ذي قار / حسين العامل

كشف الكاتب والمترجم العراقي امير دوشي وعبر 250 صفحة عن علاقة صاحب نظرية علم النفس الحديث سيغموند فرويد بأثار بلاد الرافدين، مبينا ان فرويد قد مثّل نموذجاً للعالم والمفكر المهتم والباحثُ في الثقافة الآثاريّة للحضارات القديمة في الغرب والشّرق اذ قرأ وشاهد حضارات الشّرق من خلال القطع الآثاريّة، اذ يمتلك متحفا للقطع الاثرية في داخل بيته يضم 2250 قطعة اثرية.
وفي حديث لـ(المدى) يقول الكاتب امير دوشي عن كتابه الموسوم (ختم فرويد الاسطواني – فرويد وآثار بلاد ما بين النهرين) الصادر هذا العام عن دار ابجد للترجمة والنشر انه " اكتشفت في أحد المصادر الغربية ان فرويد يمتلك متحفاً للقطع الاثرية في داخل بيته يضم 2250 قطعة اثرية مصريةً وإغريقه وصينية ورومانية وهندية ومكسيكيةوكذلك عشرون ختماً اسطوانياً من بلاد الرافدين"، واضاف وعلى اثر ذلك اخذت بالبحث والتقصي عن المعلومات المطلوبة وقد استغرقت عملية الجمع وتأليف الكتاب 6 اعوام".
ويشير دوشي الى ان "الكتاب ليس للقراءة الاعلامية وانما قراءة فكرية لعلاقة الشرق بالغرب أي علاقة الانا بالآخر وكيفية الدفاع عن التراث الثقافي والحضاري".
ويجد دوشي ان "فرويد يمكن ان يمثّل نموذجاً للعالم والمفكر المهتم والباحثُ في الثقافة الآثاريّة للحضارات القديمة في الغرب والشّرق، كونه قرأ وشاهد حضارات الشّرق من خلال القطع الآثاريّة التي نُهِبتْ كغنائم ابان الغزو الاستعماري وأصبحتْ سلعاً تعرضُ في محال المزادات الفنيّة أو المتاحف الأوربيّة الحكوميّة والشّخصيّة في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين".
وأشار الى ان "فرويد كتب مندهشاً بعد زيارةٍ قصيرةٍ لمتحف اللوفر (الآن قد أمضيتُ وقتاً مارّاً بنظراتٍ خاطفةٍ على القاعتين الآشوريّة والمصريّة، والتي يجب العودة إليهما مرات ومرات. هنالك ملوك آشوريون طوال كأنهم أشجارٌ يحملون أسوداً وكلاباً صغيرةً على أذرعهم ثيران مجنحة بأشكال بشرية، صُفِّف شعرهم بشكل جميل، وكتابات مسمارية واضحة كأنها قد نُقِشَــت بالأمس)".
وجاء الكتاب في ثلاثة فصول: الأوّل إشارات أولى: الآثار والتّنوير والحداثة، خطاب التّحليل النّفسيّ والاثار، السّرد الروائي والآثار والتّحليل النّفسيّ، يسعى هذا الفصل لتقديم مهاد فكري وتاريخي.
الثاني مجموعة فرويد من الآثار والكتب، وكيفية استرداد الآثار المنهوبة ويهدفُ هذا الفصل إلى عرض وقراءة هذه المجموعة وكيفية استردادها.
والثالث إشارات خاتمة التّحليل النّفسيّ والتّاريخ والهوية والمسكوت عنه في التّحليل النّفسيّ، ويسعى هذا الفصل إلى نزع قناع التّحليل النّفسيّ وكشف العنف السّياسي الغامض في داخله بعد أن تحوّل إلى مؤسسة محايدة ومستقلة ظاهريا وكذلك إلى عرض (إشكاليّة المثاقفة مع ثقافة الآخر وإنتاج الوعي).
تبع ذلك ملاحق تقنية مفصلة عن التّحليل النّفسيّ الفرويدي وقائمة بكتب فرويد الآثارية (أكثر من مائة وخمسون كتابا) اثنا عشر منها حول الآثار في بلاد ما بين النّهرين حرصاً على تحقيق الهدف المنشود من الكتاب في الدفاع عن التّراث الرافديني المنهوب.