TOP

جريدة المدى > محليات > وضع الأهوار مزرٍ.. والأسماك تَنفُق في ميسان!

وضع الأهوار مزرٍ.. والأسماك تَنفُق في ميسان!

نشر في: 18 أغسطس, 2024: 12:17 ص

 ميسان / مهدي الساعدي

شهدت محافظة ميسان في الفترة الأخيرة جدلاً واسعاً حول قضية نفوق الأسماك، حيث تباينت ردود أفعال ناشطي البيئة وأهالي الأهوار بشأن إعلان مديرية الموارد المائية في المحافظة عن عدم وجود أي أسماك نافقة بسبب نوعية المياه، مشيرة إلى أن الأسماك التي رصدتها الكاميرات قد نفقت نتيجة للصعق الكهربائي والصيد الجائر.

في مقطع فيديو بثته الصفحة الرسمية لمديرية الموارد المائية في المحافظة، أكد مدير الموارد المائية أن “مناسيب المياه ونوعيتها جيدة جدًا وسرعة جريانها ممتازة في قناة رقم 4 ونقطة دخولها إلى الأهوار، ولم يتم رصد أي أسماك نافقة باستثناء بعض الأسماك التي نفقت بسبب الصعق الكهربائي والصيد الجائر”.
على النقيض، أكدت مديرية البيئة في المحافظة وجود أسماك نافقة، وأرجعت السبب إلى انحسار المياه وقلة الأوكسجين المذاب، وهو ما وصفته بالظاهرة الموسمية. وفي بيان لها، أفادت المديرية: “منذ العام الماضي، أصبحت ظاهرة نفوق الأسماك في أهوار ميسان موسمية، وذلك نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وقلة الإطلاقات المائية التي تغذي تلك المناطق، مما يؤدي إلى انحسار المياه وقلة الأوكسجين المذاب”. وأوضحت المديرية أنها طالبت مرارًا بزيادة الإطلاقات المائية لإنعاش مناطق الأهوار خلال فصل الصيف لمواجهة هذه التداعيات البيئية.
من جانبه، أكد الخبير البيئي الميساني، أحمد صالح نعمة، في حديث خاص لـ(المدى)، أن “حالات نفوق الأسماك تكررت هذا العام، وحدثت للمرة الأولى في قناة رقم 4، المعروفة محليًا بقناة العمشان. وبسبب نقص الإطلاقات المائية وانخفاض مستوى الأوكسجين بشكل كبير، نفقت ملايين الأسماك. وأثبتت التحاليل المخبرية التي أجراها المستشفى البيطري في ميسان ومديريات الزراعة والبيئة بالمحافظة أن الأسماك خالية من الفيروسات والسموم، ولا يوجد صعق كهربائي، مما يؤكد أن السبب المباشر هو نقص الماء”.
وفي هذا السياق، بينت عضو مجلس محافظة ميسان ورئيس لجنة الزراعة وإنعاش الأهوار، سكنة نعمة الياسري، أن نفوق الأسماك يمثل كارثة بسبب نقص المياه. وكشفت في بيان لمكتبها الإعلامي أن “نفوق الأسماك في ميسان يعود لنقص الإطلاقات المائية، وأن ادعاء البعض بأن السبب هو الصيد الجائر غير صحيح، بل إن نقص المياه هو السبب الرئيسي”.لم تقتصر كارثة نفوق الأسماك على قناة رقم 4 أو قناة العمشان فقط، بل امتدت لتشمل مجرى الدوب في هور الحويزة جنوب شرق مدينة العمارة. وحول نفوق الأسماك في منطقة الدوب، أوضح الخبير البيئي الميساني أحمد صالح نعمة أن “نفوق الأسماك في مجرى الدوب كان نتيجة نقص المياه وقلة الأوكسجين، مما دفع وزير الموارد المائية لتشكيل لجنة حكومية تضم دوائر مديرية الموارد المائية، مركز إنعاش الأهوار، ومديريات البيئة والزراعة، للتحقيق في الأسباب الرئيسية لنفوق الأسماك. وأخذت اللجنة عينات وقياسات من المياه، وعزت مديريات البيئة والزراعة السبب إلى نقص الإطلاقات المائية الذي أدى إلى نقص الأوكسجين”.
وأضاف نعمة أن “مديرية الموارد المائية ومركز إنعاش الأهوار قد أشارا إلى نفوق نوع واحد فقط من الأسماك وهو سمك القط (catfish) أو ما يعرف محليًا بالجري، إلا أن هذا التقرير غير دقيق، لأن جميع الأسماك قد نفقت، إلا أن الأهالي قاموا بجمع الأسماك القابلة للأكل قبل أن تموت تمامًا، وتركوا سمك الجري الذي لا يؤكل في الجنوب”.
من جهتها، أوضحت مديرية الموارد المائية في المحافظة أن “نفوق الأسماك وقع في جزء محدد من مجرى الدوب، وتم إجراء فحوصات نوعية للمياه، وأظهرت النتائج أن نسبة الأوكسجين المذاب والأملاح كانت ضمن المعدلات الطبيعية، وتم أخذ عينات من الأسماك النافقة لإجراء فحوصات دقيقة لمعرفة الأسباب”. ردًا على هذه التصريحات، نظم العشرات من ناشطي البيئة وأهالي الأهوار وقفة احتجاجية للمطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الأهوار. وفي هذا السياق، قال مهدي رياض، رئيس فريق قصب التطوعي، لـ(المدى): “الاحتجاجات جاءت نتيجة لتفاقم أزمة الأهوار بسبب انخفاض منسوب المياه وقلة الأوكسجين، مما أدى إلى نفوق كبير للأسماك في هور الحويزة وهور السودة. وطالبنا الحكومة باتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ الأهوار وتوفير المياه اللازمة لإعادة الحياة إلى هذه المناطق التي تمثل جزءًا من التراث الطبيعي للعراق”.ولم يتوقف مسلسل نفوق الأسماك عند هذا الحد، حيث رصدت العدسات كارثة نفوق جديدة يوم الخميس 15 أغسطس الجاري في مجرى الدوب من هور الحويزة مرة أخرى.
واختتم الخبير البيئي الميساني أحمد صالح نعمة حديثه لـ(المدى) قائلاً: “الوضع في الأهوار مزرٍ، وعلى الرغم من وعود وزارة الموارد المائية بإطلاق كميات جديدة من المياه، إلا أن الخطر ما زال قائمًا. الأشهر القادمة ستكون خطرة جدًا على الأهوار، ومن المتوقع أن تعود إليها سيناريوهات الجفاف التام".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

محليات

"المالية" تؤشر تأخيراً بتمويل رواتب الموظفين بسبب قلة السيولة

متابعة / المدىأشّر عضو اللجنة المالية النيابية مصطفى الكرعاوي، أمس السبت، تأخيراً بتمويل رواتب الموظفين، لكنه قال إن تلك الرواتب مؤمنة كرصيد لدى الحكومة.وأضاف الكرعاوي في تصريح صحفي أن "هناك تأخيراً في تمويل رواتب...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram