المدى/ متابعة
قال مسؤول الأمن القومي في البيت الأبيض إنه يجب "علينا أن نكون مستعدين لأي هجمات كبيرة" قد تشنها إيران على إسرائيل، مرجحاً أن تكون تلك الهجمات خلال هذا الأسبوع.
وتفيد هيئة البث الإسرائيلية بحسب تقديرات أمنية بأن إيران تصرّ على الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مُرجحة أن الرد الإيراني سيكون أكبر مما كان في نيسان/أبريل الماضي.
ونقل الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، عن مسؤول كبير في بلاده قوله إن إيران بدأت تجهز أنظمة الصواريخ والطائرات بدون طيار بطريقة مشابهة لما فعلت قبل الهجوم على إسرائيل في نيسان.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن "إيران اتخذت خطوات تحضيرية كبيرة في أنظمة الصواريخ والطائرات بدون طيار مماثلة لتلك التي اتخذتها قبل الهجوم على إسرائيل في نيسان".
وأضاف أنه ومع ذلك، أكدوا على أن إسرائيل والولايات المتحدة لا تعرفان الوقت المحدد للهجوم.
وتابع نقلا عن مسؤول إسرائيلي أن "الإيرانيون يشيرون علنا (على الأرض) إلى تصميمهم على تنفيذ هجوم كبير بالإضافة إلى تصريحاتهم العامة بأن الهجوم سوف يتجاوز الهجوم الذي نفذوه في نيسان. والتصريحات العامة الإيرانية لا تعكس أي تراجع".
وكان وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني، قد أكد أن الرد على إسرائيل مشروع وسيكون بشكل حاسم.
كما شدّد على "حق إيران الذاتي" في "الدفاع المشروع" عن النفس. وتابع أن الرد "سيكون مكلفا"، لكنه "سيكون لصالح الأمن والاستقرار، وبالتالي لصالح كافة الدول في المنطقة".
فيما رجح خبراء في الشأن الإيراني أن يكون رد طهران على إسرائيل قبل الخميس المقبل، مقدمين سببين لتأخره.
ووفق الخبراء، فإن "هذا الموعد يهدف إلى تعطيل الاجتماع الأمريكي المصري القطري للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة".
سببان للتاخير
وبين الخبراء، في حديث صحفي تابعته (المدى)، أن "الصين بدورها تهدف إلى استمرار وقوع واشنطن في فخ الحشد العسكري بالشرق الأوسط، حتى تستطيع هي التعامل مع ملف غرب المحيط الهادئ".
أما السبب الثاني، فإن "تأخر الرد الإيراني جاء بطلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان".
ولفتوا إلى أن "ماكرون يرغب في أن يكون الرد بعد انتهاء أولمبياد باريس، حتى لا تتأثر الدورة بأي طارئ".
وأشاروا إلى "وجود صراعات داخل الأجهزة الإيرانية، وما تتعرض له حكومة الرئيس مسعود بزشكيان، من غلق كافة الطرق مع صقور (ولاية الفقيه) حول شكل الرد الذي لا يزيد من أزمات إيران الداخلية، لا سيما الاقتصادية".
وقال الباحث السياسي المختص في الشأن الإيراني د.محمد المذحجي، إن "تأخر الرد الإيراني يرجع إلى اتصالات مكثفة ومباشرة قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان".
وبحسب الباحث طلب ماكرون من طهران أن تقوم بتأجيل أي رد عسكري إلى حين انتهاء دورة الألعاب الأولمبية بباريس، في ظل رغبة الرئيس الفرنسي بنجاح الدورة وعدم تأثرها بأي طارئ يتعلق بالرد الإيراني على إسرائيل؛ وبالتالي مجيء رد جديد من الأخيرة في ظل هذا المسلسل.
ضربة مباشرة
وعلى وَقع حشد الأساطيل الأميركية في مياه المتوسّط تحسّباً لردّ إيران على اغتيال القيادي في "حماس" إسماعيل هنية، أفاد مراسل "أكسيوس"، باراك رافيد، على منصة "إكس"، بأنّ "وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تحدّث هاتفيّاً، الأحد، مع نظيره الأمريكي لويد أوستن وأبلغه بأنّ الاستعدادات العسكرية الإيرانية تُشير إلى أنّ طهران تُجهّز لشنّ هجوم واسع النطاق على إسرائيل"، وذلك نقلاً عن مصدر مطّلع على المكالمة.
يأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنّ أوستن أمر بنشر غواصة صواريخ موجَّهة في الشرق الأوسط بعد اتّصاله بغالانت، وقد أمر أيضاً بتسريع إرسال حاملة الطائرات "إبراهام لينكولن" والمجموعة المرافقة لها إلى المنطقة.
وجاء في بيان للبنتاغون أنّ "أوستن أكد التزام الولايات المتحدة باتخاذ كل خطوة ممكنة للدفاع عن إسرائيل وأشار إلى تعزيز وضع القوّة العسكرية الأميركية وقدراتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط في ضوء تصاعد التوتّر بالمنطقة".
وفي الساعات الأخيرة، تكثّفت المعلومات الاستخباراتية الأميركية والإسرائيلية حول موعد الهجوم الإيراني، إذ نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين معلومات تُفيد بأنّ "هجوم إيران على إسرائيل سيكون مباشراً وسيبدأ قبل محادثات صفقة الرهائن المقررة في 15 آب"، فيما لفتت شبكة "سي إن إن" الأميركية إلى أنّ "الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن حزب الله سيبدأ هجوماً في 12 آب (اليوم)، على أن تشنّ إيران هجوماً بعده بساعات".
واليوم، لفتت "القناة 13 الإسرائيلية" إلى أنّ "أحد أسباب تأخُّر الردّ هو الضغط الفرنسي على إيران وحزب الله"، إذ إنّ فرنسا ضغطت على إيران وحزب الله لعدم الردّ في وقت إقامة الأولمبياد"، بحسب القناة الإسرائيلية. واختتمت باريس بالأمس فعاليات الأولمبياد.
إلى ذلك، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنّ "تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى أنّ إيران ستوجه ضربة أشدّ من هجوم نيسان الماضي".
تنازلات
وهدد الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في تغريدة له على منصة "إكس" إسرائيل بهجوم عسكري.
وكتب علي شمخاني على منصة "إكس" قائلاً إن "الهدف الوحيد للكيان الصهيوني من قتل مصلي مدرسة التابعين في غزة واغتيال (...) إسماعيل هنية في إيران هو إشعال الحرب وإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار. وتمت العمليات القانونية والدبلوماسية والإعلامية اللازمة لإنزال عقاب شديد على كيان لا يفهم إلا لغة القوة".
ويبدو تأكيد شمخاني إتمام العمليات القانونية والدبلوماسية إشارة إلى الجهود المبذولة لمنع الرد العسكري على مقتل إسماعيل هنية في طهران، وهذا ما حصل بالفعل في الأيام الأخيرة.
كما أن المرشد الأعلى علي خامنئي بعد مقتل هنية أكد أن النظام "سينتقم لدم ضيفه". ومنذ الـ31 من يوليو (تموز) الماضي، شدد المسؤولون الإيرانيون على الرد السريع والواسع النطاق.
إلا أن محللين اعتبروا القلق من تزايد التوتر واحتمال بدء حرب مباشرة مع إسرائيل وحلفائها هو السبب في تأخر النظام الإيراني في الرد عسكرياً.
وبحسب المحللين فإن التناقض في مواقف المسؤولين الإيرانيين هو محاولة للاستفادة من هذه الحادثة كفرصة لفتح أبواب المفاوضات مع الغرب والحصول على بعض التنازلات لرفع العقوبات.
راي عراقي
بينما كشف الخبير في الشؤون الأمنية احمد التميمي، أسباب تأخر رد طهران على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية.
وقال التميمي في حديث صحفي تابعته (المدى)، إنه "من الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان أن قرار اغتيال اسماعيل هنية لم يكن يمضي به نتنياهو دون موافقة صقور البيت الابيض، في اشارة الى اعضاء في الكونغرس الامريكي وموظفون كبار في الادارة الامريكية"، مبينا، أن "هناك تورطا امريكيا، في مسعى لجر طهران إلى رد خلال 48-72 ساعة، وبالتالي خلق حرب في الشرق الاوسط لتكون غزة معركة ثانوية".
وأضاف ان "زيارة الوفد الروسي بقيادة شويغو هو الاقرب لبوتين استثنائية حملت بنظري رسالة مهمة حول خطة البيت الابيض لجر إيران الى حرب بذريعة مهاجمة تل ابيب والاهداف ستكون المفاعلات النووية ومحطات الطاقة والمناطق الاقتصادية الايرانية، وهذا ما نبهت اليه الادارة الايرانية بأن مخططا امريكيا جاهزا لضربها وأن اغتيال هينة كان مجرد فخ لحرب شاملة".
واشار الى ان "إيران ادركت اهمية الحرب النفسية وكشفت بشكل مباشر عن طبيعة ردها على تل ابيب، وهذا ما دفع امريكا للاستنفار وطلب المزيد من الوساطات والضغط من خلال الابواب الخلفية للدبلوماسية في منطقة الشرق الاوسط وحتى آسيا من أجل التريث في أي رد ايراني، كون البيت الابيض ادرك خطورة ما قام به الصقور ومحاولتهم استغلال ضعف بايدن وانسحابه من السباق الانتخابي لزج امريكا في حرب مع ايران من أجل تل ابيب".
وبين، أن "ايران تتلاعب بالوقت وكل يوم دون أي ضرب، هو استنزاف لأمريكا التي اضطرت لنقل جزء مهم من بوارجها الحربية الى الشرق الاوسط ودفعت تل ابيب الى حالة استنفار شاملة لا يمكن ان تبقى الى ما نهاية".
وتابع: "طهران لن ترد خلال الزيارة الاربعينية في العراق، اذا كان لديها قرار بهذا الاتجاه، لقدسية هذه الايام، لكنها ادركت نقطة ضعف امريكا واسرائيل مع عامل الوقت والانتظار والحرب النفسية، خاصة وان واشنطن الآن تقدم عروضا كثيرة لتثني طهران عن أي رد قاس قد يودي الى حرب شاملة في المنطقة".
وكان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، أصدر أمراً لإيران في 31 تموز الماضي بشن هجوم مباشر على إسرائيل، رداً على مقتل زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وفقاً لثلاثة مسؤولين إيرانيين اطلعوا على الأمر.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، أصدر خامنئي الأمر في اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بعد وقت قصير من إعلان إيران عن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وفقاً للمسؤولين الإيرانيين الثلاثة، بما في ذلك عضوان من الحرس الثوري.
وتبحث إيران شن هجوم منسق بصواريخ ومسيرات على حيفا وتل أبيب، وفقا للصحيفة الأميركية، يشمل فصائل بسوريا واليمن والعراق لإحداث تأثير أكبر.