المدى/سوزان طاهر
كثيرة هي التحديات والمعوقات والمشكلات التي واجهت حكومة إقليم كردستان برئاسة مسرور بارزاني طيلة فترة حكمه منذ عام 2019 حتى الآن.
ولعل أبرز تلك التحديات، هي العامل الاقتصادي، وتدهور العلاقات بين بغداد وأربيل، وقرارات المحكمة الاتحادية العليا ضد كردستان، من بينها حل البرلمان والمفوضية، وإيقاف تصدير نفط الإقليم، فضلا عن التوترات الأمنية وتكرار استهداف مدينة أربيل عاصمة الإقليم من قبل الفصائل المسلحة.
لكن الحكومة استطاعت مواجهة تلك التحديات، وفككتها وقوت علاقتها مع الحكومة الاتحادية، وأنهت أغلب المشكلات في الجوانب المالية والإدارية.
ويوضح رئيس صحيفة التآخي جواد ملكشاهي، أن، "جميع حكومات الإقليم المتوالية واجهت صعوبات وضغوط محلية وإقليمية".
ويقول ملكشاهي، خلال حديث لـ (المدى)، إن "الكابينة التاسعة التي يقودها مسرور بارزاني واجهت ضغوطاً كبيرة من الشركاء في الكابينة ذاتها وقرارات مجحفة وممارسات تعسفية من الحكومة العراقية والمحكمة الاتحادية، والفصائل المسلحة والقوى الإقليمية".
ويردف، أن "تداعيات جائحة كورونا التي أدت إلى ركود الاقتصاد العالمي ما أثر سلباً على خطط وبرامج الحكومة، وما واجهته حكومة مسرور بارزاني من حصار وقطع الموازنة ورواتب الموظفين ووقف تصدير النفط، فضلاً على القصف المباشر والتخريب بالصواريخ والمسيرات والحرب النفسية الإعلامية من الإعلام، لو واجهتها أي من دول المنطقة لانهارت خلال بضعة أشهر".
ويكمل، أن "صمود وعزيمة وشجاعة رئيس الحكومة وفريقه الوزاري وتعاون المواطنين الشرفاء مع حكومتهم المنتخبة، ساعدت الحكومة على الوقوف بعزم وصلابة أمام جميع تلك التحديات، وأحبطت جميع المؤامرات والنيات والآمال الشريرة لأعداء الإقليم".
ويوضح، أن "الكابينة التاسعة رغم جميع الضغوط والمؤامرات الدنيئة ضدها، حققت أرقاماً قياسية في تنفيذ المشاريع الآنية والإستراتيجية وتقديم الخدمات للمواطن الكردي"، مبيناً أنه "يمكن القول وبجرأة، أن حكومة مسرور بارزاني أثبتت جدارتها في جميع المجالات، ووقفت بشجاعة فائقة وعزيمة لا تلين بوجه المشروع المحلي والإقليمي المشترك الخطير، للقضاء على كيان إقليم كردستان، وتمكنت من الحفاظ على سيادة الإقليم وعلى المكتسبات المتحققة خلال أكثر من ثلاثة عقود".
ويتابع أن "العامل المهم الذي دعم حكومة مسرور بارزاني هو الثقة والتعاون بين المواطن وأجهزة الحكومة والشعور العالي بالمسؤولية من قبل المواطنين إزاء الضغوط التي واجهتها الحكومة".
وتعد الديون الضخمة واحدة من أهم التحديات التي واجهتها الحكومة، حيث ورثت ديوناً تصل إلى أرقام كبيرة، مشكلة هذه الديون أعباء مالية تهدد استقرار الإقليم، وتعد معظمها ديون داخلية للمستثمرين والمقاولين والمواطنين.
كما تواجه الحكومة أيضاً تحديات في السياسة النفطية، حيث تعاني من مشكلات مستمرة مع الحكومة العراقية في بغداد.
من جانبه، يؤكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد عامر الديرشوي، خلال حديث لـ (المدى)، أن، "حكومة إقليم كردستان واجهت ضغوط كبيرة، ولكنها استطاعت تفكيكها بثقة وصبر وتعاون من قبل الجميع".
ويضيف، أن "هنالك جملة أسباب أدت إلى نجاح الحكومة وعبورها التحديات، من بينها الإرث التاريخي لعائلة بارزاني وقيم المواطنة والتعايش السلمي التي تؤمن بها، فضلا عن وجود ثقة كبيرة من الشعب بمسرور بارزاني".
ويبين، أن "مسرور بارزاني تصرف بمصداقية مع الشعب، وجعلهم يتحملون الأزمات، مثل أزمة الرواتب والأزمة الاقتصادية، والشعب تحمل الأمر، وتحمل الخطوات التي قامت بها الحكومة، والشعب صبر، وكانت لديه ثقة ببارزاني".
ويكمل، أن "التصرف بواقعية من قبل مسرور بارزاني وحكومته وطرح الأفكار بصورة واقعية، والتعامل بواقعية مع التحديات التي واجهت حكومة الإقليم، مثل الاتفاق الذي حصل بين بغداد وأربيل بخصوص تشكيل الحكومة وحفظ حقوق الإقليم، لكنها لم تلتزم بهذا الأمر، كلها أمور أدت إلى صمود الحكومة وتجاوزها التحديات الكبيرة".
اتفقت مؤخراً حكومة إقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية على صرف رواتب الموظفين وتوطينها في المصارف، ثم إنَّه تم الاتفاق على تنفيذ تعليمات قانون الموازنة.
إلى ذلك، يقول عضو برلمان إقليم كردستان السابق ريبوار بابكئي خلال حديث لـ (المدى) إنه "في الملف السياسي واجهت حكومة الإقليم عواصف سياسية بحنكة واتزان وقوة دون التنازل عن الحقوق الدستورية للإقليم".
ويردف، أنه "تم التوصل إلى تفاهمات وحلول ثُبِّتت في اتفاق تحالف الدولة والبرنامج الحكومي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وهناك سعي متواصل ومشترك للوصول إلى حل كافة الخلافات".
ويشير إلى أنه "في الشأن الاقتصادي نجح الإقليم في تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل وزيادة الإيرادات الداخلية ومواجهة الفساد وتعزيز الأمن الاقتصادي في الإقليم وكذلك نجاح الكابينة التاسعة في تأمين رواتب موظفيها في ظل تحديات مالية جسيمة ومواجهة المعوقات التي تضعها بغداد".
وتؤكد حكومة إقليم كردستان أنها نجحت في تنفيذ البرنامج الإصلاحي وتحقيق مشاريع كانت حلماً إلى وقت قريب، ومنها إطلاق خدمة الحكومة الإلكترونية وتأسيس مركز البيانات والنظام الرقمي للإحصاء في الإقليم.
كما أنها، تجاوزت أزمة القصف المتكرر على مدينة أربيل من قبل إيران والفصائل المسلحة، وكذلك ترتيب وضعها في العلاقات الإقليمية والدولية.
"رغم الضغوط ".. حكومة إقليم كردستان تتجاوز التحديات الاقتصادية والأمنية وتحقق إنجازات ملحوظة
نشر في: 12 أغسطس, 2024: 12:11 ص