متابعة / المدى
قتل 15 شخصا من عائلة واحدة بينهم تسعة أطفال في غزة، و10 أشخاص في جنوب لبنان، جراء ضربات إسرائيلية أمس، بينما اعتبرت حركة حماس ان الحديث الأميركي عن قرب التوصل الى اتفاق "وهم"، مع تواصل الجهود الدبلوماسية لإبرام اتفاق هدنة في القطاع. يأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن 40074 شخصا على الأقل قتلوا منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل أكثر من 10 أشهر. وبعد مباحثات ليومين غابت عنها الحركة الفلسطينية، أعلنت دول الوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر تقديم مقترح جديد "يقلّص الفجوات" بين إسرائيل وحماس لوقف النار في الحرب المتواصلة منذ أكثر من عشرة أشهر، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الاتفاق بات "أقرب من أي وقت مضى"، وهو سيرسل وزير خارجيته أنتوني بلينكن الى إسرائيل نهاية هذا الأسبوع، في وقت تتكثف الجهود لتجنّب اتساع رقعة الحرب إقليميا بعد تصاعد التوتر بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل وحلفائها من جهة أخرى. الا أن القيادي في حماس سامي أبو زهري رأى في بيان لوكالة فرانس برس إن "الحديث عن قرب التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار هو وهم". وشدد على أن "الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أي اتفاق"، مضيفا "لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات أميركية". توازيا، أعلن الدفاع المدني في غزة أن 15 شخصا من عائلة واحدة، بينهم تسعة أطفال وثلاث نساء، قتلوا في قصف جوي إسرائيلي في ساعة مبكرة السبت. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن القصف طال منزل لعائلة العجلة في حيّ الزويدة بوسط غزة. وعمل أشخاص على انتشال الجثث، ووقف شبان فوق الركام واستخدموا مطرقة كبيرة لتفتيت كتل اسمنتية والبحث عن الضحايا، وفق فيديو لفرانس برس.
وقال أحمد ابو الغول وهو شاهد عيان "نحو الساعة الواحدة صباحا، قاموا بضرب ثلاثة صواريخ فجأة مباشرة على المنزل. كلهم أطفال ونساء". بدوره، قال شاهد العيان عمر الدريملي "نحن الآن في المشرحة نرى مشاهد لا توصف… أشلاء ورؤوس مقطعة وأطفال". من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي السبت "القضاء على عدد" من المسلحين وسط القطاع، من دون أن يحدد مكان ذلك. وأكد شنّ غارات جوية "على حوالي 40 هدفًا إرهابيًا، ومن بينها مبانٍ عسكرية، مستودعات أسلحة وغيرها" خلال الساعات الماضية.
10 قتلى في جنوبي لبنان
اندلعت الحرب إثر هجوم لحماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل 1198 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 111 منهم محتجزين في غزة، بمن فيهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 40074 شخصا على الأقل، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.
وأثارت الحرب في غزة مخاوف من اتساعها الى جبهات أخرى، خصوصا في لبنان حيث يتبادل حزب الله والدولة العبرية القصف بشكل يومي عبر الحدود. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية السبت مقتل عشرة سوريين بينهم أطفال، بغارة اسرائيلية في جنوب البلاد. والحصيلة هي من الأعلى لضربة واحدة في لبنان منذ بدء التصعيد.
واستهدفت الغارة منطقة وادي الكفور في النبطية، وأدّت إلى "استشهاد عشرة أشخاص من الجنسية السورية من بينهم امرأة وطفلاها"، بحسب الوزارة.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية من جهتها أن ضحايا الغارة هم من اللاجئين والعمال السوريين. وأشارت الى أنها وقعت قرابة الساعة 01,20 بعد منتصف الليل (22,20 ت غ الجمعة)، واستهدفت "معملا للحجارة" الاسمنتية في منطقة صناعية في منطقة النبطية.
وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه هاجم جوا "خلال ساعات الليلة الماضية مستودع أسلحة لحزب الله في منطقة النبطية".
وبعد ساعات، أكد الحزب إطلاق صواريخ كاتيوشا على منطقة اييليت هشاحر بشمال اسرائيل "رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية (…) خصوصا في بلدة الكفور".
وأعلن الجيش الاسرائيلي "رصد إطلاق حوالي 55 قذيفة صاروخية من لبنان سقط بعضها في مناطق مفتوحة من دون وقوع إصابات". من جهة أخرى، قال إن جنديين أصيبا بجروح في وقت سابق "نتيجة سقوط قذيفة أطلقت من لبنان في منطقة مسغاف عام"، أحدهما جروحه "خطرة".
وارتفعت المخاوف من تصعيد إضافي على هذه الجبهة بعد اغتيال القيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر بضربة إسرائيلية قرب بيروت أواخر تموز/يوليو، وتوعّد الحزب بالرد. وأتت عملية الاغتيال هذه قبل ساعات من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، في عملية نسبتها إيران الى إسرائيل وتوعّدت أيضا بالرد عليها.
مفاوضات لـ"حقن الدماء"
وعلى وقع المخاوف من الرد، أكدت اسرائيل استعدادها دفاعيا وهجوميا، في وقت عززت حليفتها الولايات المتحدة من انتشارها العسكري في المنطقة وتعهدت الدفاع عن الدولة العبرية. وعلى مسار موازٍ، تؤكد واشنطن العمل لإبرام اتفاق هدنة في غزة يتيح بالتالي خفض التوتر في المنطقة.
وتقود واشنطن والدوحة والقاهرة منذ أشهر جهود الوساطة التي أثمرت هدنة لأسبوع في تشرين الثاني/نوفمبر، أتاحت الإفراج عن أكثر من مئة من الرهائن وإطلاق سراح مئات الفلسطينيين.
لكن أي اتفاق لم ينجز منذ ذلك الحين
وأعلنت الدول الثلاث في بيان مشترك الجمعة أن المباحثات في الدوحة كانت "جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية".
وأكد البيان أن واشنطن قدمت "اقتراحا يقلّص الفجوات بينهما ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن في 31 أيار/مايو"، موضحا أن الاقتراح "يسدّ الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق". وسيجتمع المفاوضون "مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل آملين في التوصل إلى اتفاق وفقا للشروط المطروحة اليوم".
وأكّد مصدر قيادي في حماس لفرانس برس أن وفد إسرائيل "وضع شروطا جديدة… مثل إصراره على إبقاء قوات عسكرية في منطقة الشريط الحدودي مع مصر (محور فيلادلفيا)، وأن يكون له الحقّ بوضع فيتو على أسماء أسرى (فلسطينيين) وإبعاد أسرى آخرين لخارج فلسطين".
وشدّد على أن حماس "لن تقبل بأقل من وقف كامل للنار والانسحاب الكامل من القطاع وعودة طبيعية للنازحين، وصفقة تبادل بدون قيود وشروط الاحتلال".