 ذي قار/ حسين العامل

تشهد مدينة الناصرية تصعيدًا جديدًا في النزاع حول ملكية مدينة الألعاب التي أُنشئت منذ سبعينيات القرن الماضي، إثر تلقي ناشط بارز تهديدات عشائرية بسبب تصديه لمحاولات جهات متنفذة للاستحواذ على أراضي ذات نفع عام.
وقد نظم العشرات من الناشطين تظاهرة تضامنية لدعم زميلهم.
وتجدد النزاع على ملكية مدينة الألعاب بعدما ادعت جهات متنفذة ملكيتها لمساحة كبيرة من الأرض التي أُقيمت عليها المدينة. وقد قامت مجموعة مسلحة، قبل نحو شهر، بتجريف السياج الخارجي للمدينة، مما زاد من مطالبات الأهالي للحكومة المحلية بضرورة التصدي لهذه الجهات وحماية الممتلكات العامة، بالإضافة إلى إعادة تشغيل المدينة الترفيهية الوحيدة في المدينة، التي توقفت عن العمل منذ عدة سنوات.
في استجابة لهذه الأزمة، تجمع العشرات من الناشطين في ساحة الحبوبي وسط الناصرية للتضامن مع الناشط إحسان الهلالي، الذي تعرض لتهديد علني من جهات عشائرية بسبب تصديه لمحاولة الاستيلاء على أرض مدينة الألعاب. وقال الناشط المدني نصير باسم خلال مشاركته في التظاهرة إن “مجموعة من المافيات والعصابات، والذين يرتبطون بعلاقات مع المسؤولين، يحاولون الاستيلاء على الأملاك العامة في الناصرية، ولا سيما مدينة الألعاب.” وأشار إلى أن “مدينة الألعاب ملك عام لأهالي الناصرية وأطفالهم وتم تشييدها منذ عام 1974”. أعرب باسم عن استغرابه من ادعاء هذه الجهات بملكية الأرض مستندين إلى مستندات غير موثوقة، متهمًا بعض المسؤولين في الدوائر الحكومية بالتواطؤ مع من يحاولون الاستحواذ على الأملاك العامة. وأكد أن “جميع من كانوا يمتلكون هذه الأراضي جرى تعويضهم عند تشييد مدينة الألعاب بحسب كتب رسمية”.
وأشار باسم في حديثه لـ(المدى) إلى أن “زميلهم الناشط إحسان الهلالي تعرض لتهديد عشائري بعد مطالبته بعودة مدينة الألعاب وتشغيلها كمتنفس للعوائل والأطفال المحرومين من أماكن الترفيه منذ خمس سنوات”. وأكد أن “الهلالي تعرض للتهديد والعديد من الدعاوى الكيدية بسبب حرصه على المصلحة العامة وتبنيه لقضايا أهل الناصرية”.
واتهم باسم أحزاب السلطة، التي وصفها بأحزاب المحاصصة، بالتورط في صفقات فساد تحت غطاء المشاريع الاستثمارية وصفقات مشبوهة. وقد ظهرت مجموعة عشائرية في مقطع فيديو تحذر الناشط إحسان الهلالي من التدخل في قضية مدينة الألعاب، ملوحة بملاحقته عشائريًا وقضائيًا. يُذكر أن مجموعة مسلحة ترافقها جرافات قامت في منتصف تموز/يوليو الماضي بتجريف سياج مدينة الألعاب تحت جنح الظلام، مما أثار استياء أهالي الناصرية الذين احتشدوا ليلاً أمام المدينة بدعوة من الناشط إحسان الهلالي للتنديد بالحادثة. وقد دعا محافظ ذي قار، مرتضى الإبراهيمي، إلى تشكيل لجنة تحقيقية عاجلة لمعرفة الجهة التي قامت بتجريف السياج واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية اللازمة. في منتصف تموز/يوليو 2024، أطلق ناشطون في ذي قار حملة شعبية وإعلامية واسعة ضد الجهات المتنفذة التي تحاول الاستحواذ على أماكن ذات نفع عام ومواقع حيوية وترفيهية في مدينة الناصرية عبر عقود استثمارية، مما دعا هيئة الاستثمار إلى توضيح موقفها والرد على الاتهامات الموجهة لها.
حذر مئات الناشطين عبر حملة على مواقع التواصل الاجتماعي الحكومة المحلية وهيئة الاستثمار من التفريط بالمواقع العامة والمعالم المعمارية ذات الرمزية التي تحاول جهات حزبية متنفذة الاستحواذ عليها عبر الاستثمار. من بين المواقع التي يعتقد الناشطون أنها مهددة بالضياع: بهو بلدية الناصرية، حديقة الشهيد أحمد نوفل، موقع حديقة عامة قرب جسر الحضارات، كراج السيف القديم، موقع حيوي قرب مستشفى الحسين التعليمي، وبيت المحافظ السابق.
كما عبر الأهالي عن قلقهم من تحويل المواقع الحيوية ذات النفع العام إلى مشاريع استثمارية، وذلك بعد أن قامت إدارة محافظة ذي قار السابقة بتحويل عدد من المباني الحكومية إلى مشاريع تجارية واستثمارية، مثل العيادة الخارجية ومبنى محافظة ذي قار القديم، والتي كانت مخصصة في الأصل لخدمات طبية وخدمات أخرى.