خاص/المدى
تواجه محافظة ذي قار أزمة مياه حادة، حيث شهدت معظم مدن المحافظة انحسارًا كبيرًا في مستويات المياه، مما أثار قلقًا بالغًا بين السكان والمسؤولين على حد سواء.
والأزمة تأتي في وقت يعاني فيه سكان المحافظة من شح الموارد المائية، مما يؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية والأنشطة الاقتصادية.
وهذا الوضع يستدعي تدخلاً عاجلاً من قبل الجهات المعنية لمعالجة الأسباب الجذرية واتخاذ التدابير اللازمة لتفادي تفاقم الأزمة وضمان توفير المياه بكميات كافية.
وقال المختص في المجال البيئي، محمد كسار، خلال حديث لـ(المدى)، إن "مسألة انحسار المياه في مدن محافظة ذي قار تعد من القضايا البيئية البالغة الأهمية"، مستدركاً أن "انحسار المياه يؤثر سلباً على إنتاجية الزراعة، مما يهدد الأمن الغذائي ويزيد من الفقر في المناطق الريفية".
وأضاف، أن "نقص المياه يمكن أن يؤدي إلى تدهور المواطن البيئية، مثل جفاف الأهوار وتدمير النظم البيئية الحساسة"، مبيناً أن "نقص المياه قد يسبب تلوثاً في مصادر المياه المتبقية، مما يعرض السكان لأمراض مرتبطة بالمياه".
وأكمل كسار، أنه "قد تؤدي ندرة المياه إلى نزاعات بين المجتمعات المحلية حول الموارد المائية وتفاقم الهجرة الداخلية"، لافتاً إلى أن "نقص المياه يؤثر على النشاطات الاقتصادية، مثل الصناعة والخدمات، مما قد يضر بالاقتصاد المحلي".
من جانبه، قال الناطق باسم مجلس ذي قار ياس الخفاجي، إن" ملف المياه ضمن مناطق جنوب ذي قار مثير للقلق خاصة مع انحسار امدادات المياه بمستويات عالية خاصة في مناطق قضاء سيد دخيل وقراها وصولا الى الدواية والفهود والإصلاح والجبايش والمنار وسوق الشيوخ".
وأردف، أن "شح المياه تسبب بنفوق الثروة الحيوانية والاسماك وتصاعد نسبة الهجرة من الارياف بنسبة تصل الى 25%، مؤكدًا بأن من 8-10 مناطق دخلت فعليا الدائرة الحمراء اي مرحلة الخطر الفعلي".
وتابع الخفاجي، أن "الوضع صعب وأزمة المياه تتفاقم مع تبعاتها القاسية على المناطق الزراعية وبانتظار حلول وزارة الموارد المائية المعنية بملف المياه".
ونظم العشرات من اهالي قرية آل حسن بقضاء سيد دخيل شرقي الناصرية، تظاهرة غاضبة بسبب شح المياه الذي أصاب قريتهم في الآونة الاخيرة.
وأثر شح المياه على طبيعة حياة السكان والقبائل التي تعتمد بشكل أساسي على الزراعة وتربية الحيوانات في جنوب العراق عموما وذي قار خصوصا، إذ إن أي اختلال في مواعيد زراعة المحاصيل المحلية يؤدي بهم إلى كارثة اقتصادية تؤثر على حياتهم، وهو ما حدث خلال موسم الزراعة هذا العام والعام الذي سبقه.