TOP

جريدة المدى > سياسية > مركز أبحاث سويدي: 25 % من أهالي سهل نينوىيرون البطالة مشكلتهم الأكبر

مركز أبحاث سويدي: 25 % من أهالي سهل نينوىيرون البطالة مشكلتهم الأكبر

ذكر أن الشباب هم الأكثر تضرراً من الأزمة

نشر في: 18 أغسطس, 2024: 12:44 ص

ترجمة / حامد أحمد

في تقرير له حول سبل تعزيز التماسك الاجتماعي بين مكونات منطقة سهل نينوى وإيجاد حلول مستدامة لمشاكل مشتركة عاشتها المنطقة على يد تنظيم داعش للفترة ما بين 2014 الى 2017، اظهر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام SIPRI في دراسة استطلاعية لمناطق الحمدانية وتلكيف وبعشيقة ان 25% من العوائل هناك ترى بان غياب فرص العمل للشباب هي المشكلة الأكثر إلحاحا بالنسبة لهم، وأن البطالة تعتبر مشكلتهم الأكبر.
وجاء في دراسة المعهد السويدي لأبحاث السلام التي نشرت في آب 2024 تحت عنوان (تعزيز التماسك الاجتماعي لمنطقة سهل نينوى في العراق: المشاكل ذات الطبيعة المشتركة والحلول التعاونية المحلية) بان محافظة نينوى هي من أكثر المناطق تنوعا من الناحية الدينية والعرقية والثقافية في العراق، حيث تضم العرب المسلمين والمسيحيين الاشوريين والكلدان والسريان فضلا عن الكاكائيين والاكراد والشبك والتركمان والايزيديين.
وعندما سيطر تنظيم داعش على المنطقة للفترة الممتدة من 2014 الى 2017 كان هدفه هو تدمير نسيج التنوع هذا في نينوى من خلال استهداف أبناء الأقليات العرقية والاثنية في سهل نينوى وطرق حياتهم. ولكن بعد الحاق الهزيمة بداعش فان آثار الصدمات النفسية للاحتلال كان وقعها الشديد على تدمير النسيج الاجتماعي في المنطقة.
ويشير التقرير الى ان اصلاح الروابط الاجتماعية وتعزيزها بين مجتمعات سهل نينوى يشكل احدى أولويات بناء السلم في المنطقة والتي من المفترض ان يتولاها وجهاء ومسؤولو المنطقة لإيجاد حلول لمشاكلهم المشتركة وبناء علاقات تفاهم بين المجتمعات والطوائف المختلفة تتم من خلال الحوار المتبادل.
وشمل الاستطلاع الذي أجراه المعهد السويدي اخذ رأي 696 شخصا من عوائل في منطقة الحمدانية وتلكيف وبعشيقة من سهل نينوى في الموصل بالإضافة الى لقاءات مع 42 شخصا من وجهاء ورؤساء طوائف في المنطقة للاطلاع على المشاكل التي يعانون منها وسبل حلها.
وأظهر استطلاع الدراسة السويدية ان البطالة وفرص العمل للشباب هي من أهم قضايا ومشاكل الاهتمام المشترك التي تواجهها المجتمعات الساكنة في سهل نينوى. وبينت اللقاءات التي أجريت مع العوائل في المنطقة ان 25% منهم يرون بان فرص العمل بالنسبة للشباب هي من أكثر المشاكل الحاحا لديهم، وان قرابة نفس النسبة أيضا تعتبر ان البطالة مشكلة كبرى. وهاتين المشكلتين مترابطتين على نحو واضح، حيث ان قلة الفرص للشباب، من تعليم ودورات تدريب، تزيد من نسبة البطالة بينهم، وهناك بعض التفاوتات الطفيفة بين المجتمعات المحلية في هذا الجانب، ولكن التوجه العام يشير الى ان البطالة والافتقار الى فرص العمل للشباب هي من أهم مشاكل الناس في سهل نينوى.

وأشار التقرير الى ان الاستطلاعات أظهرت بان انتشار البطالة أدى الى حالات مجتمعية سلبية تمثلت بزواج القاصرات وصغار السن بين الفتيات، اما الشباب فانهم يلجؤون للانضمام الى مجاميع مسلحة محلية مما يؤدي ذلك الى زعزعة النسيج الاجتماعي.
شاب من الطائفة الكاكائية قال في مقابلة أجراها المعهد السويدي معه "التحدي الكبير الذي نواجهه هو البطالة، ضمن طائفتي هناك الكثير من الخريجين الكالكائيين من اختصاصات علمية مختلفة ولكنهم لم يحصلوا على وظيفة، وكثير منهم أصبحوا جنودا ورجال شرطة، وهذه حقيقة مؤسفة ان شباب تعبوا على أنفسهم بالتعليم والدراسة ينتهي بهم الحال ليكونوا في وظائف لا تحتاج الى شهادة علمية. البطالة هي من جعلتهم ينخرطون بهذه المهن بسبب عدم وجود فرص عمل".
واظهر التقرير أيضا بان غياب الخدمات العامة يشكل احد اهتمامات ومشاكل أهالي سهل نينوى وجاء بنسبة 22%، في حين تشكل المشاكل الأمنية من أولويات أبناء سنجار وأبناء الطائفة المسيحية أيضا وجاءت بنسبة 11% وهي من تبعات آثار الصدمات النفسية التي خلفها تنظيم داعش فضلا عن تواجد مجاميع وفصائل مسلحة من جهات مختلفة في المنطقة.
وتأتي البطالة كذلك من التحديات التي تواجه العنصر النسوي أيضا من أهالي سهل نينوى. واستنادا الى نتائج الاستطلاع فان 23% من النساء التي أجريت لقاءات معهن أشرن الى ان البطالة هي من أكثر المشاكل الحاحا التي تؤثر على المرأة في مجتمعهم. وقالت امرأة من الشبك في لقاء معها " كثير من الآباء لا يعيرون أهمية لتعليم بناتهم ومواصلتهم الدراسة، حيث يعتقدون انه بعد اكمال الدراسة الابتدائية فان على البنت ان تجلس في البيت، كثير من الفتيات كانوا يشكون لي بان آباءهم يمنعونهن من مواصلة الدراسة بعد اكمال الابتدائية ويبقونهن في البيت خصوصا أبناء المناطق الريفية والتي تفتقر الى وجود المدارس في مناطقهم".
ويوصي المعهد السويدي في دراسته بضرورة تنفيذ خطط واصلاحات ستراتيجية بعيدة المدى لتعزيز الترابط الاجتماعي في منطقة سهل نينوى وتنويع مصادر الاقتصاد وتشجيع القطاع الخاص لتوفير فرص عمل للشباب مع تنظيم دورات تدريب مهنية لهم لتطوير مهاراتهم وقدراتهم ليتمكنوا من تنفيذ مشاريع صغيرة وتعلم فنون التسويق فضلا عن تعلم مهارات تكنولوجية ولغات اجنبية.
كذلك يوصي المعهد الدولي أيضا بإقامة مراكز ثقافية يتم افتتاحها للشباب من جميع الاطياف والاعراق وخلق منصات تواصل اجتماعي لتبادل معلومات عن فرص عمل ودورات تدريبية في المنطقة للشباب، مع توفير وسائل نقل آمنة للفتيات لتسهيل إيصال الفتيات إلى المدارس وعدم انقطاعهن عن التعليم.

  • عن موقع ريليف ويب الدولي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

فات أوان التراجع عن قصف
سياسية

فات أوان التراجع عن قصف "عين الأسد".. واشنطن تنفي سحب القوات الأمريكية وبغداد تعلن تأجيل الموعد

بغداد/ تميم الحسنيبدو أن المكالمة الاخيرة بين رئيس الحكومة محمد السوداني، وانتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي، بعد قصف قاعدة عين الاسد، غربي الانبار، كانت تحمل رسائل شديدة إلى بغداد، وفق ما يرجح مصدر سياسي.الاتصال...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram