطلاق مشروع تجريبي يهدف إلى توفير الكهرباء على مدار 24 ساعة لجزء من سكان مدينة أربيل.
يأتي هذا المشروع استجابة للأزمة المزمنة التي عانت منها العاصمة خلال السنوات الماضية، حيث شهدت المدينة انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، خاصة في فصل الشتاء، حينما كان يتم قطع الكهرباء الرئيسية والمولدات الأهلية عند الساعة الواحدة ليلاً، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان.
تحديات الطلب المتزايد
الخبير في شؤون الطاقة بإقليم كردستان، شيروان سويلي، أكد أن الطلب المتزايد على الكهرباء في أربيل يمثل تحدياً كبيراً، خاصة بعد الانفتاح الاقتصادي الذي شهده العراق بعد عام 2003.
وأوضح سويلي في حديثه لـ(المدى) أن دخول الأجهزة الكهربائية الحديثة دون أي قيود أدى إلى ارتفاع مفاجئ في الطلب على الكهرباء، مما فاقم من حجم المشكلة على الرغم من زيادة سعة توليد الطاقة من 649 ميغاواط إلى 6,737 ميغاواط، بزيادة تقدر بنحو 1200٪.
وأشار سويلي إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي في أربيل، حيث تُضطر المصانع والأعمال التي تعتمد بشكل كبير على الكهرباء إلى إيقاف نشاطاتها أو اللجوء إلى مولدات الطاقة المكلفة.
مشروع تجريبي لتوفير الكهرباء
رداً على هذه التحديات، أطلقت حكومة الإقليم مشروعاً تجريبياً لتوفير الكهرباء على مدار 24 ساعة في بعض أحياء جنوب أربيل، بهدف تطبيقه لاحقاً في عموم مناطق العاصمة.
وأوضح مستشار الطاقة السابق في برلمان إقليم كردستان، كاروان عمر، أن حاجة الإقليم الكلية من الطاقة تبلغ حوالي 7 آلاف ميغاواط، بينما يبلغ حجم التجهيز الحالي نحو 4000 ميغاواط، مما يترك نقصاً قدره 3000 ميغاواط، يتسبب في تزايد ساعات الانقطاع خلال فصول الذروة.
وأشار عمر إلى أن المشروع الجديد يعتمد على نظام الخصخصة، حيث سيدفع المواطنون مبالغ محددة للحصول على 30 أمبير من الكهرباء لكل منزل، ما يساعد على دفع الضرائب وتقليل الاستهلاك. كما نفذت حكومة الإقليم مشروع العدادات الذكية لتنظيم إمدادات الكهرباء والحد من التجاوزات على الشبكة الوطنية، وتعمل الآن على تطبيق نظام الدفع المسبق لتوفير الطاقة على مدار الساعة.
تأثير المشروع على استهلاك الكهرباء
الخبير الاقتصادي عثمان كريم أكد أن هذا المشروع سيحقق نجاحاً كبيراً في حل أزمة الكهرباء في الإقليم. وأوضح أن المواطن سيشتري الكهرباء وفقاً لاحتياجاته من خلال نظام الدفع المسبق، مما سيساهم في تقليل الاستهلاك بشكل كبير.
وأشار كريم إلى أن المواطن الذي كان يدفع سابقاً مبالغ طائلة مقابل كميات قليلة من الكهرباء عبر المولدات الأهلية، سيتمكن الآن من الحصول على 30 أمبير مقابل تكلفة أقل.
أشار علي إسماعيل، عضو اللجنة العليا لنصب العدادات الذكية بنظام الدفع المسبق في حكومة إقليم كردستان، إلى أن تطبيق النظام الجديد أدى إلى خفض الهدر في الطاقة من 8% إلى 2%، مما يعد إنجازاً كبيراً. وذكر أن المشروع نجح في توفير الكهرباء على مدار 24 ساعة لعدد من مناطق أربيل، وبدأت الحكومة بتوسيع نطاقه ليشمل مناطق أخرى، مثل دهوك.
يذكر أن إقليم كردستان يمتلك 15 محطة لتوليد الطاقة الكهربائية تعمل بالغاز والديزل والنفط الأسود والمياه، وتبلغ قدرتها الإجمالية حوالي 6,939 ميغاواط.