TOP

جريدة المدى > سياسية > 40 % من منازل مسيحيي قره قوش ما تزال مدمرة منذ تحريرها عام 2016

40 % من منازل مسيحيي قره قوش ما تزال مدمرة منذ تحريرها عام 2016

 نصف سكانها فقط رجعوا ليبنوا حياتهم من جديد

نشر في: 12 أغسطس, 2024: 12:09 ص

 ترجمة / حامد أحمد

أشار تقرير لموقع، لاكروكس انترناشنال La Croix International، الاخباري الى ان بلدة قره قوش، أكبر تجمع لمسيحيي العراق في سهل نينوى، وبعد مرور عشر سنوات على اجتياحها من قبل مسلحي داعش في آب 2014 وتحريرها من قبل الجيش العراقي في تشرين الاول 2016، فان نصف سكانها فقط البالغ عددهم 50 ألف نسمة قد اختار العودة سعيا لمواصلة حياتهم الطبيعية من جديد في وقت ما يزال 40% من منازلها في حالة خراب لا تصلح للسكن.
وقد تطلب الامر من الشاب المسيحي، مارتن وعائلته، العمل على مدى اكثر من سنتين وانفاق مدخرات حياتهم فضلا عن مساعدة من كنيسة السريان الكاثوليك في البلدة ومن منظمات دولية، قبل ان يتمكن من العودة الى منزلهم.
ويستذكر الشاب البلغ من العمر 30 عاما شيئا بقوله "كان من الصعب تحديد معالم البيت بسبب الدمار الذي لحق به. حديقة المنزل كانت مغطاة بالحطام وكان الطابق الثاني مدمر بسبب القصف الذي كانت تنفذه طائرات التحالف ضد داعش. لقد صدمنا عندما رأينا البيت على هذا الحال".
وكان الشاب مارتن يحتفظ بشريط فيديو طويل في حاسبته يوثق فيه تبعات حرب عايشها بشكل غير مباشر. حيث يقول " كنا محظوظين جدا لأنني تلقيت مكالمة من صديق مسلم مخلص جدا لي في الموصل نصحني فيها بالمغادرة فورا بسبب غزو داعش. وعندما دخل مسلحي داعش المدينة في منتصف الليل كنا قد وصلنا مدينة أربيل في حينها".
ورجع مارتن الى بلدة قره قوش حالما سمع بتحريرها من قبل الجيش العراقي في تشرين الأول 2016. ويمضي بقوله "الان وضعنا أحسن. وسأبقى في بلدتي الى ان اموت. الجنة هي ان تكون في بيتك وبلدك".
وفي قلب البلدة فان كنيسة، مار بهنام وسارة، ما تزال تمثل مشهدا كئيبا لتبعات ومخلفات ارض المعركة. حيث ان جرس الكنيسة ما يزال متدليا على جانبه، وكأنه متجمد وسط اعمال الاعمار والتجديد.
أمجد، شاب مسيحي آخر من بلدة قره قوش، عاد الى البلدة بعد فترة وجيزة من تحريرها من قبضة داعش، يقول "من الضروري ترك بعض معالم الدمار مرئية لتكون شواهد على ما حل في المدينة لا يمكن نسيانها".
ويشير التقرير الى ان مدينة قره قوش قد استعادت قسم من ألقها السابق بعد حملات الاعمار مع رجوع نصف سكانها رغم التشوه الذي طالها. الشوارع الان أكثر نظافة وهدوء والارصفة الواسعة تتيح مجالا لأهالي المنطقة بالتجوال فيها حيث بدأ السكان الان باسترجاع تمتعهم بالحياة ويقضون اوقات ممتعة في مطاعم ومقاهي بنيت حديثا.
أمجد يعمل ممرض في القطاع الصحي وغالبا ما قضى سنوات متنقلا بين وظائف الاعتناء بالمرضى وجهود إعادة ما تم تدميره في بلدته. يقول أمجد "لقد شاركت مع متطوعين آخرين في جهود إعادة العمار البلدة. حيث نقوم بتقييم مدى الدمار الذي لحق بكل بيت".
جورجيس ياهول، قس كاثوليكي من بلدة قره قوش، يقول ان عمل ضخم من جهود الاعمار نقوم بتنفيذها باشراف من قبل هيئة اعمار نينوى. مشيرا الى ان هناك بطء بتسليم التعويضات المالية للذين تضررت بيوتهم، ولكن رغم ذلك فانه يمكن القول بان اعمال إعادة الاعمار هي الان أفضل من قبل بمساعدة من جهود بلدية المنطقة.
فادي، احد أبناء قره قوش من الشباب، يقول "انا افتخر باني من أبناء قرة قوش، ولكن رغم ذلك فاذا سنحت لي الفرصة ان اهاجر فسأقوم بذلك بسبب انه لا توجد هنا فرص عمل". ويقضي وقته في الصيف مع أصدقائه في مركز للشباب في المدينة يحوي مكتبة مقهى ثقافي.
ويشير التقرير الى ان إقليم كردستان ما يزال يمثل الملاذ الآمن لكثير من المسيحيين النازحين من سهل نينوى، ويقول مدير برنامج مساعدة المسيحيين القس، ايمانويل يوحنا، ان ما بقي من مسيحيين في العراق هم نسبة 0.6%. مضيفا بالقول إنه "بعد مرور عشر سنوات كيف يمكننا من تلافي عودة ما حصل، تناقص اعداد المسيحيين شيء خطر".
رئيس أساقفة الموصل المطران، يونان هانو، كشف عن اخبار مشجعة بقوله "كنيسة جديدة سيتم بناؤها هنا في قره قوش، لقد تم وضع حجر الاسا لها، لقد عاد الامل والازدهار لمكان لم يكن فيه سوى الدمار".
ويشير التقرير الى انه بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 تناقص اعداد المسيحيين بنسبة 80% تقريبا وبينما كان هناك ما يزيدي على 1.5 مليون مسيحي قبل الغزو فان قسم من الاحصائيات تشير الى ان 250 ألف مسيحي فقط بقي في البلاد التي يزيد نفوسها على أكثر من 40 مليون نسمة، رغم ذلك فان باحثين عراقيين ذكروا في مقال نشره المركز الفرنسي للأبحاث في العراق في آب 2023 بان هذه الاحصائيات غير دقيقة مصدرها منظمات غير حكومية وكنائس ولا يمكن الاعتماد على هذه الأرقام بشكل موثوق.

  • عن لاكروكس انترناشنال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق يعود بثلاث نقاط مهمة من عُمان ويقفز للمركز الثاني

فريق الإعلام الحكومي: جميع بيانات التعداد محمية وتستخدم لأغراض إحصائية فقط

العمل تطلق دعوة لحملة تبرع دعما لأطفال غزة ولبنان

"حتى نهاية الشهر".. الإمارات تعلن إلغاء الرحلات إلى بغداد

التخطيط تعلن عن الأسئلة الخاصة بالتعداد السكاني

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

هجوم
سياسية

هجوم "الطوز" يكشف وجود تمويل ومصانع عبوات لـ"داعش"

بغداد/ تميم الحسن بعد 7 سنوات من هزيمة تنظيم "داعش" في العراق، اعترف التنظيم بتنفيذ هجوم "دقيق"، وفقًا لوصف خبراء، استهدف قوات عسكرية شرقي صلاح الدين.الهجوم، الذي أسفر عن مقتل وإصابة 6 عسكريين، بينهم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram